أصبحت سيارات النقل الذكي تشكل خطرًا كبيرًا على الأرواح، خاصة الفتيات في الآونة الأخيرة، حيث بدأت العديد من الفتيات على منصات التواصل الاجتماعي تروي قصصًا عن سائقي سيارات تلك التطبيقات الذين حاولوا خطفهن أو التحرش بهن، وعلى الرغم من أن شركة أوبر تسارع بعد كل حادثة لتهدئة الرأي العام والتعهد بحل الأزمة، إلا أن هذه الوقائع لا تزال تتكرر بأشكال مختلفة.
[[system-code:ad:autoads]]وتجاهلت شركة أوبر اتخاذ الإجراءات اللازمة رغم عشرات الشكاوى على مدار سنوات، ما أدى إلى فقدان العديد من الأرواح، ومن أبرز هذه الحالات حادثة حبيبة الشماع، المعروفة بـ "فتاة الشروق"، التي ألقت بنفسها من السيارة بعد ترهيب السائق وتوفيت بعد أيام من دخولها في غيبوبة، وكان صدر حكم قضائي ضد السائق المتهم.
[[system-code:ad:autoads]]سائق أوبر يتعدى على فتاة بمدينة نصر
رصدت المتابعة الأمنية بوزارة الداخلية، ما تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن تعدى سائق بإحدى شركات النقل الخاصة على فتاة بالقاهرة.
وبالفحص تبين أنه بتاريخ 12 مايو الجاري تبلغ للأجهزة الأمنية بالقاهرة من (إحدى الفتيات) بأنها حال استقلالها سيارة "تابعة لأحد تطبيقات النقل الذكي"، قام قائدها باصطحابها لإحدى المناطق بمدينة نصر، وحاول التعدي عليها وبحوزته سلاح أبيض «كتر» ما أسفر عن حدوث إصابتها، وتمكنت من الفرار.
عقب تقنين الإجراءات أمكن تحديد وضبط مرتكب الواقعة في حينه، وتبين أنه (مقيم بدائرة قسم شرطة المقطم)، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والعرض على النيابة العامة للتحقيقات.
القبض على سائق تحرش بطالبة طب أسنان بأكتوبر.
التحرش بطالبة في كلية طب الأسنان
وفي 19 مارس الماضي، ألقت الأجهزة الأمنية في مديرية أمن الجيزة، القبض على سائق يعمل لدى إحدى شركات النقل الذكي، بتهمة التحرش بفتاة طالبة في كلية طب الأسنان، خلال رحلة توصيلها من الجامعة إلى منزلها بمدينة السادس من أكتوبر.
وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وتم إحالة السائق المتهم إلى النيابة العامة لمتابعة التحقيقات، وقررت النيابة حبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات، كما طالبت باستكمال التحريات للوقوف على ملابسات الواقعة، وبعد عدة أيام حضرت الفتاة وتنازلت عن المحضر.
قضية حبيبة الشماع
وفي 24 فبراير الماضي، أصدرت وزارة الداخلية بيانًا يتضمن كشف ملابسات ما تداول من منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تتضمن قيام فتاة بالقفز من سيارة مُسرعة بطريق السويس بالقاهرة حال سيرها، بعد محاولة قائد السيارة معاكستها قامت بالقفز من السيارة خشية تحرشه بها.
وتم تحديد وضبط السائق المذكور (له معلومات جنائية) وبمواجهته قرر أنه حال قيامه بغلق نوافذ السيارة ورش معطر فوجئ بقيام المذكورة بالقفز من السيارة، فقام باستكمال سيره ولم يتوقف خشية تعرضه للإيذاء، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
قال محمد الرفاعي، أحد وكلاء أوبر السابقين، إن شركة أوبر عندما عملت في مصر لأول مرة في عام 2018 لجأت لشركات الليموزين كوكلاء لها للتعاقد مع السائقين، ولكن بعد فترة تخلت أوبر عن الوكلاء وأصبحت تتعاقد مع السائقين مباشرة عبر الإنترنت.
وأشار الرفاعي خلال اتصال هاتفي ببرنامج "الحكاية" مع الإعلامي عمرو أديب، المذاع عبر قناة "إم بي سي مصر"، مساء الجمعة، إلى أن دور الوكلاء كان التأكد من فحص السيارة، وسلامة السائق وإجراء تحليل تعاطي المخدرات له، مضيفا: "في سائقين بيتم إيقافهم من التطبيق بيرجعوا تاني بأوراق مزورة مثلما حدث مع سائق أوبر المتهم في واقعة حبيبة الشماع".
وأوضح أن أوبر كانت تعتمد على مكاتب إيجار السيارات والليموزين من أجل استقدام السائقين، ولكن بعد إقرار القانون بدأت الشركة في استقدام السائقين مباشرة.
وتابع: "أي حد عن طريق النت، يقدر يدخل على موقع الشركة ويرفع المستندات الخاصة به، ويشتغل فورا، بدون أي مراجعة لهذه الأوراق".
رد شركة أوبر
وأشار الرفاعي إلى أن وكلاء الشركة كان دورهم استلام أوراق السائقين (بطاقة هوية، فيش جنائي، تحليل مخدرات)، والتأكد من تطابق شروط العمل على المتقدم، إضافة فحص السيارة عن طريق إحدى الشركات المتخصصة.
ولفت أن بعض السائقين يرفعون أوراقا ومستندات مزورة للعمل في الشركة، موضحًا: "سواق حادثة حبيبة الشماع كان مرفوض من أوبر وزور البطاقة بالفوتوشوب ورفعها على النت ودخل تاني الشركة".
من جانبها، قالت شركة أوبر في بيان لها "نشعر بحزن عميق إزاء حادث الاعتداء الذى تم الإبلاغ عنه مؤخراً، وما تم وصفه ليس له مكان على تطبيق أوبر، ونحن ندين بشدة مثل هذا السلوك الخطير.
وأضاف البيان، أن الشركة اتخذت بالفعل جميع الإجراءات اللازمة ضد السائق، بما في ذلك إيقاف حسابه على التطبيق، مشيرة إلى أنه بمجرد أن تم إبلاغنا بالحادث تواصلنا مع أحد أفراد عائلة الضحية لتقديم كل الدعم الممكن، كما أننا نعمل من كثب مع السلطات المحلية لتوفير جميع المعلومات اللازمة لإتمام عملية التحقيق.
أكدت الشركة "نحن عازمون على مواصلة جهودنا للتصدي لكافة أشكال الاعتداء والعنف".
ونصت المادة (290) من قانون العقوبات على أن يعاقب بالسجن المشدد مدة لا تقل عن 10 سنوات لكل من يخطف أي شخص بالتحايل أو الإكراه بالسجن المشدد، وإذا كان الخطف مصحوبا بطلب فدية تكون العقوبة السجن المشدد مدة لا تقل عن 15 سنة ولا تزيد على 20 سنة.
وتكون العقوبة السجن المشدد في حال إذا كان المخطوف طفلا أو أنثى، وتكون العقوبة الإعدام إذا اقترن بالخطف مواقعة المخطوف أو هتك عرضه.
ونصت المادة 76 من قانون المرور أن القيادة تحت تأثير المخدر التي يترتب عليها وفاه شخص أو أكثر أو إصابته بعجز كلي عقوبتها الحبس مدة لا تقل عن 3 سنوات ولا تزيد علي 7 سنوات وغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه.