دخلت الكرة الأرضية إلى مرحلة صعبة دخلت الكرة الأرضية إلى مرحلة صعبة من ارتفاع درجات الحرارة، وفى أحدث موجات الأجواء الساخنة التي تضرب العالم خلال الأيام الماضية، فبجانب وفاة عدد من البشر بسبب درجات الحرارة، فقد بدأت أنواع نادرة من القرود في التساقط ميتة من فوق الأشجار تأثرا بموجة الحر الحارقة، والغير مسبوقة في العديد من مناطق أمريكا الشمالية، وتحديدا في المكسيك.
[[system-code:ad:autoads]]
والمقلق في تلك الحوادث، أن القرود التى سقطت خلال الأيام الماضية هى من نوع السعدان العواء، وهى من القرود النادرة، وهو ما أثار حالة من الطوارئ فى الدوائر العلمية والبيئية وبالطبع المهتمين بمناخ حول العالم، وهو ما نشرته صحيفةCNN الأمريكية فى تقريرها المنشور اليوم.
[[system-code:ad:autoads]]
ما هى قرود العواء
والسعدان العواء، الاسم الشائع لها هو قرود العواء، أما الاسم العلمي، فهو الواتا، وهي من أنواع الثدييات، ووفقا لنظامها الغذائي فهى آكلة اللحوم، وتعد من مجموعة القوات، ومتوسط عمرها في البرية: من 15 إلى 20 سنة، ويصل وزنها ما بين 15 إلى 22 باوند، وهو جنس من الحيوانات يتبع فصيلة السعادين العنكبوتية من رتبة الرئيسيات. وسعدان العواء هو من بين أكبر سعادين العالم الجديد ، وتم التعرف حالياً علي خمسون نوع منها، وصنفت في السابق في فصيلة السيبوسية، وقد استبدلت الآن بفصيلة السعادين العنكبوتية.
وقرود العواء هي الأعلى صوتًا بين جميع القرود، فهم يتصلون ليعلموا للآخرين بمكان أراضيهم، وتنبيههم بالابتعاد، وتبدو المكالمات وكأنها نباح بصوت عالٍ أو هدير، وبعد نداء مجموعة من القرود تجيب مجموعة أخرى، وعادة ما تفعل قرود العواء هذا في الصباح وفي نهاية اليوم، وتعيش هذه القرود في أمريكا الوسطى والجنوبية، وفي منزلهم في الغابة، نادرًا ما يغادرون رؤوس الأشجار، فهم لا يتحركون بعيدًا جدًا كل يوم، ويتغذىون على مهل في أعلى مظلة الغابة، حيث يأكل العواء بشكل أساسي أوراق الشجر وكذلك الفواكه والمكسرات والزهور، وتحصل قرود العواء على كل الماء الذي تحتاجه تقريبًا من الطعام الذي تتناوله.
ومع ذلك، فإن إحدى المرات القليلة التي يمكن رؤيتها على الأرض هي خلال فترات الجفاف الشديد عندما يحتاجون إلى العثور على مياه إضافية، ولدى قرود العواء ذيول قادرة على الإمساك بشىء، أو ذيول يمكن الإمساك بها، وتستخدم القرود ذيولها كطرف خامس للإمساك بالفروع، ويستخدم ذيله في الغالب للمساعدة في الإمساك بالفروع أثناء تناول الطعام والتحرك عالياً في الأشجار، وتتكون كل مجموعة عائلية عمومًا من 15 إلى 20 قردا، وعادة ما يكون القائد قردا عجوزًا، ويتراوح طول رأس وجسم قرود العواء البالغة من 22 إلى 36 بوصة (55.8 إلى 91.4 سم) ويمكن أن يضيف ذيلها 23 إلى 36 بوصة (58.4 إلى 91.4 سم).
سقطت من أشجارها ميتة
وبحسب ما ذكرته الصحيفة الأمريكية، فقد سقطت القرود العواء المهددة ميتة من الأشجار في الغابات الاستوائية بجنوب شرق المكسيك في الأسابيع الأخيرة وسط جفاف وموجات حارة على مستوى البلاد أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة في معظم أنحاء البلاد، وتحديدا في ولاية تاباسكو، حيث من المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة هذا الأسبوع 45 درجة مئوية (113 فهرنهايت)، أفادت وسائل الإعلام المحلية عن ما يصل إلى 85 حالة وفاة، في حين أكدت السلطات المحلية هذا الاتجاه دون تقديم عدد من القتلى.
وأرجعت وكالة الحماية المدنية في تاباسكو، في بيان لها نهاية الأسبوع، وفاة القرود إلى الجفاف، وقال مصدر من الوكالة لرويترز يوم الاثنين إنه تأكد نفوق القرود في ثلاث بلديات بالولاية، وفي غابة خارج كامالكالكو بولاية تاباسكو، قام المتطوعون بجمع جثث القرود العواء التي ماتت بسبب درجات الحرارة المرتفعة، قبل وضع دلاء من الماء والفاكهة في محاولة لتجنب المزيد من الوفيات، وقد تم تصنيف قرد العواء المغطى على أنه معرض للخطر في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة.
الرئيس المكسيكي يتدخل
من جانبه قال الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، والذي يأتي من تاباسكو، يوم الاثنين عندما سئل عن نفوق القرود: ""هذا لأن الحرارة قوية جدًا، وقد قمت بزيارة الولايات المتحدة لفترة طويلة ولم أشعر بذلك من قبل كما هو الحال الآن"ن وأضاف في مؤتمره الصحفي المعتاد: "لذا، نعم، علينا أن نعتني بالحيوانات، ونعم سنفعل ذلك"، وفي وقت لاحق من يوم الاثنين، قالت وزارة البيئة المكسيكية في بيان إنها تنسق الجهود لمعالجة نفوق القرود، والذي أرجعته إلى عدة أسباب محتملة، بما في ذلك "ضربة الشمس، والجفاف، وسوء التغذية، أو رش المحاصيل بالمواد الكيميائية الزراعية السامة".
وتواجه البلاد درجات حرارة مرتفعة ومميتة منذ أسابيع. أعلنت وزارة الصحة المكسيكية عن إحصاء أولي لـ 26 شخصًا لقوا حتفهم لأسباب تتعلق بالحرارة بين بداية موسم الحر في المكسيك في 17 مارس و11 مايو، والحرارة الشديدة ناجمة عن تغير المناخ الذي يسببه الإنسان، بالإضافة إلى ظاهرة النينيو، وهو نمط مناخي طبيعي يؤثر على الطقس العالمي.