قد يلجأ إليه البعض للخروج من موقف ما او التخلص من اتهام موجه اليه ، ولا يدري ما ارتكبه من إثم عظيم فقد أطلق عليه العلماء “ اليمين الغموس ” وهو الذي يغمس صاحبه في النار ، وحكم الحلف على المصحف كذبا قال عنه مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الحلف بالمصحف أو بآية من القرآن منه يعد يمينا منعقدة يحاسب عليها الإنسان وتجب الكفارة عند الرجوع في الحلف.، وعندما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن حكم الحلف على المصحف كذبا ، قال النبي لا تحلفون الا بالله وحول حكم الحلف على المصحف كذبا قال العلماء لا تحلف الا بالله ولا يكون في كل وقت وحين وإنما إذا كان الحلف ضروريا مصداقا لقوله تعالى : "ولا تجعلوا الله عرضة لأيمانكم".
[[system-code:ad:autoads]]
حكم الحلف على المصحف كذبا
وأضاف الأزهر في إجابته عن سؤال: « حكم الحلف على المصحف كذبا ، ويأثم الحانث به وتلزمه الكفارة أم لا؟»، أن جمهور الفقهاء ذهب إلى أن الحلف بالمصحف أو بآية منه أو بكلام الله يمين، وبهذا قال ابن مسعود والحسن وقتادة ومالك والشافعي وأحمد وأبو عبيدة وعامة أهل العلم وخلافا لأبي حنيفة وأصحابه.
[[system-code:ad:autoads]]
واستشهد مركز الأزهر للفتوى، بقول ابن قدامة «بأن الحلف بالقرآن أو بآية منه أو بكلام الله، منعقدة تجب الكفارة بالحنث فيها».
الحلف بالمصحف هل يعتبر يمينا؟
قالت دار الإفتاء، يصح شرعا الحلف بالمصحف وينعقد به اليمين، ما لم يقصد الحلف بالأوراق والغلاف دون القرآن المكتوب فيها؛ قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" (4/ 244، ط. دار الكتاب الإسلامي): [(وقوله: وكلام الله وكتابه وقرآنه يمين) كما لو حلف بالعلم والقدرة، (وكذا) قوله: (والمصحف، ولو أطلق) بأن لم يرد به حرمته أو حرمة ما هو مكتوب فيه أو القرآن؛ لأنه إنما يقصد به الحلف بالقرآن المكتوب فكان هو المتبادر عند الإطلاق، (لا إن أراد) به (الرق والجلد) أو أحدهما فلا يكون يمينا].
قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، إن الحلف بالمصحف كذبا، أو وضع اليد على المصحف والحلف بالله كذبا يودي بصاحبه إلى غضب الله تعالى في الدنيا والآخرة.
وأضاف «عويضة» خلال إجابته عن سؤال «ما حكم الحلف بالمصحف كذبا؟»، أن الحلف بالمصحف كذبا يعد يمينا غموسا تغمس صاحبها فى النار، وفى الحلف بالله على المصحف تغليظ لليمين وزيادة فى الإثم إن كان الحالف كاذبا، فلا ينبغى أن نعرض كلام الله تبارك وتعالى للحلف كذبا فكلام الله أعظم من أن يحلف عليه كذبا".
كفارة الحلف بالمصحف كذبا
وأشار إلى أن من حلف بالقرآن كذبا عليه التوبة والاستغفار عند بعض المذاهب، وكفارة يمين عند بعض أهل العلم، وهى عتق رقبة، أو إطعام 10 مساكين من أوسط ما يطعم الرجل أهله، أو كسوتهم، فإن لم يستطع واحدا من هذه الثلاثة صام 3 أيام.
كفارة حنث اليمين
قال الشيخ عبد الله عجمي، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء، إن الذي يحلف بالله وهو في حالة الغضب، يجب عليه الكفارة في حالة الحنث ما دام قد عزم وصمم على ما أقسم عليه سواء نفيا أو إثباتا.
وأوضح عجمي في فيديو البث المباشر لدار الإفتاء عبر صفحتها الرسمية على "فيس بوك"، ردا على سؤال: هل تجب الكفارة على من حنث في الحلف بالله وهو غاضب؟ أن الحنث يعني إخلاف اليمين بفعل خلاف مضمونها، مشيرا إلى أن لليمين أقسام ثلاثة.
وأضاف؛ الأول: اليمين المحققة (المنعقدة) وهي: أن يحلف على أمر في المستقبل أن يفعله أو لا يفعله، فإذا حنث وجبت عليه الكفارة، متابعا؛ الثاني: يمين اللغو، ولا تجب في هذا النوع كفارة.
وأكمل؛ القسم الثالث: اليمين الغموس: وسميت بذلك لأنها تغمس صاحبها في الإثم، وهي اليمين التي يحلفها على أمر ما كاذبا عالما، لافتا إلى أن في وجوب الكفارة في هذا النوع خلاف: فذهب جمهور العلماء إلى عدم وجوب الكفارة، وإنما عليه التوبة والاستغفار، وذهب الشافعي إلى وجوب الكفارة وهو رواية عن أحمد، وبه قال ابن حزم.
قال الشيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء إن كفارة حنث اليمين، تكون إطعام 10 مساكين أو كسوتهم، أو تحرير رقبة مؤمنة، أو صيام 3 أيام.
أوضح أن مقدار إطعام المسكين شرعا: نصف صاع من الطعام لكل مسكين، وقدره كيلو ونصف الكيلو تقريبا، مشيرا إلى أن دفع قيمة مالية بدل الإطعام في الكفارة أمر مختلف بين العلماء، مشيرا إلى أن دار الإفتاء تؤيد الإمام أبو حنيفة الذي رأى جواز إخراج قيمة مالية في الكفارات وزكاة الفطر.