قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

مفاجأة| اكتشاف مجرى نهري بجوار أهرامات الجيزة.. ما القصة؟

اكتشاف مجرى نهري ضخم بجوار أهرامات الجيزة
اكتشاف مجرى نهري ضخم بجوار أهرامات الجيزة
×

بعد أيام قليلة من إعلان باحثين عن اكتشاف هيكل جديد ضخم، بجوار هرم خوفو الأكبر باستخدام أجهزة مسح ما تحت التربة، أعلن الدكتور محمود ذكي رئيس جامعة طنطا، عن مشاركة باحثين من جامعة طنطا ضمن فريق من الباحثين، توصلوا إلى اكتشاف علمي جديد عن وجود مجرى مائي نهري قديم لنهر النيل بجوار الأهرامات بقيادة الدكتورة إيمان محمد غنيم خريجة جامعة طنطا- كلية الآداب – قسم الجغرافيا.

[[system-code:ad:autoads]]

مجرى نهري بجوار أهرامات الجيزة

جاء ذلك بحضور مديرة معمل الفضاء والاستشعار عن بعد بالطائرات بدون طيار في قسم علوم الأرض والمحيطات بجامعة نورث كارولينا ويلمنجتون، بمشاركة الدكتور محمد صبحي فتحي والدكتور عمرو شعبان فحيل من قسم الجيولوجيا بكلية العلوم جامعة طنطا بالاضافة إلى فريق علمي من المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بالقاهرة والعديد من خبراء الأثار والمجاري المائية من أمريكا وأستراليا.

[[system-code:ad:autoads]]

وأضاف الدكتور حاتم أمين نائب رئيس جامعة طنطا لشئون الدراسات العليا والبحوث، أنه تم استخدام العديد من التقنيات الحديثة والتقليدية مثل صور الأقمار الصناعية وأشعة الرادار المخترقة للأرض والتصوير المقطعي الكهرومغناطيسي إضافة إلى حفر آبار يصل عمقها إلى 28 متر أسفل سطح الأرض في أماكن متفرقة من وادى النيل من الجيزة حتى الأقصر.

ومن خلال تلك التقنيات والبيانات والعينات الصخرية توصل الفريق البحثي إلى وجود فرع جاف من نهر النيل يبلغ طوله 64 كيلومترًا (40 ميلًا)، وعرضة يتراوح ما بين 200 و700 متر مدفونًا منذ فترة طويلة تحت الأراضي الزراعية غرب النيل الحالي وموازيا له وبالقرب من سلسلة الأهرامات والمعابد الفرعونية. هذا بالاضافة الى انه تم اكتشاف العديد من المجاري النهرية المختلفة التى تمتد من هذا النهر القديم وتصل الي مشارف الأهرامات.

الفريق البحثي لاحظ أن هذه الأفرع تنتهي ببناء أثري يسمي معبد الوادي (Valley Temple) حيث يوجد ممر صخري يربط هذه المعابد بالأهرامات مباشرة.

ويعتقد الباحثون أن وجود هذا النهر القديم يفسر سبب بناء أكثر من 30 هرما تم انشاؤهم في سلسلة على طول الشريط الصحراوي الغربي لوادي النيل منذ 4700 عام مضى. وتضم هذه السلسلة اهرامات قريبة من العاصمة المصرية القديمة ممفيس مثل هرم زوسر والهرم الأحمر والأسود بالإضافة الى اهرامات الجيزة المشهورة وهى هرم خوفو وخفرع ومنكاورع.

وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تقدم أول خريطة للفرع القديم المفقود من نهر النيل منذ فترة طويلة. كما أظهرت الدراسة أنه عندما تم بناء الأهرامات، كانت جغرافية نهر النيل وروافده المائية تختلف بشكل كبير عما هي عليه اليوم. وقد مكن هذا الاستكشاف من الحصول على صورة أوضح لما كان يبدو عليه سهول فيضان النيل في زمن بناة الأهرامات، وكيف استفاد المصريون القدماء من النهر القديم وروافده في نقل مواد البناء الثقيلة من أجل مساعيهم الإنشائية الضخمة." وعليه فيمكن أن يساعد فرع النيل المفقود الذي تم تعيينه حديثًا في حل لغز بناء الأهرامات الذي طال انتظاره.

