نظم معهد الوفد للدراسات السياسية، برئاسة الدكتور عبد السند يمامة، رئيس حزب الوفد، وعميد المعهد، محاضرة تثقيفية، ضمن البرنامج الصيفي للتثقيف السياسي، تحت عنوان "مصر ملتقى الأديان السماوية"، حاضر فيها الدكتور محمد أحمد عبداللطيف، أستاذ الآثار ومساعد وزير الآثار الأسبق.
جاء ذلك في حضور اللواء سفير نور رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي، والنائبة أمل رمزي عضو مجلس الشيوخ ، واللواء أحمد الشاهد وكريمة القاضي نائب رئيس اتحاد المرأة الوفدية وصفوت لطفي رئيس لجنة المواطنة وعماد إبراهيم نائب رئيس لجنة المواطنة بحزب الوفد وعدد من قيادات الحزب بالمحافظات.
[[system-code:ad:autoads]]
وأعرب الدكتور عبد السند يمامة رئيس حزب الوفد عن سعادته بنشاط معهد الوفد للدراسات السياسية قائلا: "التحية والشكر للكاتب الصحفي شريف عارف والقائمين على المعهد على هذا الجهد".
وأشار رئيس الوفد إلى أن عنوان ندوة اليوم هو "مصر ملتقى الأديان السماوية" ونحن في حزب سياسي شعاره الهلال يحتضن الصليب وهذه رمزية مهمة وعندما نتحدث ايضًا عن تاريخ مصر فنحن نتحدث عن تاريخ الأديان السماوية بدءا من الحضارة الفرعونية وهي أعظم آثار في العالم ثم آثار مسار العائلة المقدسة ثم انتهى الامر بالشخصية المصرية الحالية وهم المسلمون والمسيحيون ولا فرق بينهما في مجتمعنا الذي يقوم على أساس المواطنة.
[[system-code:ad:autoads]]
وأضاف رئيس الوفد أن الدين هو أحد أهمّ مكونات شخصية الإنسان وهو الذي يضع الضوابط والدين وفقا للدستور المصري هو مصدر الأحكام والقواعد القانونية والحقوق والحريات مرتبطة بالدين ونحن نرفض فكرة المثلية الجنسية وما يدعون إليها ؛ والحقوق والحريات لها ضوابط ومصدر هذه الضوابط هو الدين وحتى حرية العقيدة لها حدود حتى لا تخرج عن الأديان السماوية ولا نعترف بأي سلوك يتعلق بممارسة الشعائر تخالف القواعد العامة للأديان السماوية الثلاثة.
وألقى رئيس الوفد كلمة هذا نصها :"بسم الله الرحمن الرحيم.. زملائي واخواني وابنائي..تحية تقدير لكم جميعا في هذا اللقاء الثقافي.. والمحاضرة المتخصصة ضمن برنامج التثقيف السياسي الذي أطلقه معهد الوفد للدراسات السياسية.. الذي اتشرف بعمادته..اسمحوا لي ان أعرب عن سعادتي كأستاذ جامعي وكرئيس للوفد وعميد لهذا المعهد العريق بهذه السلسلة من المحاضرات .. خاصة عندما يتعلق الامر باكتساب مهارات جديدة وقدرات علمية وتثقيفية لأبناء الوفد وللسادة الحضور والطلاب البحث العلمي.. إن غايتنا الحقيقية والكبرى.. هي ان نصنع كوادر جديدة تكون قادرة على ان تشارك في رسم صورة للمستقبل الذي سيكون حزب الوفد جزءا منه..
وتابع: هذاالبرنامج التثقيفي المتخصص هو جزء من كل.. هو بداية مبشرة لمشروعات تدريبية متخصصة في مختلف المجالات لخدمة وطننا ولتثقيف ابنائنا من شباب مصر..اسمحوا لي ان اشكر محاضر هذه الحلقة التثقيفية الأستاذ الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف أستاذ الآثار ومساعد وزير الاثار الاسبق..على هذه المحاضرة التي سنستمع إليها بعد قليل.. وهي محاضرة في صلب تكوين الشخصية المصرية.. خاصة حينما يتعلق الامر بالأديان السماوية التي كانت مصر وستظل الحضن الحافظ لكل الأديان وهي الملتقى لكل الديانات السماوية..د
وفي الختام أعدكم بأن نطرح أشكالا جديدة للتثقيف يشارك فيها كل الوفديين لخدمة حزبنا العريق..ووفاء لوطننا الغالي".
ورحب الكاتب الصحفي شريف عارف المستشار الإعلامي لحزب الوفد ومدير معهد الدراسات السياسية، بالحضور قائلا:"اهلا ومرحبا بكم في بيتكم بيت الأمة.. حزب الوفد.. بيت الوطنية المصرية.. اهلا بكم في واحدة من مؤسسات الوفد الكبرى.. معهد الوفد للدراسات السياسية الذي أشرف بإدارته تحت قيادة الأستاذ الدكتور عبد السند يمامة رئيس الوفد المصري وعميد المعهد.
وأضاف: واليوم ..نحن نلتقي في حلقة جديدة من حلقات التثقيف ضمن البرنامج الصيفي للتثقيف السياسي.. بمحاضرة متخصصة عن الأديان السماوية.. كيف كانت مصر وستظل ملتقى لهذه الأديان.
