يُحيي الأقباط منذ عدة أيام وحتى، اليوم الإثنين، مولد القديسة دميانة، التي لها شهرة واسعة ومكانة كبيرة في قلوب الجميع، حيث تعتبر من قديسات القرون الأولى في المسيحية وأول راهبة في التاريخ وارتبط اسمها بقصة" الأربعين عذراء"، ويسمى كثير من الأمهات بناتها باسمها تبركا بهذا الاسم.
[[system-code:ad:autoads]]القديسة دميانة
كما تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الاثنين، الموافق 12 بشنس حسب التقويم القبطي، بذكرى تكريس كنيسة الشهيد القديسة دميانة ببلقاس على يد الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين.
[[system-code:ad:autoads]]ويختتم دير القديسة دميانة ببراري بلقاس في محافظة الدقهلية، اليوم، احتفالات عيد تكريس القديسة دميانة والأربعين عذراء، التي استمرت لعشرة أيام وسط أجواء احتفالية شملت زفة، موكب، قداس وتطييب القبر.
وكان دير القديسة دميانة في بلقاس شهد تدفق آلاف الزوار خلال الأيام العشرة الماضية، للمشاركة في احتفالات عيد تكريس القديسة دميانة والأربعين عذراء، حيث تضمنت الاحتفالات العديد من الطقوس الدينية.
قصة تكريس كنيسة دميانة
وتأتي قصة انشاء كنيسة الشهيدة دميانة ببلقاس أنه بعد نهاية عصر الاضطهاد، جاء الملك قسطنطين، أول إمبراطور مسيحي، وكانت له أم قديسة تدعي "هيلانة " فعندما سمعت الملكة هيلانة بقصة الشهيدة دميانة والأربعين عذراء الذين معها، أخذت كمية كبيرة من الاكفان معها، وتوجهت إلي القصر المدفون فيه القديسة مع الأربعين عذراء، وعندما دخلت إلي القصر وجدت جثمان القديسة دميانة موضوعًا فوق أحد السرائر بالقصر، فقبلته وتباركت به، كما تباركت بأجساد الأربعين عذراء معها، ثم لفتهن جميعًا بأكفان فاخرة، وأمرت أمهر المهندسين والصناع أن يهدموا القصر، ويبنوا مكانه كنيسة كبيرة علي اسم الشهيدة دميانة.
أما القديسة دميانة فقد كفنتها بكفن غالي الثمن من الكتان، وصنعت لها سرير من العاج ووضعت فيه جسدها الطاهر، وزينته بالستائر الحريرية الجميلة، ثم دعت البابا الكسندروس، بطريرك الكنيسة القبطية في ذلك الوقت، وهو البطريرك رقم 19 في سلسلة بطاركة الكنيسة القبطية الارثوذكسية، فقام بتدشين الكنيسة في يوم 20 مايو، وتقع هذه الكنيسة على مسافة حوالي 12 كم شمال بلقاس.
القديسة دميانة والأربعين عذراء
ويعد دير القديسة دميانة في البراراي من الأديرة الأثرية التابعة للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فهو يقع على مساحة 3 أفدنة في منطقة البرلس في البراري في بلقاس، إذ يوجد فيه قبر القديسة دميانة والـ 40 عذراء وهي كنيسة منفصلة عن الدير الخاص بالراهبات في الدير.
وأصبحت المنطقة الخاصة بالدير مُباركة عند الأقباط حي سفك دماء القديسة دميانة والـ 40 عذراء، وبعد استشهادهن في تلك المنطقة دفنت بها أجسادهن.
وفي السطور التالية يستعرض موقع "صدى البلد"، أبرز المعلومات عن هذه القديسة:
- كانت القديسة دميانة وحيدة لوالديها.
- عندما بلغ عمر دميانة سنة واحدة أخذها والدها إلى الكنيسة وقدم النذور والشموع والقرابين ليبارك الله فيها ويحفظها له.
- وعندما بلغت من العمر 15 سنة أراد أن يزوجها فرفضت، وقالت له أنها قد نذرت نفسها للسيد المسيح "أي تعيش حياة البتولية وتكرس نفسها للصلاة والصوم من أجل الحياة الأبدية".
- طلبت دميانة من والدها الوالي مرقس أن يبني لها قصرا لتعبد فيه الله مع صاحباتها، وبنى والدها القصر بمنطقة البراري، فسكنت فيه مع أربعين عذراء، كن يقضين أغلب أوقاتهن في مطالعة الكتاب المقدس والعبادة الحارة، وبعد زمن أرسل دقلديانوس الملك، وأحضر مرقس والد القديسة دميانة، وأمره أن يسجد للأوثان، فامتنع أولًا غير أنه بعد أن لاطفه الملك، انصاع لأمره وسجد للأوثان.
- وعندما علمت القديسة دميانة بما فعله والدها أسرعت إليه ودخلت وتحدثت مع والدها من أجل عودته للإيمان المسيحي، وتأثر مرقس من كلام ابنته وبكى بكاءً مرًا، وأسرع إلى دقلديانوس واعترف بالسيد المسيح، ولما عجز الملك عن إقناعه بالوعد والوعيد أمر فقطعوا رأسه.
- وعندما علم دقلديانوس أن السبب وراء تحول مرقس عن عبادة الأوثان هي ابنته دميانة، جمع جنوده ونصبوا خيامهم حول القصر، وبدأت رحلة العذابات لها حتى تتراجع عن عبادة الله، استمرت العذابات قرابة الثلاث سنوات كانت تصل للموت، إلا أنها لم تستجب، فأمر بقطع رأسها، هي ومن معها من العذارى، ونلن جميعهن إكليل الشهادة في 13 طوبة.
- وانتهى عصر دقلديانوس والذي سمى بعصر الشهداء؛ بسبب كثرة عدد الشهداء من الأقباط في عهده، وتولى بعده قسطنطين الحكم ووالدته الملكة هيلانة، علمت هيلانة بقصة القديسة دميانة فذهبت إلى مكان عذاباتها فوجدت الأجساد ملقاة بأمر الملك بجوار القصر، فكرمت تلك الأجساد بتكفينها هي وأربعون عذراء، وقامت ببناء قبر كبير وسط كنيسة من أكبر الكنائس وقتها.