وجد رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو نفسه معزولاً بشكل متزايد على الساحة العالمية وسط تحديات قانونية مختلفة وتوتر الرأي العام العالمي، وفي الوقت نفسه، يصر زعيم حكومة إسرائيل علي استمرار العدوان الغاشم علي الفلسطينيين والمدنيين في قطاع غزة.
[[system-code:ad:autoads]]
ويجد نتنياهو وحكومته أنفسهم محصورين على نحو متزايد في الزاوية، فيما تستمر الحرب المستعرة علي غزة والتي أثارت غضب الرأي العام العالمي ووضعته وحكومته أمام اثنتين من أهم المحاكم في العالم، بحسب تقرير مطول نشرته صحيفة ذا واشنطن بوست اليوم الجمعة.
[[system-code:ad:autoads]]
ومن المتوقع أن تصدر محكمة العدل الدولية حكمها اليوم الجمعة بشأن طلب يأمر إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية في غزة، بما في ذلك هجومها على مدينة رفح الواقعة في أقصى الجنوب.
وواجه المسئولون الإسرائيليون تحديًا قبل صدور الحكم، وتعهدوا بمواصلة الحرب، لكن الضغوط القانونية تتصاعد بينما تدرس محكمة العدل الدولية قضية رفعتها جنوب أفريقيا وانضمت مصر إليها لإثبات ارتكاب إسرائيل جريمة إبادة جماعية.
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن ثقل الأدلة التي تدين نتنياهو ووزير دفاعه يوآلاف جالانت يحيط باستخدام إسرائيل للمجاعة كسلاح في الحرب، وعرقلتها الموثقة لوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وسلوك إسرائيل خلال الحرب، التي تسببت في أضرار واسعة النطاق وواسعة النطاق.
وإذا أصدرت الغرفة التمهيدية في المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق نتنياهو وجالانت، فإن الدول الأعضاء في المحكمة البالغ عددها 124 دولة سيكون عليها التزام بموجب المعاهدة بالقبض على الإسرائيليين إذا وطأت أقدامهم أراضيها.
والولايات المتحدة وإسرائيل لم توقعا على نظام روما الأساسي، الوثيقة التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية. لكن القوى الغربية الأخرى فعلت ذلك؛ وقد أعربت مجموعة من الدول الأوروبية عن دعمها لاستقلال المحكمة الجنائية الدولية.
في الوقت نفسه، انضمت إسبانيا وأيرلندا والنرويج إلى 140 دولة أخرى من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية. وتأتي هذه الخطوة الرمزية في أعقاب الدمار الذي لحق بغزة والشعور المتزايد بين مراقبي الحرب بأن الطريق الوحيد للسلام هو إحياء حل الدولتين.
وعارضت الولايات المتحدة أي اعتراف رسمي بدولة فلسطينية يسبق التوصل إلى اتفاق يتم التفاوض عليه بين الإسرائيليين والفلسطينيين. لكن البيت الأبيض اعترف الأسبوع الماضي بأن إسرائيل على خلاف متزايد مع الجزء الأكبر من المجتمع الدولي.
وأضاف البيت الأبيض في بيان : "باعتبارنا دولة تقف بقوة في الدفاع عن إسرائيل في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة، فقد شهدنا بالتأكيد مجموعة متزايدة من الأصوات، بما في ذلك الأصوات التي كانت في السابق تدعم إسرائيل، تنجرف في اتجاه آخر".
وقال المستشار جيك سوليفان للصحفيين. “هذا يثير قلقنا لأننا لا نعتقد أن ذلك يساهم في أمن إسرائيل وحيويتها على المدى الطويل. وهذا شيء ناقشناه مع الحكومة الإسرائيلية”.
ومن ناحية أخرى، قد تؤدي هذه العزلة المتزايدة إلى تعزيز موقف نتنياهو المحاصر. إلى جانب حلفائه، سخر رئيس الوزراء منذ فترة طويلة من النزعة المعادية لإسرائيل المفترضة للوكالات داخل الأمم المتحدة وصور إسرائيل كضحية لمعاداة السامية العالمية.
وقال يوناتان فريمان المتخصص في العلاقات الدولية بالجامعة العبرية في القدس لرويترز "هذا يعزز حقا الرواية التي سمعناها منذ اليوم الأول لهذه الحرب القائلة إنه في النهاية لا يمكننا الاعتماد إلا على أنفسنا". وأعتقد أن هذا يمكن أن يساعد الحكومة الإسرائيلية في تفسير ووصف ما تفعله في هذه الحرب”.