قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

كيف تكون ممن ينجيهم الله عند نزول غضبه وعذابه؟.. علي جمعة: 3 أعمال

كيف تكون ممن ينجيهم الله
كيف تكون ممن ينجيهم الله
×

لاشك أننا جميعًا نبحث عن طريقة كيف تكون ممن ينجيهم الله عند نزول غضبه وعذابه ؟، ولا استثناء لأحدنا من هذا الأمل والرجاء في تلك الحياة الدنيا ، التي هي دار البلاء وموطن الشدة والكروب، لذا ينبغي عليك أن تعرف كيف تكون ممن ينجيهم الله عند نزول غضبه وعذابه ؟، فلا ملجأ ولا منجي إلا الله جل وعلا.

قال الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ترك لنا حديثًا أسماه العلماء بحديث السفينة، وذلك أن رسول الله ضرب لنا المثل بسفينة وبقومٍ فيها.

حديث السفينة

واستند «جمعة » عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، لما ورد عن النعمان بن بشير رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قومٍ استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها، وأصاب بعضهم أسفلها، فقال الذين في أسفلها: لو أنّا خرقنا في نصيبنا خرقًا نستقي منه الماء، ولا نؤذي إخواننا فلو أنهم أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا، ولو أنهم تركوهم هلكوا، وهلكوا جميعا» صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

وتابع: ضرب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا المثال وفيه ثلاث طوائف : الطائفة الأولى: تفعل المنكر، قد يكون عن حسن قصد، وقد يكون عن جهالة، وقد يكون عن سوء قصدٍ وغلٍ وحقد، ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ضرب لنا المثل عن أولئك الذين يكونون عن حسن قصد، وبالرغم من ذلك لو تركناهم لهلكوا ولأهلكوا مع حسن قصدهم، وأنهم لا يريدون أن يؤذوا إخوانهم، ولكن ذلك بحمقٍ، وليس بحكمة {يُؤْتِي الحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}.

واستطرد : الطائفة الثانية: تسكت عن الحق، لا تنكر منكرًا ولا تأمر بمعروف، وهي في حال السكوت، وهي طائفةٌ تُفهم من الحديث، وطائفةٌ ثالثة: تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتأخذ على يد الظالم، وعلى يد المنحرف، وعلى يد الأحمق، وكما قال الشاعر: (لكل داءٍ دواءٌ يستطب به.. إلا الحماقة أعيت من يداويها).

كيف تكون ممن ينجيهم الله

ونبه إلى أن الناجي من الفرق الثلاث هي الفرقة التي تقوم بواجبها من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، أما الفرقة التي فعلت الشر، وهذه التي سكتت عن الشر فكلاهما ظالم، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ * فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}، طائفةٌ تفعل السوء، طائفةٌ تسكت، وهما من الظلمة، وطائفةٌ تنهى عن السوء ينجيها الله سبحانه وتعالى عند نزول غضبه وعذابه.

وأفاد : إذن هذه السفينة استهم عليها أقوام؛ ولذلك نرى الإمام البخاري يخرجها في صحيحه في كتاب «الشركة»؛ لأن القوم يشتركون في السفينة، «واستهموا فأصاب بعضهم أعلاها» في الهواء الطلق «وبعضهم أسفلها؛ فقال الذين في أسفلها: لو أنّا نخرق خرقًا في نصيبنا» هذا صحيح نصيبهم من السفينة، كانوا يخرجون يستقون فيؤذون أصحابهم بشيءٍ من رشاش الماء، ومن رقة قلوبهم، وحسن نياتهم أرادوا ألا يؤذوا إخوانهم في العلو من هذا الماء، ومن مضايقتهم، نيةٌ حسنة، قلبٌ سليم، وفعلٌ أحمق.

