شهدت محافظة الإسماعيلية واقعة مؤسفة بقيام مقاول بقطع عدد من أشجار الكافور علي طريق الإسماعيلية الزقازيق الزراعي وبالقرب من مدينة المستقبل وهو الأمر الذي أثار جدلا واسعا نظرا لارتفاع تكلفة هذا النوع من الأشجار والذي يصل سعر الواحدة منه إلى 100 ألف جنيه.
وانتاب مواطنو محافظة الإسماعيلية حالة من الحيرة والغضب بسبب قرار مجهولين بقطع الأشجار من الشارع الرئيسي والتخلص منها، حيث استيقظ الأهالى على أصوات اللوادر في مشهد مأساوي القيت فيه عشرات الأشجار بعد القطع في الشارع العمومي.
وعن سبب قطع أشجار الكافور في الإسماعيلية، كشفت مصادر رسمية أن هناك قرارا بتوسعة الطريق وأن المقاول المتعاقد مع هيئة الطرق والكباري لم ينسق بالشكل الكافي وهو الأمر الذي أدى إلى إثارة هذا الجدل.
من جانبها كشفت الدكتورة دينا ياقوت الخبيرة الصيدلانية وأمين المرأة في مستقبل وطن بالإسماعيلية أن شجر الكافور بالإضافة إلى ارتفاع تكلفته فهو مساعد قوي لحمايتنا من ارتفاع درجة الحرارة، لافتة إلي أن هذا النوع من الشجر يساعد في تخفيض درجة حرارة ويعمل علي التوازن البيئي، مؤكدة أن مصر علي أعتاب أزمة الاحتباس الحراري مع استمرار اتباع سياسة مذبحة الأشجار وخاصة بالإسماعيلية والتي تتميز بأشجارها النادرة ومساحتها الخضراء الواسعة.
وأكد الدكتور عبد المعبود عبد الرسول أستاذ علم الاجتماع ورئيس قسم الدراسات السكانية بكلية الآداب جامعة قناة السويس أن ظاهرة التصحر أحد أخطر الظواهر البيئية المضرة التي ربما تدمر حياة البشرية إذ انها تضر بالاراضي الزراعية اولا وتحولها إلى صحراء جرداء مما يعود بالضرر علي الإنسان والحيوان وباقي أشكال الحياة، مضيفا أنها قضية عالمية لها آثار جانبية علي التنوع البيولوجي والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والتنمية المستدامة.
كما أوضح أن التصحر هو التحولات التي تصيب المساحات الخضراء والأراضي الزراعية وتجعلها أراضي قاحلة شبه صحراوية تفتقر إلى النباتات والأعشاب الصغيرة فيؤدي ذلك إلي تلف الطبقة العلوية من التربة وبالتالي تصبح التربة غير صالحة للإنتاج، وهنا يبدأ الإنسان في تركها وعدم زراعتها وأكثر المناطق عرضة لذلك هي المناطق القليلة والنادرة المياة والتي تصاب بالجفاف.
ولفت إلي أنه في العديد من البلدان النامية تسبب الزيادة السكانية ضغوطات لاستغلال الأراضي الجافة وعندما تصبح الأراضي خاصة الريفية غير قادرة علي دعم السكان تكون النتيجة الطبيعية هجرة جماعية الي المناطق الحضرية.
واختتم أن استمرار قطع الأشجار الغابات لأغراض متعددة يساعد علي الآثار السلبية للتغيرات المناخية وأنه كلما ارتفعت درجة الحرارة ترتفع احتمالية حدوث كوارث طبيعية كالجفاف والاحتباس الحراري.
وعن رأي الدين، صرح شوقي علام مفتي الجمهورية، عن حكم قطع الأشجار للتوسيع في الطريق العام، مؤكدا أن قطع الأشجار وإزالتها لأجل التوسيع في الطرق العامة أمر لا حرج فيه شرعاً ما دام الناس في حاجة إلي ذلك، وكان توسيعها أمراً محققاً للمصلحة العامة، ويكون هذا بإذن الجهات المختصة.
أضاف أن الإسلام قد أمر بكل ما يعمر الأرض وينفع ساكنيها، حيث قال الله سبحانه وتعالي: "هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبى مُجِيبى وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا وجعلكم عُمَّارها"، وأراد منكم عمارتها.
وتابع أن الشرع الشريف قد نهي عن الاعتداء علي الأشجار وغيرها مما تُنبت الأرض، لما تحققه من المنافع المتعددة من نحو الاستظلال بها أو الانتفاع بثمارها إن كانت مما يثمر وغير ذلك، ومن المقرر شرعاً "أن المصالح العامة مقدمة على المصالح الخاصة"، لما كان الأمر كذلك استثنت الشريعةُ من هذا إزالة الأشجار وغيرها إن كانت المصالح العامة تقتضي ذلك، لاسيما ان كانت هذه المصلحة مما يشترك في الانتفاع بها عامة الناس، كنحو مد وتوسيع الطرقات وبناء المستشفيات وغير ذلك.
حيث أوضح أن قطع الأشجار وإزالتها لأجل التوسيع في الطرق العامة أمر لا حرج فيه شرعاً ما دام الناس في حاجة إلي ذلك، وكان توسيعها أمراً محققاً للمصلحة العامة، ويكون هذا بإذن الجهات المختصة.