أكد الدكتور صفوت محمد عمارة، من علماء الأزهر الشريف، أنَّا الشريعة الإسلامية قائمة على اليسر وعدم المشقة، فالتيسير على العباد مراد لله، فقال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185]، فالمشقة لا يريدها اللَّهُ لعباده، ولا يثاب عليها المسلم؛ إلا إذا كانت لا تؤدى العبادة إلا بها، فيؤجر على هذه المشقة؛ فالدين الإسلامي مبنى على التيسير ورفع الحرج قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحج: 78]، أي: ما كلفكم ما لا تطيقون، وما ألزمكم بشيء فشق عليكم إلا جعل اللَّهُ لكم فرجًا ومخرجًا.
[[system-code:ad:autoads]]
التيسير في أعمال الحج هدي النبي
وأضاف «عمارة»، خلال خطبة الجمعة اليوم، أنَّ الأصل العام في الشريعة الإسلامية التيسير والتخفيف، مع مراعاة الانضباط بالنصوص الشرعية، وليس وفق الهوى؛ فالقاعدة العامة في الشريعة هي: «المشقة تجلب التيسير»، والمراد منها: أن الأحوال التي تحصل فيها مشقة أو عسر أو حرج على المسلم، فإن الشريعة تأتي بتخفيف الحكم عليه ورفع هذا الحرج والمشقة.
[[system-code:ad:autoads]]
وقال الدكتور صفوت عمارة، إنَّ الحج من العبادات البدنية التي تشتمل على مشقة كبيرة، وقد أصَّل النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قاعدة التخفيف والتيسير، عندما أجاز للحجاج أن تبدأ بأى أعمال يوم النحر الخمسة: الرمي أو الذبح أو الحلق أو الطواف أو السعي؛ فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي اللّه عنهما: أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه، فجاءه رجل فقال: لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح، فقال: «اذبح ولا حرج»، فجاء آخر فقال: لم أشعر فنحرت قبل أن أرمي، قال: «ارم ولا حرج»، فما سُئل النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم عن شيء قُدِّم ولا أُخِّر إلا قال: «افعل ولا حرج» [رواه البخاري].
وأشار صفوت عمارة إلى أنَّ مناسك الحج قسمين: منها أمور أجمع عليها المسلمون لا يجوز الخروج عنها، ومنها مسائل اختلف فيها الفقهاء، وهذه المسائل الخلافية ينبغي التخفيف بها على المسلمين، والخروج من الخلاف مستحب حيث أمكن ذلك ولا معارض، ومن القواعد المقررة في التعامل مع المسائل الخلافية شرعًا أنه «لا ينكر المختلف فيه وإنما ينكر المتفق عليه»؛ فيجوز الأخذ بقول أي من المجتهدين في مسائل الخلاف خاصةً إذا كان ذلك موافقًا للمصلحة ومحققًا للتيسير والتخفيف.. اللهم ارزقنا حج بيتك الحرام عاجلًا غير آجل.