أيام قليلة ويحل علينا عيد الأضحى المبارك، وفى هذا الإطار نلقى الضوء عبر منصة " صدى البلد " على أحد أبرز المواقع التجارية الكبرى فى أسوان، وهو سوق الجمال بنجع الغابة بمركز دراو.
ويشهد السوق إنتعاشة وإقبال كبير بالتزامن مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك بعد وصول مئات الرؤوس من الإبل قادمة من دولة السودان الشقيق، وتجرى عملية البيع والشراء داخل السوق، والتى تتم بين التجار بـ"كلمة شرف".
وقال مصطفى عثمان أحد تجار الجمال بأنه يوجد نحو 400 جمل وناقة تصل إلى السوق أسبوعياً قادمة من السودان عبر طريق أرقين، ويتم فحصها بيطرياً عبر محجر أبو سمبل، وهناك انخفاض ملحوظ فى أسعار رؤوس الجمال يصل إلى 20 و15 ألف جنيه لكل رأس، وتبدأ أسعار الجمال فى السوق من 35 ألف جنيه تقريباً وتزيد بحسب جودة الجمل وسنه وخلوه من العيوب.
وأشار إلى أن السوق ينعقد يوم السبت من كل أسبوع ويكون هذا اليوم مخصص للجمال "الجلب" أى القادمة من السودان، ويمتد لليوم التالى "الأحد" ويكون مخصص للجمال البلدية الموجودة فى مدينة دراو قبل ذلك، وأن السوق يأتى إليه التجار من شتى محافظات مصر وليس أسوان وحدها، ومعظم التجار الذين يشتغلون فى هذا المجال هم سودانيين الجنسية.
سوق الجمال
وتم بدء العمل فى سوق دراو مطلع السبعينيات من القرن الماضي ، ليكون من أعرق الأسواق، ويعد أحد العلامات البارزة والمميزة في دراو حيث إنه يتوافد التجار من شتي أنحاء الجمهورية بصفة عامة ، والصعيد بصفة خاصة خلال يومي السبت والأحد من كل أًسبوع.
ويوجد في السوق نحو 2500 رأس جمل بمختلف أنواعه، وغالباً ما يرحل التجار بعد فض السوق إلى سوق إمبابة بالقاهرة، التى تعد امتداداً طبيعياً لسوق دراو والشلاتين، وتزدحم الشوارع المؤدية للسوق بمئات السيارات و«التوك توك» التى تقوم بنقل الوافدين إلى مكان السوق الذى يبعد عن الطريق الرئيسى "أسوان / القاهرة" الزراعى بنحو 2 كيلو.
ويقول عبدالناصر إبراهيم أحد تجار الجمال داخل السوق، إن السوق يستقبل أسبوعياً أعداد هائلة من الجمال تتراوح تقريبا مابين 2000 أو 3000 جمل من مختلف الأنواع كبير وصغير سنًا على حسب الأعداد.
وأضاف أن الجمال تتوافد من السودان إلى سوق دراو عن طريق مندوبين سودانيين الجنسية يتم الاتفاق على الأعداد معهم وعلى مدار يومي السبت والأحد يتم تسليمها لهما فى السوق، وأن الأسعار تتراوح مابين 40 لـ 70 منهم للتربية ويطلق عليهم "جعدان" أما الذبح فهى الجمال الكبيرة.
وأوضح أنه يتم البيع والشراء على حسب كل اتفاق بينهم وبين المشترى منهم يدفع على مدار 3 أشهر واسبوع، وآخرون كاش أو بعد توصيلها للتربية والتسمين والعلف فى المزارع الخاصة بهم وبيعها يدفعوا المبلغ المتفق عليها.
فيما يقول عبد العزيز محمود من تجار الجمال بأن الجمال يتم استيرادها من الدول الأفريقية القريبة كالسودان وإثيوبيا وإريتريا، والتى تشتهر بتربية الجمال والإبل والمواشى، وكانت الجمال منذ زمن بعيد تقطع مسافات كبيرة سيراً على الأقدام لتصل من السودان إلى مصر، ولكن مع مرور الوقت وتطور الطرق ووسائل النقل وتعدد المعابر، تغير الحال تماماً.
أما تجار الجمال فيعلمون كل كبيرة وصغيرة عنها، فالجمال التى تأتى من المعبر الشرقى من ولايات كسلا ودنقلة وبورسودان هى الأفضل لاعتمادها فى الرعى على المراعى الطبيعية، بينما الجمال المقبلة من الولايات الغربية تعتمد على الملح والعطرون فى طعامها مما يكسب لحمها المرارة والملوحة وتكون أقل سعراً من الأخرى، وتختلف الجمال وتتعدد أنواعها، فهناك الجمل الساحلى الذى يتسم بالقصر والحمرة والذى يعتبر أفضل الأنواع.