هل نصف صلاح الذرية بالدعاء؟، سؤال أجاب عنه الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، وذلك خلال بيانه ورد قرآني يستعان به على صلاح الذرية.
هل نصف صلاح الذرية بالدعاء؟
وقال مرزوق من خلال صفحته الرسمية في بيان هل نصف صلاح الذرية بالدعاء والأذكار القرآنية لإصلاح الذرية، إن هناك عدة أشياء في ذلك الأمر الذي هو من الأهمية بمكان منها أن يستعين الرجل والمرأة بذلك الدعاء الوارد في سورة الأحقاف على صلاح ذريتهما : (رب أوزعني أن أشكر نعمتك الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ).
وبين الأدلة على أن نصف صلاح الذرية بالدعاء ما أخرجه ابن أبي حاتم عن مالك بن مغول قال : شكا أبو معشر ابنه إلى طلحة بن مصرف، فقال طلحة رضي الله عنه : استعن عليه بهذه الآية (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين ) .
وتابع: حدثني أحد إخواني من علماء الأزهر أنه كان يتردد على شيخ من كبار الشيوخ فسأله ألك أولاد ؟ فقال له نعم والحمد لله . فقال له استعن على صلاحهم بهذه الآية ( وأصلح لي في ذريتي ) .. هذا والأكمل أن تدعو بالدعوة كاملة وأن ترددها كثيرا حتى تحوز كل ما في هذه الدعوة من بركات وهي على النحو التالي: ( رب أوزعني ) أي ألهمني ووفقني.
أولًا: (أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي)، ولا شك أن شكر النعم من أجل النعم على العبد بل ومن أهم الأعمال قال تعالى ( وقليل من عبادي الشكور).
ثانيا: (وأن أعمل صالحا ترضاه) وهذا دعاء لأن يوفقك الله تعالى للعمل الصالح الذي يرضاه الله تعالى.
ثالثا: (وأصلح لي في ذريتي)، فصلاح الذرية هو المقصود من الكلام هنا وهو من أهم ما يطلبه المسلم لأنه مما يبقى للمسلم بعد وفاته قال صلى الله عليه وسلم ( إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع ينتفع به أو ولد صالح يدعو له).
رابعًا: وقوله تعالى ( إني تبت إليك وإني من المسلمين) توسل إلى الله تعالى لاستجابة الدعاء.
دعاء لصلاح الأبناء من القرآن
اللهم أمدد في أعمار ذريتي بالصحة والعافية في طاعتك ورضاك.
اللهم نزه قلوبهم عن التعلّق بمن هم دونك وما هو دونك واجعلهم ممن تحبهم ويحبونك.
اللهم ارزقهم حبك وحب نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وحب كل من يحبك وحب كل عمل يقربهم إلى حبك.
اللهم اهدِ ذريتي وطهّر قلوبهم من النفاق وأعمالهم من الرياء وأعذهم من الخيانة وألسنتهم من الكذب والنّفاق.
اللهم اجعل ذريتي هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.
اللهم جنبهم الفواحش والمحن والزلازل والفتن ما ظهر منها وما بطن.
اللهم سلمهم من شر الأشرار آناء الليل وأطراف النهار واهدهم لما تحبه وترضى واغفر لهم يا غفار.
اللهم لا تزغ قلوبهم بعد إذ هديتهم وهب لهم من لدنك رحمة وهيئ لهم من أمرهم رشدًا".
اللهم افتح على أولادى فتوح العارفين، وعلّمهم ما جهلوا، وذكرهم ما نسوا، وافتح عليهم من بركات السماء والارض إنّك سميعٌ مُجيبٌ، اللهم يا معلّم موسى -عليه السلام- علّمهم، ويا مفهّم سليمان -عليه السلام- فهّمهم، ويا مؤتي لقمان الحكمة وفصل الخطاب آتيهم الحكمة وفصل الخطاب.
اللهم عافهم في أبدانهم ظاهرًا وباطنًا، واحفظهم من كلّ سوءٍ ومكروهٍ، وعافهم في أنفسهم ودينهم ودنياهم وأخلاقهم، وارزقهم عيشًا قارًّا ورزقًا دارًّا، اللهم جنّبهم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
اللهم مُنّ عليّ ببقاء أولادي، وبإصلاحهم لي، وبإمتاعي بهم، وأمدد في أعمارهم مع الصحة والعافية في طاعتك ورضاك.
اللهم ربّ الأرباب ربِّ لي صغيرهم، وقوّي لي ضعيفهم، وعافيهم في أبدانهم وأسماعهم وأبصارهم، وفي أنفسهم وجوارحهم.
اللهم أشدد بهم عضدي، وأقم بهم أودي، وكثّر بهم عددي، وزيّن بهم محضري، وأحيي بهم ذكري، وأكفني بهم في غيبتي، وأعنّي بهم على قضاء حاجتي، واجعلهم لي مطيعين غير عاصين ولا عاقّين ولا مخالفين ولا خاطئين، وأعنّي على تربيتهم وتأديبهم وبرهّم، واجعلهم لي قرة عينٍ في الدنيا والآخرة، وأعذني وذريتي من الشيطان الرجيم يا أرحم الراحمي.
اللهم اجعلهم لي محبين، وعليّ مقبلين مستقيمين مطيعين، غير عاصين ولا عاقّين ولا خاطئين.