لا تخلو حياتنا من الأشخاص المحبين والداعمين لنا بصدق وحب ، كما لا تخلو أيضا من المبغضين والمحبطين لنا .... كل إنسان لديه من الحساد والحاقدين في حياته خاصة لو كان مميزا أو لامعا أو ناجحا حتى في مجال أو نطاق صغير .... النفوس المريضة التي تغار والعيون التي تنظر بترقب ، والعقول التي تتربص لإمساك الأخطاء علينا ، أمر طبيعي وليس شيئا غريبا.
[[system-code:ad:autoads]]دائما يحكم الغرباء علينا من الخارج ومن الصورة الخارجية التي نصدرها لهم ، ولا أحد يعلم عن طبيعة وحجم معاناتنا الداخلية وما مررنا به من أحداث ومواقف صعبة لنصل للصورة النهائية التي نصدرها للغير .... الكل ينظر إلى المشهد المبهر والرائع الذي نطل به دائما ولا أحد يعرف شيئا عما يدور وراء الكواليس .... هذه طبيعة معظم البشر يعلقون على أي شيء.
دائما تحكم الناس على الغير من الظاهر وليس الباطن ، من خلال تصرفاتهم وليس من خلال نواياهم .... وفي أغلب الأحيان يكون المنطوق ليس مقصودا ، وأحيانا يكون المقصود غير منطوق .... لذلك يجب ألا نلتفت للإنتقادات الهدامة التي تحبطنا لأنها مبنية على ما نصدره وعلى صورتنا الخارجية .... ولو كانت النوايا لله والظاهر منا للبشر يجب أيضا أن يفكر البشر قليلا قبل أن يصدروا أحكاما قد تكون ظالمة .... لا أحد يعلم أن الذي يصدر صورة مرفهة لغيره على سبيل المثال قد يكون عانى كثيرا لكي يصل للرفاهية التي يرتضيها ومع ذلك يكون عرضة للانتقاد.
حكم الناس علينا أمر يخصهم وحدهم ، وما نفعله من تصرفات وأفعال يخصنا وحدنا أيضا .... مادمنا واثقين في أنفسنا ونعلم يقيناً أننا لا نفعل شيء خطأ ضد المجتمع والقانون والعرف والدين فليس من حق أحد الاعتراض علينا .... جميعنا لا نخلو من العيوب ، لذلك قبل أن نصدر أحكام على غيرنا يجب أن ننظر لأنفسنا أولا .... كثير من البشر يفعلون خطأ معين وينتقدون الخطأ ذاته في غيرهم وكأنهم لا يرون إلا غيرهم.
نشكر الله على وجود أشخاص محبين بصدق يقفون إلى جانبنا ويدعموننا ويكونوا لنا عوناً على القيام لو أوشكنا على السقوط ويشجعوننا رغم الإحباطات والإنتقادات .... بالرغم من وجود الأشخاص السامة في حياتنا هناك أشخاص تشفي أرواحنا فلا نشعر إلا بالفرح والقوة رغم كل شيء .... بقوة إيماننا وبثقتنا بالله وبأنفسنا وبمن نحب تمر الضغوطات كسحابات الصيف ونظل نحن كالشمس الساطعة المتجددة دائما.