تدور أحداث المسرحية الشبابية الطلابية "روح الصورة" لفريق مسرح كلية طب قصر العيني ضمن مسابقة كليات جامعة القاهرة لهذا العام عن عالم الكومبارس الذي لا نعرفه.
طلاب لديهم الموهبة والانضباط يتولون كل شئون العرض بأنفسهم، ماعدا المخرج المحترف محمود حديني الذي بذل جهدا ملموسا في إخراج هذا العرض إلى النور، ومعه شباب على درجة كبيرة من الموهبة والجدية والالتزام.
يبدأ العرض بديكور رئيسي متقن للطالبة شروق العيسوي لدار عرض سينمائي في صدر المسرح وعلى الجانبين شباك التذاكر؛ ربما لنتذكر أن نجوم العرض ليسوا من نجومه، لذلك تجد على اليسار مقهى شعبي يدعى قهوة النجوم"، هؤلاء هم أبطال الحياة المهمشين، لن تراهم على أغلفة المجلات ولا على الأفيش السينمائي، ولكن دورهم مهم للغاية في إكتمال أي فيلم سينمائي أو عرض مسرحي، فهم منهم الدوبلير الذي يتلقى الصفعات نيابة عن البطل، ومنهم جمهور الفرح أو حتى المعزين.
وفي عبارة بليغة لأحد نجوم العرض: الحياة كلها قائمة على الكومبارس: في الشارع نجوم وكومبارس، والكومبارس هم الناس..إحنا الناس..وتنطلق الصالة بتصفيق حاد؛ فربما كانت الصالة نفسها هي الكومبارس في مقابل نجوم المسرح!
40 عاما من الفن
صوت عبد الوهاب يوحي بما لا يدع الشك أننا في الثلاثينيات من القرن العشرين ـ الماضي ـ بداية تألق السينما المصرية بعد انطلاقتها الفتية في منتصف العشرينيات، كما أن الأفيشات التي تتبدل على جانب دار العرض السينمائي تنبأنا أننا نتنقل من حقبة زمنية إلى أخرى، أفيشات ليلى مراد تقول أننا انتقلنا إلى الأربعينيات، وصولا إلى أبي فوق الشجرة فيلم عبد الحليم حافظ ـ العندليب ـ الذي يخبرنا أننا وصلنا إلى نهاية الستينيات ـ عصر السينما المصرية الكلاسيكي الذهبي ـ وطوال كل هذا التاريخ الممتد، نحو أربعة عقود، يبقى الكومبارس "كومبارس"
والنجم فقط هو الذي يتقدم الصفوف، يشيب شعورهم وتخور قواهم، وتنحني ظهورهم، وهم على حالهم، إنها مرثية تدعو للبكاء، ولذلك لا يتركنا مؤلف العرض ومخرجه على هذه الحالة فيمنحنا قبلة الرومانسية متمثلة في قصة حب شديدة العذوبة تنشأ بين بطلة العرض ـ رغم أن البطولة جماعية والكل نجوم .
وتمثل "شروق" دور الوردة الحمراء بعطرها الفواح واقفة بثبات أمام فنان مسرحي قدير هو باهي أشرف نتوقع لهم مستقبل مشرق مع بقية نجوم العرض الذي جاء بعنوان "روح الصورة"، شروق أو "حياة" تقع في غرام "أنس" أو باهي رغم أنها أصبحت نجمة يشار إليها بالبنان، يرفض أنس في عزة نفس أن يستغل نجومية حياة، ولا حتى يرضخ للفرص السينمائية التي أتاحتها أمامه، بل يرفض حبها ويطلب منها أن تعيش حياتها الجديدة: نجمة سينما وفتاة غلاف للمجلات الفنية، وفجأة يموت أنس بعد أن وقف عكس رغبة قلبه، لا نعرف تحديدا هل مات طبيعيا أم انتحر؛ فالنتيجة واحدة هي أنه خنق قلبه..أوقف نبض قلبه عن عمد!
تحية لكل كومبارس
ككل العروض ينزل الستار وتلتهب الأكف بالتصفيق، ولكن تبقى في أعيننا دمعة حول هؤلاء الكومبارس الذين تصدروا الأفيش في لفتة إنسانية رائعة من صناع العرض، ولذلك حرصنا على أن نسجل أسماء أبطال العرض كاملة امتنانا لهم.
النص الرائع الذي كتبه وأخرجه باحترافية المخرج الموهوب المتحقق: محمود جمال حديني ـ أخذ إسمه عن الفنان الكبير الصديق محمود الحديني ـ أسماه "قهوة النجوم"، وبرر النص في أحد مشاهده المسمى بأن رواد المقهى هم نجوم بالفعل، تصاحبنا موسيقى رفيق يوسف وأزياء شروق العيسوي المبهجة.
جهد موفق وحلول متكرة في الديكور لواجهة دار عرض سينمائي الذي صممه ببراعة "رفيق يوسف"، كما نجحت اضاءة الفنان "كاجو" في تكثيف الاحساس بالمكان، ببهجته وصخبه وحزنه أيضا.
نجوم العرض
من المشاهد التي أبهجت الصالة، مشهد الكومبارس مقتني الإكسسوار الذي أرأينا في خزانته ساعة نجمة السينما فيروز، و تطل داخل العرض طفلة شقية تحمل "فانوس إسماعيل يس" في يلهب نزول الستار حماس الشباب المتفرج تجاه نجوم الفن في السنوات المقبلة، الذين نحييهم جميعا ونسجل اسمائهم في إعجاب:رنا عجرمة، أندرو أيمن، توني راضي، باهي أشرف، مينا مجدي، عبد الرحمن عاشور، أندرو سامح، مسلم الكردي، احمد رجب، رضوى غريب، بسملة عبد الله، احمد ياسين، رائف المسيري، عمر حسن، فارس الشريف،ىنغم السيد، اميرة عارف، رحمة جلال، شروق طاهر، ماريو ايليا، سلمى سليمان، محمد عبد المنعم، عمر عبد الهادي، ريم حمدي والطفلة جميلة محمود.