يُواجه العالم خطرًا متزايدًا من الكوارث الطبيعية، خاصة الفيضانات والجفاف والعواصف، وذلك بسبب التغيرات المناخية التي تُؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة وازدياد حدة الظواهر الجوية المتطرفة. تُشير التوقعات إلى أن هذه الكوارث قد تُؤدي إلى تفاقم أزمة المساعدة الإنسانية، وقد يحتاج ما يصل إلى 200 مليون شخص سنوياً حول العالم للمساعدة بسبب هذه الكوارث بحلول عام 2050.
[[system-code:ad:autoads]]
تشير التقديرات إلى أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون للمساعدة الإنسانية بسبب الكوارث الطبيعية قد يرتفع من 150 مليون شخص سنوياً في عام 2030، إلى 200 مليون شخص سنوياً بحلول عام 2050.
[[system-code:ad:autoads]]
جاء ذلك في كلمة الدكتور هانى سويلم وزير الموارد المائية والرى فى جلسة "مبادرة أنظمة الإنذار المبكر للجميع" ضمن فعاليات "المنتدى العالمي العاشر للمياه" والمنعقد في دولة إندونيسيا.
وفى كلمته بالجلسة .. استعرض الدكتور سويلم حالات وأعداد الكوارث الطبيعية حول العالم خلال الفترة من عام 1970 وحتى عام 2023 ، حيث تلاحظ أن معظم هذه الكوارث الطبيعية مرتبطة بالمياه مثل حالات الفيضانات والجفاف ، موضحاً تأثير الفيضانات والجفاف منذ عام 2002 وحتى عام 2022 حول العالم ، حيث تسببت الفيضانات في وفاة ما يقرب من ١٠٨ ألف شخص ، وأثرت على أكثر من ١.٦٠ مليار شخص ، وتسببت في خسائر اقتصادية بقيمة ٨٧٧ مليار دولار ، فى حين أثر الجفاف على أكثر من ١.٤٠ مليار شخص حول العالم ، وتسبب فى وفاة أكثر من 21 ألف آخرين وتسبب في خسائر اقتصادية بقيمة ١٧٠ مليار دولار ، وفى أفريقيا تم تسجيل ١٦٩٥ كارثة طبيعية ٦٠% منها مرتبطة بالفيضانات ، وقد نتج عن هذه الكوارث وفاة ٧٣٢ الف انسان - ٩٥% منهم بسبب الجفاف - ، بالإضافة لخسائر اقتصادية بقيمة ٥ مليار دولار ناتجة عن هذه الكوارث الطبيعية ، مشيراً إلى أن ٤٠٪ فقط من سكان القارة الإفريقية مشمولين بأنظمة إنذار مبكر بالظواهر المناخية المتطرفة .
الفيضانات والجفاف والعواصف تُهدد 150 مليون شخص سنوياً بحلول 2030
وأشار سويلم إلى أن استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري ستؤدى لزيادة تواتر وشدة حالات الجفاف والفيضانات على مستوى العالم وما سينتج عن ذلك من أضرار جسيمة وتأثير سلبى متزايد على النظم البيئية للمياه العذبة حول العالم ، فمن المتوقع أنه وبحلول عام 2030 قد يحتاج 150 مليون شخص سنوياً حول العالم للمساعدة الإنسانية بسبب الفيضانات والجفاف والعواصف ، ومن المتوقع ان يرتفع هذا العدد إلى 200 مليون شخص سنوياً بحلول عام 2050.
وفى مواجهة هذه التغيرات المناخية المتطرفة والكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ .. فقد تم إطلاق خطة العمل التنفيذية 2023 - 2027 خلال مؤتمر المناخ COP27 والتى وضعت الحد الأدنى للاستثمارات الأولية المطلوبة للتقدم نحو تنفيذ انظمة إنذار مبكر للجميع في غضون خمس سنوات بقيمة ٣.١٠ مليار دولار ، حيث ترتكز خطة العمل على إدارة مخاطر الكوارث والمراقبة والتنبؤ وتحقيق التواصل بين الجهات المعنية وزيادة الجاهزية وسرعة الاستجابة لأى كوارث طبيعية ، وهو ما يتطلب تعزيز الاهتمام بملف المياه فى الاجندات الوطنية للدول مالياً وتشريعياً ، وتطوير شبكات الأرصاد الجوية الهيدرولوجية القائمة ، وصيانة البنية التحتية للمنشآت المائية ، وتحسين أنظمة إدارة البيانات ، مع تدريب ورفع قدرات العاملين فى مجال الإنذار المبكر وهو ما تقوم مصر بتقديمه للأشقاء الأفارقة من خلال المركز الأفريقي للمياه والتكيف مع المناخ PACWA .
وفى مصر .. أشار الدكتور سويلم لما حققته مصر من إنجازات في مجال الإنذار المبكر والتعامل مع السيول الومضية ، حيث تمتلك مصر مركزاً للتنبؤ بالفيضان والذى يقوم بالتنبؤ بكميات ومواقع هطول الامطار فى مصر ونشر هذا التنبؤ على كافة الجهات المعنية بالدولة لإتخاذ اللازم ، كما قامت الدولة المصرية بتنفيذ مشروعات للحماية من أخطار السيول بإجمالى ١٦٢٧ عمل صناعى أسهمت فى توفير الحماية للمواطنين والمنشآت وحصاد مياه الأمطار .