اتهم وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس الصين بتزويد روسيا أو الاستعداد لتزويدها "بمساعدة فتاكة" لاستخدامها في الصراع الدائر في أوكرانيا.
وفقا لفاينانشال تايمز، في حديثه في مؤتمر دفاعي في لندن يوم الأربعاء، كشف شابس أن معلومات استخباراتية جديدة من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تشير إلى تعاون بين روسيا والصين في المعدات القتالية.
وقال شابس: "اليوم يمكنني أن أكشف عن أن لدينا أدلة على أن روسيا والصين تتعاونان في المعدات القتالية لاستخدامها في أوكرانيا". ووصف هذا التطور بأنه مهم وأشار إلى أن المساعدات الفتاكة إما تتدفق حاليًا أو ستتدفق قريبًا من الصين إلى روسيا.
لكن مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان رد بحذر على تصريحات شابس، مشيرا إلى أن واشنطن لم تر دليلا على قيام الصين بتزويد روسيا بالأسلحة بشكل مباشر.
شدد سوليفان على ضرورة إجراء مزيد من المناقشات مع نظرائهم في المملكة المتحدة لتوضيح الوضع. وقال "لم نر ذلك حتى الآن. أتطلع إلى التحدث مع المملكة المتحدة للتأكد من أن لدينا صورة تشغيلية مشتركة".
في السابق، أشار المسؤولون الأمريكيون إلى أنه على الرغم من أن الصين لم تقدم مساعدات فتاكة بشكل مباشر، إلا أنها زودت روسيا بالتكنولوجيا التي انتهى بها الأمر في ساحة المعركة في أوكرانيا.
تشير تعليقات شابس إلى تحول محتمل في موقف الصين، رغم أنه لم يقدم تفاصيل أو أدلة محددة. كما رفض مسؤولو الدفاع البريطانيون توضيح ما يعنيه شابس بـ "المساعدة الفتاكة".
وسلط مسؤول دفاعي أوروبي كبير الضوء على التداعيات المحتملة للمساعدة الصينية الكبيرة لروسيا، مشيراً إلى أنها قد تضر بالحرب في أوكرانيا نظراً لموارد الصين الهائلة.
منذ بداية الحرب الأوكرانية، أصبحت الشركات الصينية الموردين الرئيسيين للمكونات والمعدات ذات الاستخدام المزدوج الحاسمة لروسيا.
في حين تجنبت بكين الدعم العسكري المباشر، فقد قدمت شريان حياة اقتصادي أساسي لموسكو، خاصة بعد أن عطلت العقوبات الغربية وصول روسيا إلى الأسواق العالمية وسلاسل التوريد.
أشار شابس إلى زيادة التجارة بين الصين وروسيا منذ بداية الغزو كدليل على تعميق العلاقة بينهما.
تأتي تعليقاته في أعقاب زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأخيرة إلى بكين، حيث شارك في جولات متعددة من المحادثات مع الزعيم الصيني شي جين بينغ، بما في ذلك عشاء مغلق.
وفي وقت سابق من الصراع، اعتقدت الولايات المتحدة أن الصين كانت على وشك إرسال مساعدات فتاكة إلى روسيا، لكنها تراجعت تحت ضغط من واشنطن. وتنفي الصين باستمرار مثل هذه الاتهامات، وتصر على أن صادراتها جزء من التجارة الطبيعية. وفي الشهر الماضي، أكدت سفارة الصين في الولايات المتحدة أنها لم تقدم أسلحة ولم تشارك في الأزمة الأوكرانية.
وخلال زيارة للصين في أواخر أبريل، أشار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى عدم وجود مؤشرات على أن بكين ترسل أسلحة إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا. ومع ذلك، أقر بلينكن بأن الشركات الصينية توفر مكونات مهمة مثل الأدوات الآلية والإلكترونيات الدقيقة والبصريات لدعم صناعة الدفاع الروسية.
ردا على ذلك، فرضت الولايات المتحدة مؤخرا عقوبات على العديد من الشركات الصينية، بما في ذلك مجموعتان زُعم أنهما زودتا روسيا بطائرات بدون طيار، وأسلحة، وذخيرة، إلى جانب تكنولوجيات أخرى مرتبطة بالجيش.
واقترحت إلينا ريباكوفا، وهي زميلة غير مقيمة في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، أن تعليقات شابس قد تعكس نجاح روسيا في الحصول على مكونات مهمة من الصين بدلاً من التحول النهائي في السياسة الصينية. وأظهر تحليل "فاينانشيال تايمز" أن الشركات الصينية شكلت 60% من واردات روسيا من سلع التكنولوجيا المتقدمة ذات الاستخدام المزدوج في العام الماضي.
ورفضت وزارة الدفاع البريطانية التعليق أكثر، في حين لم يستجب الكرملين ووزارة الخارجية الصينية وسفارة الصين في لندن لطلبات التعليق.