قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

هند عصام تكتب: أسطورة عروس النيل

الكاتبة الصحفية: هند عصام
الكاتبة الصحفية: هند عصام
×

سجل الحضارة المصرية الفرعونية حافل بالعديد من المفاجآت والمغامرات التي لم تخلو ابداً من الحقائق المثيرة في حياة هؤلاء الفراعنة من قصص وحكايات وأساطير ومن ضمن القصص والأساطير الشائعة التي تحكي إليّ وقتنا هذا كانت أسطورة عروس النيل وهي إحدى الأساطير الفرعونية والتي تتعلق بنهر النيل المقدس لدى الفراعنة .

شاع عن الفراعنة والمصريين القدماء في شهر بؤونة أنهم يقومون ببعض الطقوس والمعتقدات والتي من خلالها يستمر جريان نهر النيل .

وكما هو معروف أن فيضان نهر النيل كانت له أهمية كبيرة في حياة المصريين القدماء من ناحية المحاصيل الزراعية وأهميتها من الناحية المعيشية في ذلك الوقت .

ومن ضمن هذه الطقوس والمعتقدات التي يتقربون بها إلى نهر النيل العظيم عند كل ليلة ثلاثة عشرة من هذا الشهر وهو شهر بؤونة عمدوا إلى فتاة عروس بكر بين أبويها فحملوا عليها من الحلي والثياب ثم ألقوا بها في نهر النيل .

وفي معتقدات المصريين القدماء أنهم إن لم يقوموا بإلقاء هذه الفتاة والتي أطلقوا عليها مسمى عروس النيل، فإن النيل سوف يتوقف عن الفيضان .

ولذلك كان هناك ما يسمي بعيد وفاء النيل وهو أحد الأعياد المصرية التى ترجع إلى العهد المصرى القديم منذ سبعة آلاف عام ، و مازال المصريون يحتفلون به حتى يومنا هذا و لم يتغير من الإحتفال شئ ، سوى أن المصريين لم يعودوا يلقوا بعروسِ حقيقية ولا حتي خشبية في النيل بل إقتصر الأمر على الإحتفال على ضفاف النهر فقط .

ولكن يحكي أن هناك حكاية عند القدماء المصريين حين استبدلت العروس الحقيقية بعروس خشبية هيا بنا نتعرف عليها وهي ان المصريين القدماء كانوا يعتبرون أن النيل (اله) الخير والنماء والخصب لأنه شريان الحياة فى مصر الفرعونية القديمة، وكان النيل يفيض بالخير ويعم الرخاء وتزرع البلاد بكل أنواع المحاصيل.

و لكن فى سنة من السنوات أبى النيل ورفض ألا تفيض مياهه ويحل الفقر والقحط على أرض مصر وتعذب المصريون في ذلك الوقت .

وهنا أشار الكاهن على الملك بأن النيل غاضب لأنه يريد الزواج وتكون له ذرية.

فإنهالت عليه الفتيات تريد الزواج من إله الخير نهر النيل فكانت تقيم المراسم والاحتفالات ويقوم الكاهن باختيار أجمل فتاة .

وبعد الانتهاء من المراسم تقوم العروس وتلقي بنفسها فى النيل وكأنها تهديه نفسها وروحها وهى سعيدة راضية لانها ستلتقى بحبيبها رب إله الخير فى العالم الاخر واستمر الاحتفال سنوات وسنوات حتى انه لم يجد فتيات لهذا الامر ولكن الكاهن اصر على هذا الاحتفال فلم يجدوا الا بنت الملك وكانت جميلة وفاتنة ولها خادمة تقوم على رعايتها وتحبها حبا لا يوصف .

فحزنت الخادمة وارادت ان تحتفظ ببنت الملك حتى لو انتهى الامر بعدم فيضان النيل فاخذت تفكر وتفكر حتى أخذها تفكيرها الى ان تصنع دمية شبيهة ببنت الملك صورة طبق الاصل لا يفرقها الا وجود الروح فيها ، وقالت للملك ان الاحتفالات ستقام فى موعدها رغم اننى حزينة على فراق ابنتك الغالية ، ثم قامت بتزين العروس وصممت ان تلقيها بيدها هى فى النيل لتزفها الى حبيبها بيدها، حتي لا يكتشف أمرها وتمت المراسم وانتهى الحفل واصاب الملك كأبة ويأس وحزن شديد على فراق ابنته الغالية ،حتى اصبح طريح الفراش.

وكان لا يعلم ان الخادمة قد اخفت البنت فى بيتها وبين اولادها ولما رأت حزن الملك ، وازدياد مرضه يوما بعد يوم اشفقت عليه بعد ان كانت ستاخذ البنت لنفسها وتربيها على انها ابنتها لانها فى الواقع اصبحت فى نظر الجميع عروسة النيل .

وفى احد الايام وبعد ان اشرقت شمس الصباح بنوره الوضاء اخذت الخادمة البنت وقالت للملك هذه هي ابنتك سليمة معافاة لم يصبها اذى ولم تمس بسوء وكانت عندى معززة مكرمة.

لم يتمالك الملك نفسه واخذ يحتضن ابنته بطريقة هستيرية وشكر الخادمة وقربها اليه واعطاها الكثير من الهدايا التي لا يقدر بثمن .

وبعد ذلك فى كل عام يصنعون دمية جميلة ويقيمون الاحتفالات بجانب النيل ثم يرمون الدمية الى النهر العظيم .

ولكن بعد ذلك عندما فتح عمرو بن العاص رضي الله عنه أرض مصر وجد ان المصريين عادا يقومون بإلقاء فتاة عذراء كل عام في النيل فمنعهم تلك السنة من رمي الفتاة.

أرسل عمرو بن العاص إلى عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رسالة يستفسر فيها عما يفعل
رد أمير المؤمنين برسالة وأمر عمرا أن يرميها في النيل فتح عمرو الرسالة فوجد فيها من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل أهل مصر، أما بعد: فإن كنت إنما تجري من قبلك ومن أمرك فلا تجر فلا حاجة لنا فيك، وإن كنت إنما تجري بأمر الله الواحد القهار، وهو الذي يجريك فنسأل الله تعالى أن يجريك.

وفاض النيل تلك السنة والقصة موجودة عند ابن كثيرومن هنا سُميت بالأسطورة .

و رسخت السينما المصرية بدورها على مدار 60 عاما تلك المعلومة التى توارثتها الأجيال ومازالت ممتدة عن الحضارة المصرية، من خلال فيلم "عروس النيل"، الذي رسخ في أذهان الأجيال حكاية "عروس النيل" .

وكان لهذه القصة الأسطورة من يؤيدها تاريخيا، ومن يرفضها جملة، فقد أوردها المؤرخ الأغريقي بلوتارخ، والتي تقول من ناحية أخري أن الملك إيجبتوس ملك مصر أراد اتقاء كوارث حالت بالبلاد، فأشار إليه الكهنة بإلقاء فتاة في النيل ففعل، ثم لحق به ندم شديد فألقى بنفسه وراءها، ونتيجة لأهمية هذه القصة والاحتفاء الكبير الذي كان يُقام في عيد "وفاء النيل"، وقد انجذبت السينما للقصة، فقدمتها في شكل "فانتازايا" من خلال فيلم "عروس النيل" عام 1963، والذي رسخ صورة خاطئة عن الحضارة المصرية بإلقاء فتاة في نهر النيل.