قال الدكتور إبراهيم الهدهد عضو مجمع البحوث الإسلامية ، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، إن الدين الإسلامي دينٌ متين عنوانه القرآن والسنة وهما محفوظان بحفظ الله سبحانه وتعالى، ومنذ أكثر من ألف وثمانين عاماً والأزهر يرصد الأمر ويتصدى لكل غال ومتطرف ومدّعٍ على الإسلام ما ليس فيه، ولذلك قال مؤكدا: إن الأزهر الشريف سيبقى مدافعاً عن دين الله محافظاً عليه متولياً -بأمر من الله- حمايته والدفاع عنه.
وأكد في تصريحا له ، أن الأزهر الشريف يتصدى في كل زمان لكل من ينال من هذا الدين أو يحاول النيل منه، وإن هذا الدين قائم على ثلاثة أعمدة، أولها: القرآن الكريم الذي سمعه الصحابة وباللغة التي أُنزل بها، ودُوِّن القرآن الكريم مكتوباً في عهد سيدنا أبي بكر رضي الله عنه، وبعد عامين من انتقال سيدنا المصطفى ﷺ، كتبت المصاحف، والشهود الذين سمعوا القرآن من رسول الله كانوا حاضرين، وبلغة التنزيل نفسها، ثم جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه الناس على مصحف واحد، وكل ذلك في فترة قليلة جداً لأن سيدنا عثمان بن عفان قد ولاه الله أمر الأمة قبل أن يمر على انتقال المصطفي ﷺ أربعين عاماً.
وشدد عضو مجمع البحوث الإسلامية ، أنه في كل زمن والصحابة رضوان الله عليهم كانوا موجودين حاضرين، ثم إن الصحابة سمعوا السنة من رسول الله ﷺ وكانوا هم الشهود الحق الذين فهموا فهم رسول الله للقرآن، فاجتمع عندنا ثلاثة أصول وصل إلينا بها هذا الدين.
وبيّن ، أن الإسلام لم يسلم على مر الزمان من الحقدة على الإسلام الذين طعنوا عليه من أول أبي لؤلؤة المجوسي هو وأتباعه، وظهرت طوائف بعد ذلك حاربت هذا الدين في أصوله الثلاثة وطعنوا على الصحابة وهم الشهود الذين حضروا سيدنا رسول اللهﷺ ونقلوا لنا السنة المشرفة، ثم بعد ذلك طعنوا في السنة المشرفة ودعوا إلى الإكتفاء بها عن سواها والاكتفاء بالقرآن وحده.
وتابع د.الهدهد: لم يكتف أعداء الإسلام بذلك ، فقد تجرأ غير المسلمين وطعنوا في الرسول ﷺ وفي القرآن الكريم، وما زالت هذه الطوائف تحارب السنة وتحارب الصحابة حتى يفرغوا بعد ذلك للقرآن الكريم، لكن مسيرة أسلافهم فشلت وذهبت سدىً في كل زمان، وأما الذين طعنوا على السنة فقد أخبرنا رسول الله ﷺ عنهم بقوله: "يوشك رجل شبعان متكئ على أريكته يقول عندنا كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال أحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه".
واستنكر رئيس جامعة الأزهر الأسبق، موقف من يطعنون في الأئمة الكبار أمثال الإمام مالك والشافعي وأبي حنيفة وغيرهم رغم ميلادهم قبل مئات السنين، ويتهمون هذا التراث بأنه عفن، والذي يتكلم هذا الكلام لا يستطيع أن يقيم عبارة واحدة بلغة صحيحة، ويأتي في كتب القوم ويفتري عليها جهاراً نهاراً، يقرأ العبارة ويحذف منها كلمة فتقلب المعنى ولا يستحي من ذلك وقد فضحه العلماء وبينوا له ذلك.
واسترسل قائلا: " وكان البخاري رجلا أعجوبة في الحفظ ولكنه حقد الغربيين الذين أرضعوه من سموا أنفسهم مسلمين ليتولوا هم إثم الهجوم على الإسلام بدلا من سادتهم، لكن هذا لا يرُوج على هذه الأمة فالإمام البخاري افتُري عليه حتى في زمانه بالحقد من أقرانه عليه فكان له مجلس في الحديث فحقد عليه أقرانه، وقالوا لماذا هو يجتمع الناس عليه هذا الاجتماع؟ هم كانوا عشرة وكل واحد منهم أعد عشرة أسئلة ليكوّنوا مائة سؤال ليحرجوه بذلك أمام الناس، فالجماهير كثيرة، فقال الأول: ماذا تقول في الحديث الذي رواه فلان عن فلان أن رسول الله قال كذا... وهو يقول لا أعرفه، وماذا تقول في الحديث الذي رواه فلان عن فلان كذا قال لا أعرفه، كل واحد يسأل عشرة أسئلة والإمام البخاري في كل ذلك يقول لا أعرفه حتى انتهى العاشر من أسئلته العشرة فصارت مائة سؤال، وكل جواب الإمام البخاري عن المائة سؤال لا أعرفه، ففرحوا بذلك ثم جاء إلى الأول فقال أما أنت فكان سؤالك الأول كذا وكذا وكذا وهذا ليس بصحيح وصحته أن الحديث عن فلان عن فلان ولفظه كذا، ووضح الخطأ بتركيبه كما سمعه.
وتابع: ثم أتى من الأول فأعاد كل خطأ بترتيب أسئلتهم ثم صحح ذلك، ووالله لو كان هناك تسجيل وقتها ما استطاع أن يحفظ كما حفظ الإمام البخاري رحمه الله، وهؤلاء لا يعجبونهم لأنهم يقيسون ذلك مقاييس أهل زمانهم ولا يعلمون أن الله يهيئ بعضا من خلقه لحفظ هذا الدين والدفاع عنه.
وأضاف: إذا تركنا كل أحد بهواه يفهم هذا الدين ويعرض هذا الدين؛ فلتكن الفوضى، هذه حرية الفهم وأنتم كذلك لكم حرية في الفهم، وكل واحد يفهم من كتاب الله ما يشاء ومن سنة مصطفاه ما يشاء، فأنتم دعاة فوضى وأنتم كذابون وأنتم أفاقون، فاللهَ اللهَ عليكم ورسوله عليكم، والنصر بإذن الله تعالى للمؤمنين عليكم.
وشدد قائلا: إن هذا الدين له رجاله وله علماؤه المتضلعون بعلومه والمتسلحون به. وهم موجودون والحمد لله في كل مكان، في كل نجع وفي كل مكان في العالم تجدون علماء الازهر فلا تأخذوا دينكم إلا ممن ثبت في الميدان مدافعا عن الدين ناشرا له على وجهه الصحيح على مدى أكثر من عشرة قرون.