قال رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون إنه على وشك دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإلقاء كلمة بالكونجرس حتى لو لم يوافق زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ على ذلك، في حين رجح دبلوماسيون من دول مؤيدة لإسرائيل أن يؤدي صدور مذكرات اعتقال من الجنائية الدولية لتوتر العلاقات معها.
وذكر جونسون إنه أمهل زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ تشاك شومر حتى الثلاثاء المقبل للتوقيع على رسالة تدعو نتنياهو لإلقاء كلمة في جلسة مشتركة.وأضاف "إن لم يوافق، سنمضي قدما وسندعو نتنياهو لمجلس النواب فقط".
ويعد إلقاء كلمة في جلسة مشتركة لمجلس النواب والشيوخ الأمريكي تشريفا نادرا يقتصر في العادة على أقرب حلفاء الولايات المتحدة أو الشخصيات العالمية الكبرى.
في السياق ذاته، رجح دبلوماسيون من دول مؤيدة لإسرائيل أن يؤدي صدور أوامر اعتقال من الجنائية الدولية لقادة في إسرائيل إلى توتر العلاقات معها.ونقلت صحيفة هآرتس العبرية عن الدبلوماسيين المذكورين أن هناك دولا ستجد صعوبة بالغة في استمرار العمل المعتاد مع نتنياهو ووزير الدفاع يوآلاف جالانت.
في الاثناء، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول ألماني اليوم الأربعاء أن طلب المدعي العام للجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق نتنياهو يضعنا في مشاكل، مؤكدًا أن برلين ملتزمة بأمن إسرائيل وتدعم مدعيا عاما مستقلا للمحكمة الجنائية الدولية.
في المقابل، قال وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي إنه في حال إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق نتنياهو، فإن أوسلو ملتزمة بإلقاء القبض عليه إذا زارها.
واهتمت وسائل إعلام إسرائيلية بهذه التصريحات، إذ قالت هيئة البث الإسرائيلية إن النرويج "أول دولة أوروبية تهدد باعتقال نتنياهو وجالانت".
من جانبها، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن هذا التهديد عديم المفعول لأنه لا رئيس الوزراء ولا وزير الدفاع سيزور النرويج قريبا.
تقارير عبرية: ضربة قاسية لإسرائيل وتهديد دولي واقتصادي
وتناولت وسائل إعلام إسرائيلية مخاوف من التداعيات التي ستترتب على صدور مذكرات الاعتقال، وأشارت إلى أن إسرائيل لن تكون قادرة على منع صدور هذه المذكرات.
ووصفت القناة الـ13 خطوة "الجنائية الدولية" بأنها ضربة قاسية لإسرائيل على المستوى الدولي، وتساءلت عن إمكانية اعتقال نتنياهو، مشيرة إلى أن إسرائيل تجهز "معركة" من أجل التصدي لهذا القرار.
وقالت القناة الـ11 الإسرائيلية أن تل أبيب تخشى أن تتسع مذكرات الاعتقال لتشمل مسؤولين آخرين يشاركون بصنع القرار وخصوصا على المستوى العسكري مثلرئيس الأركان هيرتسي هاليفي.
وقال المستشار القضائي السابق للحكومة أفيخاي مندلبليت، للقناة الـ12 إن صدور المذكرات سيضع الدول الأوروبية وأمريكا تحت ضغط، مشيرا إلى أن هذا "قد يؤثر على إسرائيل عسكريا وربما اقتصاديا خلال الفترة المقبلة ويتجه بالأمور نحو اتجاهات سيئة".
بدورها، قالت صحيفة هآرتس أن قرار المحكمة الجنائية الدولية يضع إسرائيل أمام واقع دبلوماسي لم تتعرض لمثله من قبل، مضيفة أنذلك يضع القيادة الإسرائيلية لأول مرة، وعلى المدى القصير، في خطر تهديد دولي.
وتابعت أنه في حال صدور مذكرات الاعتقال، فمن المحتمل أن يجد الإسرائيليون أنفسهم أمام "طوفان" من التهديدات الدبلوماسية، مع ما قد يترتب عليها من آثار بعيدة المدى على مستوى العلاقات الاقتصادية والعلمية والتجارية، وعلى مجالات أخرى أيضا.
الجارديان البريطانيةتبرز أهمية دعم استقلال الجنائية الدولية
ونبهت افتتاحية صحيفة الجارديان البريطانية اليوم الأربعاء إلى حاجة الجنائية الدولية إلى الدعم بعدما انتقدت الولايات المتحدة وآخرون المدعي العام لدى المحكمة لطلبه مذكرات اعتقال لقادة إسرائيليين. وأبرزت الصحيفةالرد المناسب من جانب فرنسا وأستراليا ودول أخرى التي أبدت دعمها لاستقلال المحكمة وأكدت أهميتها.