تمتلك مصر احتياطيات كبيرة من الغاز الطبيعي، مما يجعلها تحتل مكانة مرموقة بين أعلى الدول الإفريقية من حيث الاحتياطيات (الترتيب الثالث)، حيث تقدر احتياطيات مصر من الغاز الطبيعي بنحو 2.1 تريليون متر مكعب، مما يجعل لمصر دور محوري في سوق الطاقة العالمية، وبالتالي جذب الاستثمارات المحلية والدولية في قطاع الغاز الطبيعي.
كشفين جديدين للغاز الطبيعي
وحققت مصر معدلات وأرقامًا قياسية على مدار السنوات الماضية في قطاع الغاز الطبيعي، وذلك بداية من البحث والاستكشاف والإنتاج والتصدير، حيث يُشكل التطور الذي تحقق في نشاط استقبال ونقل وتوزيع الغاز الطبيعى قيمة مضافة ويأتي مواكبً الما يتم تحقيقه في قطاع الغاز الطبيعي من اكتشافات وتنمية وإنتاج. ويأتي حفاظ مصر على أحجام الغاز المصدرة مقارنة بالمدة نفسها من العام الماضي بفضل العديد من العوامل ومنها:
وسعت مصر لاستغلال المقومات التنافسية التي تتمتع بها لتطويع أزمة الطاقة ومواجهتها وتعزيز التعاون الإقليمي، وهو ما أسفر عن تتويج تلك الجهود بزيادة صادرات الغاز من مصر إلى الأسواق الأوروبية، وذلك عبر محطات الإسالة وتصدير الغاز بما يقارب مرة ونصف خلال عام 2023، فى مؤشر قوى على تعزيز مصر لمكانتها الإقليمية فى مجال الطاقة كمركز محورى لاستقبال الغاز الطبيعى من شرق المتوسط وإعادة تصديره إلى الأسواق الخارجية وعلى الأخص الأسواق الأوروبية
أعلن نائب رئيس شركة شل العالمية سيدريك كريمرز، اليوم الأربعاء، أن الشركة حققت كشفين جديدين للغاز الطبيعي في المياه العميقة بـ البحر المتوسط في مصر، هما مينا غرب وخوفو، وفقا لموقع الشرق الاقتصادي.
وفي العالم الماضي، أعلنت شركة شل مصر، عن اكتشاف جديد من الغاز الطبيعي في منطقة شمال شرق العامرية في البحر الأبيض المتوسط بمصر.
وقالت شركة شل في بيان على صفحتها الرسمية: "تم حفر البئر الذي يقع عنده مستوى 250 مترًا تحت سطح البحر، حيث أظهرت النتائج وجود طبقة حاملة للغاز، ولا تزال عمليات التقييم وجمع البيانات جارية لتحديد حجم الكشف والإنتاج المتوقع".
شريان جديد يضخ لصالح الاقتصاد المصري
في هذا الصدد قال أبو بكر الديب الباحث في الاقتصاد السياسي ومستشار المركز العربي للبحوث والدراسات، إنه انجاز مهم ويضاف لبرنامج الاصلاح الاقتصادي ، وكان أحد اوجه هذا الاصلاح هو قطاع الثروة التعدينية وقطاع الطاقة بشكل عام حيث البترول والنفط والغاز.، فقد اولت الحكومة المصرية اهمية كبيرة في مجال الطاقة، والاستثمار في مجال الطاقة حيث النفط والغاز ، و جذبت العديد من رؤوس الاموال الاجنبية للاستثمار في هذا القطاع المهم ، وكان ابرز هذه المشروعات هو حقل ظهر والذي كان يحتوي على حوالي 30 تريليون قدم مكعب من الغاز.
وأضاف أبو بكر الديب خلال تصريحات خاصة لــ“صدى البلد ” عملت الحكومة المصرية على اصلاح البنية التشريعية لتجهيز قطاع للاستثمار الاجنبي مما أدى لضخ استثمارات واسعة وكبيرة في قطاع الطاقة ، مما جعل مصر تتحول من دولة مستوردة الى دولة مصدرة للغاز بعد ان حققت الاكتفاء الذاتي ، وهذا يأتي في اطار حرص الحكومة على التحول بمصر الى مركز اقليمي مهم للطاقة في الشرق الاوسط.
وتابع : الاكتشاف الجديد في المياه العميقة بالبحر المتوسط في مصر، يشير إلى أن انتاج مصر من الغاز سيزيد وبالتالي ادخال عملة صعبة للبلاد وزيادة الاحتياطي النقدي الاجنبي ، مشيراً إلى أن الكشفين الجديدين سيساهمان في زيادة الدخل القومي، وفي النهاية سيعود على المواطن المصري بفرص عمل .
ومن جانبه قال الدكتور خالد الشافعي الخبير الاقتصادي إن هذا الكشف الهام الذي حققته شركة شل العالمية يأتي في سلسلة من دعم لا متناهي من القيادة السياسية والحكومة المصرية لدعم هذه الشركات للبحث واستكشاف البترول والغاز سواء في البحر الاحمر او البحر الابيض المتوسط .
وأضاف خلال تصريحات خاصة لــ" صدى البلد " أن الكشفين الجديدين سيحققان المزيد من الافضلية لصالح الاقتصاد المصري حيث إنه اضافة جديدة ورئة جديدة وشريان جديد سيتم ضخه لصالح الاقتصاد المصري، مشيراً إلى أنه لكي تصبح مصر مؤهلة لتصبح مركز اقليمي للطاقة، فإننا نحتاج لمثل هذه الاكتشافات خلال الفترة القادمة.