أهرامات الجيزة

وتم نشر هذه الاستكشاف العلمي الجديد يوم الخميس الموافق 16 مايو 2024 بالمجلة العلمية العالمية Communications Earth & Environment وتناولته العديد من المواقع الاخبارية العالمية مثل CNN, The Gurdian, BBC, Nature.

من جانبها، قالت المعدة الرئيسية للدراسة إيمان غنيم من "جامعة نورث كارولينا" في مدينة ويلمنجتون الأميركية المتخصصة في الجيومورفولوجيا، في حديث إلى وكالة "فرانس برس": "لم يكن أحد متأكدا من موقع هذا الممر المائي الضخم وشكله وحجمه، ولرسم خريطة الممر المائي، استخدم فريق البحث صوراً التقطتها أقمار اصطناعية رادارية".

وعلى عكس الصور الجوية أو أجهزة استشعار الأقمار الاصطناعية البصرية التي توفر صوراً لسطح الأرض، تتمتع أجهزة استشعار الرادار بقدرة مميزة على الكشف عن الهياكل القديمة أو الأنهار المدفونة تحت الرمال.

وتضيف الباحثة: "أكدت تحليلات ميدانية بينها حفر عميقة في التربة، بيانات الأقمار الاصطناعية وكشفت عن النهر المخفي الذي يبلغ طوله 64 كيلومتراً، ويتراوح عرضه بين 200 و700 متر، أي ما يعادل مقاييس مجرى نهر النيل الحالي".

وبما أنّ منسوب النيل آنذاك كان أعلى بكثير مما هو عليه اليوم، كان له مجارٍ عدة تَعبُر سهوله الفيضية التي يصعب تتبع أثرها لأنّ المنظر الطبيعي تغيّر بسبب بناء سد أسوان في ستينيات القرن العشرين.

وتضيف الباحثة أن الأهرامات تقع على بعد كيلومتر واحد فقط في المتوسط من ضفاف المجرى المكتشف، وقد تم بناؤها بشكل أو بآخر على السهول الفيضية، وتؤكد: "كشف بحثنا أنّ عدداً كبيراً من هذه الأهرامات كانت تضم ممراً مرتفعاً يؤدي إلى معابد في الوادي كانت بمثابة موانٍ نهرية".

وتؤكد أدلة كثيرة على أن المجرى النهري المكتشف كان بمثابة طريق سريع لنقل الكميات الهائلة من المواد والأعداد الكبيرة من العمال لبناء الأهرامات.

من جانبه، قال الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات د.أحمد عامر، إن إكتشاف مجري قديم لنهر النيل يدل علي مدي أهمية النيل في حياة المصريين القدماء، كما من الممكن تفسير ذلك نظرا لوجود بناء عدد كبير من الأهرامات في تلك المنطقة التي أصبحت راهناً شريطاً من الصحراء يقع غرب وادي النيل، قرب العاصمة المصرية القديمة ممفيس.

وأضاف "عامر" في تصريحات لـ صدى البلد، أنه كان هناك سبعة أفرع رئيسية لنهر النيل، ولم يتبق منها اليوم إلا فرعين فقط هما دمياط ورشيد، ونجد أن المصريين القدماء استخدموا نهر النيل لنقل المواد الثقيلة، بما في ذلك الكتل الحجرية، من المحاجر إلى مواقع البناء، كما تميزت العديد من الأهرامات بممرات إحتفالية مرتفعة كانت تؤدي إلى معابد الوادي، والتي كانت بمثابة موانئ.

وأشار "عامر"، إلى أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في تحديد أماكن الأهرامات والمعابد بدقة كبيرة، بالإضافة إلي تقديم أدلة علي التفاعل بين المصري القديم وبيئته، كما سوف يساهم ذلك الكشف في تقديم معلومات أكثر قيمة في المحافظة علي المواقع الأثرية في تلك المنطقة.