مازالَت تَبِعَاتُ قرارِ المحكمةِ الجنائيةِ الدوليةِ بشأنِ إصدارِها أوامرَ اعتقالٍ بحقِّ رئيسِ الوزراءِ الإسرائيليِّ بنيامين نتنياهو ووزيرِ الدفاعِ يؤاف جالانت بشأنِ ارتكابِهِما جرائمَ حربٍ في قطاعِ غزةَ تُلقِي بظلالِها داخلَ أروقةِ السياسة في واشنطن، حيثُ هددَ رئيسُ مجلسِ النوابِ الأمريكي مايك جونسونبفرضِ عقوباتٍ عليها وعلى قادتِها بعدَ تحركِها الأخيرِ ضدَّ إسرائيل.

"جونسون"، الذي أعلنَ دعمَهُ للمجازرِ الإسرائيليةِ في غزةَ منذُ اليومِ الأولِ مِن العدوان، أكدَ أنَّ الولاياتِ المتحدةَ ستفعلُ كلَّ ما يَلزَمُ للحفاظِ على أمنِ إسرائيلَ، مطالبًا إدارةَ الرئيسِ الأمريكيِّ جو بايدن بسرعةِ وقفِ أوامرِ الاعتقالِ التي أصدَرَتها المحكمةُ ضدَّ حليفِ واشنطن في الشرقِ الأوسط.

المحكمة الجنائية الدولية

قرارُ المحكمةِ الجنائيةِ الدوليةِ دفعَ الرئيسَ الأمريكيَّ جو بايدن بالردِّ عليهِ بقولِهِ إنَّ إسرائيلَ لم ترتكِب إبادةً جماعيةً في حَملَتِها العسكريةِ المستمرةِ في قطاعِ غزةَ، واصفا ما فعلتهُ المحكمةُ ضدَّ إسرائيلَ بالتحركِ "الشنيع"، مطمئنا المسؤولينَ في تل أبيب بأنَّ الدعمَ الأمريكيَّ لسلامةِ وأمنِ إسرائيلَ هو دعمٌ ثابتٌ ولن يتغير.نتنياهو بدورِهِ وصفَ قرارَ المحكمةِ الجنائيةِ الدوليةِ بـ"الفضيحةِ"، مؤكدا أنَّ القرارَ الذي صَدَرَ ضِدَّهُ لن يُوقِفَ الحربَ التي يَشنُّها على قطاعِ غزة.

كان المُدعي العامُّ للمحكمةِ الجنائيةِ الدوليةِ كريم خان قال إنَّ المحكمةَ الدوليةَ تَسعَى للحصولِ على أوامرِ اعتقالٍ بحقِ مسؤولينَ إسرائيليينَ مِن بينِهِم رئيسُ الوزراءِ بنيامين نتنياهو ووزيرُ الدفاعِ يؤاف جالانت وعددٌ مِن قادةِ حركةِ حماس بتهمِ ارتكابِ جرائمَ تشملُ التجويعَ والقتلَ العمدَ والإبادة.

وتتمتعُ المحكمةُ الجنائيةُ الدوليةُ ومَقَرُّها لاهاي، بصلاحيةِ التحقيقِ في جرائمِ الحربِ والجرائمِ ضدَّ الإنسانيةِ والإبادةِ الجماعية.

مجازرُ إسرائيليةٌ لا تنتهي في قطاعِ غزةَ منذُ السابعِ من أكتوبرَ راح ضحيتَها أكثرُ مِن مئةٍ وأربعةَ عشرَ ألفًا ما بينَ شهيدٍ ومصابٍ، في ظلِّ عجزٍ دوليٍّ لوقفِ العدوانِ وتهديدٍ آخرَ بإسقاطِ صوتِ الحقِّ لمحاسبةِ المسؤولينَ الإسرائيليينَ على ما ارتكبوهُ مِن إبادةٍ جماعيةٍ بحقِّ أصحابِ الأرض.