وقال إن تجربة الوفد المصري التي تجاوزت اكثر من قرن من الزمان هي اكبر دليل على التقاء الأديان السماوية على أرض مصر.. وان الوطنية المصرية بعيدة كل البعد عن الطائفية.. فكل الأديان تحترم بعضها البعض..وكل المصريين يقدمون فكرهم وعملهم لهذا الوطن.. يمثل الوفد المصرى الحارس الأمين لهذا الوطن في أفكاره وطروحاته وتطلعاته.. التي تمثلت في تفجير أكبر ثورة شعبية عرفتها مصر .. رافعة شعار الهلال يحتضن الصليب.. ثورة لم تفرق بين قطبي او مسلم او يهودي.. الكل سواء أمام الوطن والعيش بمحبة وسلام على أرضه.. الوفد المصري فكرة جمعت كل الطوائف تحت لواء واحد عنوانه "مصر للمصريين".
وأعرب الدكتور محمد أحمد عبداللطيف، أستاذ الآثار ومساعد وزير الآثار الأسبق، عن سعادته بالتواجد داخل حزب الوفد، قائلا:" سعيد بالتواجد داخل بيت الأمة وأشكر الدكتور عبدالسند يمامة رئيس الحزب على هذا الفكر المتطور المتجدد لنشر الثقافة السياسيةوالأثرية والتاريخية ولها دور كبير في تعميق الانتماء الوطني خاصة للشباب والحمدلله شباب مصر بخير وقادرون على تحمل المسئولية وعندما يجدون الدعم والتشجيع نجد منهم مواهب في كافة المجالات ولديهم حب كبير لوطنهم وهذا ما ألمسه في تعاملي مع طلابي في الجامعة كما اشكر الكاتب الصحفي شريف عارف على هذه الدعوة وكل التحية لكل الحضور الكرام وعلى رأسهم اللواء سفير نور والنائبة امل رمزي ".
وتحدث الدكتور محمد أحمد عبد اللطيف خلال المحاضرة عن دور مصر المحوري والمؤثر باعتبارها البلد الوحيد فى العالم، التى تضم آثارًا للأديان السماوية الثلاثة،متجاورة فى حيز جغرافي قليل، وهذا ما لا نجده فى بلدان أخرى، ونجد لذلك أكثر من مثال فى مصر وهو ما نسميه باسم مجمع الأديان وأبرز الأمثلة على ذلك فى حى مصر القديمة،فنجد فى مساحة صغيرة لا تتجاوز كيلو مترا مربعا واحدا من أقدم المعابد اليهودية فى العالم، وهو معبد إبراهام بن عيزرا، ومحاط بمجموعة كبيرة من الكنائس المسيحية الشهيرة، ومن أبرزها كنيسة العذراء مريم، التى تعرف باسم الكنيسة المعلقة، وكنيسة أبى سرجة، التى أقامت بها فترة العائلة المقدسة فى رحلتها إلى مصر، وعلى بُعد خطوات قليلة نجد ما يمثل الدين الإسلامي والمتمثل في جامع عمرو بن العاص، أول جامع فى مصر وأفريقيا، ورابع مسجد فى الإسلام، كل هذا فى مربع لا تزيد مساحته على كيلو متر.
وأضافأستاذ الآثار ومساعد وزير الآثار الأسبق، اناختيار عنوان المحاضرة يؤكد على مكانة مصر خاصة ان مصر هي البلد الوحيد التي تربى فيها سيدنا موسى عليه السلام وهو طفل صغير حتى كبر ونزل عليه الوحي واصبح نبي الله، ومصر ايضا هي البلد الوحيد التي شهدت نزول سيدنا عيسى والسيدة مريم العذراء في مسار العائلة المقدسة في فترة استمرت ثلاث سنوات ونصف ومصر هي البلد التي كانت مدخل الدين الإسلامي إلى شمال افريقيا وغرب اوروبا والأندلس ومصر هي البلد الوحيد التي لم تفرق في التعامل بين الأديان السماوية.
وأضافأستاذ الآثار ومساعد وزير الآثار الأسبق،ان مصر تتميز بوجود ثلاثة من مجمع الأديان الأول هو دير سانت كاترين وهو أول مجمع أديان وهو دير مسيحي دخل مسجد إسلامي يعود للعصر الفاطمي والدير نفسه يضم الشجرة التي ذكرها القرآن الكريم في حادث التجلي الاعظم ومصر هي البلد الوحيد التي تجلي الله على أرضها وتحدث الي بشر، والمجمع الثاني في شارع المعز والذي يضم أكبر عدد من الآثار الإسلامية والمساجد ويضم أيضا أقدم كنيسة ومعبد يهودي في حارة اليهود لرجل يهودي يدعى موسى بن ميمون وهو الطبيب الخاص للقائد صلاح الدين الأيوبي.
وأضاف:والمجمع الثالث هو مجمع الأديان في منطقة مصر القديمة بجنوب محافظة القاهرة، وهو عكس مجمع شارع المعز فهو يضم عددا كبيرا من الكنائس ووسط هذه الكنائس يوجد معبد يهودي وجامع عمرو بن العاص أول جامع فى مصر وأفريقيا، ورابع مسجد في الإسلام، كل هذا فى مربع لا تزيد مساحته على واحد كيلومتر؛ وهذا يوضح كيف كانت تعيش مصر في سلام تام رغم أن الجامع والكنائس والمعبد اليهودي في مكان واحد وجميعها تعلن الصلاة سواء بأجراس الكنائس و نافخ البوق في الصلاة اليهودية أو الأذان في الإسلام وهذا يؤكد على عظمة مصر في احتضان الأديان الثلاثة دون تفريق أو تمييز .
وكرم الدكتور عبد السند يمامة في نهاية الندوة الدكتور محمد أحمد عبداللطيف بإهدائه درع الوفد.