عقد معهد التخطيط القومي محاضرة متميزة بعنوان "اللامساواة: قضية متعددة الأوجه"، للعام الأكاديمى 2023 – 2024.
ألقى المحاضرة الدكتور أشواني سايث، الأستاذ المتفرغ بالمعهد الدولي للدراسات الاجتماعية - جامعة إيراسموس روتردام بهولندا، وأدارت الحلقة الدكتورة هالة سلطان، الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة ونائب رئيس المعهد لشئون البحوث والدراسات العليا السابق، وذلك بحضور الدكتور أشرف العربي، رئيس المعهد، ونخبة من الأساتذة والخبراء والباحثين، والمهتمين بهذا الشأن.
وأوضحت الدكتورة هالة أبو علي أن الحلقة استهدفت تسليط الضوء على الأوجه المختلفة لقضية اللامساواة على المستوى العالمي، والتي تشمل الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، في ظل عدم وجود إجراءات واجبة تتيح فرصاً متكافئة للجميع، إلى جانب استعراض الأثار المترتبة عليها، والآليات اللازمة لمواجهتها من منظورمقاربات متعددة التخصصات.
في سياق متصل، أكد الدكتور أشواني سايث أن اللامساواة قضية تاريخية عايشتها المجتمعات المتعاقبة وبلغت ذروتها تحت وطأة العولمة والتكنولوجيا، لافتاً إلى أن مسار الاقتصاد العالمي السائد أدى إلى غياب المساواة وازدياد الفقر وتعدد أبعاده سواء داخل المجتمعات أو فيما بينها، وهو ما يستدعي تبني سياسات اقتصادية واجتماعية تعالج آثار هذا التفاوت، سواء كانت سياسات إصلاح ضريبي، أو سياسات حماية اجتماعية.
وقال سايث إنه على الرغم من ارتفاع معدلات النمو الاقتصادي في كل من الهند والصين، إلا أن ذلك لم يعالج قضية اللامساواة بل عمق منها، وإنه بالرغم من كل هذا الازدهار فإن هناك انحيازا حقيقيا للفئات الأعلى.
وشدد على ضرورة فرض سياسة ضريبية عادلة بإمكانها أن تتجسد عبر رفع قيمة الضرائب المفروضة على الثروة، فضلاً عن وضع حد للتهرب الضريبي، إلى جانب إعادة التفكير في السياسات والممارسات طويلة الأمد المرتبطة بسبل العيش والعمل.
وحول دور السياسات الحكومية والتمويل العام في مواجهة اللامساواة، لفت سايث إلى أن صناع السياسات يجب ألا يقتصر تركيزهم على إعادة التوزيع فحسب وإنما تتجاوز ذلك لتخفيض تكاليف الرعاية الصحية ومعدلات الفقر، وضمان مزايا للتقاعد أكثر موثوقية.
وأشار إلى دور الإعلام في دعم الآليات الوطنية الداعمة لتحقيق تلك المستهدفات.