وأشار إلى أنه لذلك ليس كل من يرتكب الخطأ لابد أن يكون سيء النية، قد يكون حسن النية، لكنه يفعل الشيء الذي يكر عليه وعلى جماعة من حوله ومواطنيه بالسوء وبالبطلان، «فلو أنهم أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا» فهؤلاء الحمقى سينجون إذا أخذوا على أيديهم ؛ ولذلك هنا يُقر النظام، ويجعلنا كما قال في الصلاة: «لينوا في أيدي إخوانكم».

وأكمل : ويجعلنا جميعًا على قلب رجلٍ واحد، ويجعلنا جميعًا نتوخى الخير لكل الناس، ويجعلنا جميعًا في قاربٍ واحد؛ ولذلك لابد من وضوح الهدف، ومن الأمر بالمعروف، ومن النهي عن المنكر، وأن يحب بعضنا بعضا؛ فإن الكراهية من أمراض القلوب، وإن الحب من طاعات هذه القلوب التي إذا ما خرجت في طاقة حبٍ كحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للبشرية جمعاء، حتى وصفه ربه فقال: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.

كيف تكون عبدا ربانيا

وأوضحمن وصايا سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن نكون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فيجب علينا أن نقوم بواجبنا الاجتماعي في جماعتنا، ووطنا، وناسنا، وأهلنا.

وأضاف أنه يجب علينا أن نأمر بالمعروف، وأن ننهى عن المنكر، وأن نؤمن بالله، حتى نكون من العباد الربانيين في محل نظر الله سبحانه وتعالى، ففي عنق كل واحد منا مسئولية اجتماعية ننكر فيها المنكر، ولا نسكت عن الحق، فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس، نأمر فيها بالمعروف، نؤمن فيها بالله، نبتغيّ فيها الخير لنا ولغيرنا.

ولفت إلى أنه في يوم الطائف عندما ذهب يزور ثقيف جاء ملك الجبال وقال: «يا محمد إن الله أرسلني أن أطبق عليهم الأخشبين» فقال: «لا، لعل الله أن يخرج من أصلابهم من يوحّد الله»، فتركهم بطاقة حب قلبه -صلى الله عليه وسلم- ، تمثّلوا برسولكم، الحب ليس معناه أن تترك الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأيضًا ليس معناه أن تترك المصالح، وأيضًا ليس معناه أن تترك الواجب الاجتماعي الذي عليك أن تفعله، ولكن معناه أن تخلص النية لله، وأن تفعل الفعل لا تريد به إلا وجه الله فـ«إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى».

مفهوم الربانيّة

ورد أن الربُّ بلام التعريف لفظٌ لا يُطلق إلّا على الله -تعالى-، وربُّ الشيء؛ صاحبه، ومالكه، ومستحقّه، ورَبَّ؛ أي جَمَعَ، وزَادَ، ولَزِمَ، وأقام، والرَّبانيّ كما قال الفيروز آبادي، هو: المتألِّه، العارف بالله -عزّ وجلّ-.

وجاء أن الربانيّة اصطلاحاً كما عرّفها ابن الأثير: نسبةً إلى الربُّ، وزِيدت الألف والنون؛ للمبالغة، ويُطلق الربُّ على المربّي، أو المالك، أو السيّد، أو المتصرّف، أو الكفيل، أو المُصلح، أو المدبّر.

كما يُقصد بالربانيّة: تميّز الأمّة الإسلاميّة، بصِبْغةٍ إلهيةٍ، مُنبثقةٍ من الوحي؛ أي من الكتاب والسنة، وهي سِمةٌ خاصّةٌ بالأمّة الإسلاميّة، من حيث مصدرها، كما تمثّل الربانيّة عبوديّة الله -تعالى- باعتبارها من الأهداف التي تميّز الأمّة، وهي الغاية من الخَلْق، قال -تعالى-: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ).

ويتميز العبد الربانيّ بإيمانه العميق بالله -سُبحانه-، وباقتدائه بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وباعتقداته الصحيحة السليمة، التي تحقّق الطمأنينة في القلب والنَّفس، والسموّ في الفِكْر.