خبير تربوي:
عمل سنة تأسيسية مفيد لطالب الثانوي.. ويجب قصرها على التخصصات البينية
خبير:
مقترح عمل سنة تأسيسية "تمهيدية" سيطمئن الطلاب أمام بعبع الثانوية العامة
أثارت تصريحات وزير التعليم العالي الدكتور أيمن عاشور أن المشروعات والجامعات الجديدة تستهدف إضافة لمهارات الطالب وربطها بسوق العمل، ووجود مقترح ما بعد المرحلة الثانوية العامة وهو عمل سنة تأسيسية “ تمهيدية” قبل الالتحاق بالجامعة، اهتماما وجدلا كبيرين.
[[system-code:ad:autoads]]مقترح عمل سنة تأسيسية “ تمهيدية ” لطلاب الثانوية العامة
جاءت تصريحات الوزير ردا على تساؤل النائب عبد المنعم إمام، أمين سر لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، حول مصير الكليات النظرية في ظل التطور التكنولوجي الراهن، وذلك خلال اجتماع لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، برئاسة النائب فخري الفقي، من أجل مناقشة مشروع الموازنة وموازنة البرامج والأداء لديوان عام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بحضور الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي.
قال الدكتور تامر شوقي ، الخبير التربوي و أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، إن اقتراح وزارة التعليم العالي بإضافة سنة تمهيدية أو تأسيسية لطلاب الثانوية العامة قبل الالتحاق بالجامعة يحقق العديد من الفوائد تتضمن التقليل من بعبع الثانوية العامة من خلال إرسال رسالة طمأنينة لكل أولياء الأمور بأنه من الممكن التحاق أولادهم بالجامعة حتى لو لم يحصلوا على المجموع المناسب في الثانوية العامة.
فوائد مقترح عمل سنة تمهيدية أو تأسيسية لطلاب الثانوية العامة
وأضاف شوقي في تصريح لـ صدى البلد أنه ضمن فوائد المقترح عدم الاستناد إلى مجموع الطالب في الثانوية العامة فقط كمحك وحيد الالتحاق بالجامعة وخاصة مع ما يظهر من مشكلات مرتبطة بامتحانات الثانوية العامة وإمكانية تعرض الطالب لظروف طارئة تؤثر بشكل سلبي على درجاته، ومن خلال تلك السنة التمهيدية يمكن التأكد تماما من ملائمة قدرات الطلاب مع نوعية التخصص أو الكلية التى يرغب في الالتحاق بها بدلا من أن يلتحق الطالب بتخصص لا يناسب قدراته مما يزيد من احتمال فشله فيه.
وأشار إلى أنه أيضا يساعد على التركيز على تأهيل الطلاب للتخصصات الحديثة التي يتطلبها سوق العمل وخاصة في قطاعات العلوم الطبية والهندسة والأساسية بالإضافة إلى قطاع العلوم الإنسانية مع مراعاة وجود تخصصات جديدة تناسب سوق العمل، كما تعتبر بديلا جيدا للطلاب عن الالتحاق للدراسة بالجامعات الأجنبية مما يوفر العملة الصعبة، ويساعد على حماية الطلاب من النصب عليهم من خلال اغرائهم بالالتحاق بكيانات جامعية وهمية غير معترف بها سواء داخل مصر أو خارجها .
وأكد أن المقترح يحقق ضمان الاستفادة من الإمكانات الهائلة للجامعات الخاصة والاهلية الجديدة من خلال توسيع قاعدة الالتحاق بها، وأيضا التقليل من الإقبال على الكليات النظرية التقليدية والتى قد لا تناسب احتياجات سوق العمل مع إتاحة فرصة أوسع للطالب للاختيار بين كليات وتخصصات آخرى مطلوبة اكثر في سوق العمل.
قال الخبير التربوي الدكتور محمد كمال، أستاذ الفلسفة المساعد بجامعة القاهرة، إن تصريحات بعض النواب التي تتضمن المساس بكليات العلوم الإنسانية والتقليل من قيمتها هي تصريحات جانبها الصواب، ولا يمكن إلغاء التشعيب إلى علمي وأدبي، فالمطلوب معالجة مساوئ النظام الحالي وليس إضافة مساوئ جديدة إليه.
وأضاف أن الصواب تغيير اللوائح والمناهج والأعداد الملتحقة بالكليات بما يتناسب مع سوق العمل كما صرح وزير التعليم العالي.
تفاصيل مقترح عمل سنة تمهيدية لطلاب الثانوية العامة
وأضاف كمال لـ صدى البلد: "أما مقترح السنة التمهيدية لتأهيل الراغبين من طلاب الثانوية العامة وما يعادلها في الالتحاق بكليات وبرامج دراسية مختلفة بالجامعات الخاصة والأهلية لم يمكنهم الالتحاق بها طبقا لمجموع درجاتهم في شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها، فهو اقتراح يمكن الموافقة عليه بعد تنظيمه ووضع شروط لتطبيقه، ومنها أن يقتصر الأمر على الجامعات الخاصة والأهلية فقط، وأن يتم الالتحاق بها في ضوء تعديل قواعد القبول بهذه الجامعات، فبعد أن كان الحد الادني للقبول مثلا بكليات الطب الحكومية العام الماضي 91% وبكليات الطب الخاصة والأهلية 80% يكون القبول في الجامعات الخاصة والأهلية أقل عن الجامعات الحكومية بنسبة 5% على أن يكون الالتحاق بنفس الكليات طبقا لنظام السنة التأهيلية يقل عن ذلك بنسبة 10%.
وأشار إلى أن ذلك بشرط أن يتزامن مع تطبيق نفس القواعد على الطلاب الوافدين وبنفس المجموع المطلوب من الطالب المصري مع إلغاء كافة الإعفاءات الممنوحة للطلاب غير المصريين سواء في المصروفات أو المجموع، حفاظا على المستوى التعليمي للجامعات المصرية ومستوى خريجيها
ومن جانبه قال الدكتور عاصم حجازي أستاذ علم النفس والقياس والتقويم التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، إن هذا المقترح مهم ومطلوب في الوقت الحالي نظرا لأنه تم استحداث برامج وتخصصات جديدة تستلزم إلمام الطالب بمعلومات ومعارف تجمع بين تخصصات مختلفة لا يسمح نظام التشعيب المعمول به حاليا بالجمع بينها.
وأضاف الدكتور عاصم حجازي لـ صدى البلد، أنه يعتبر الحل المؤقت لتأهيل الطالب للالتحاق بهذه التخصصات دراسة سنة تمهيدية تكسبه المعلومات والمهارات الأساسية اللازمة لضمان تحقيق الاستفادة الكاملة من البرنامج، ولكن بالطبع يجب مراعاة مجموعة من النقاط.
وأوضح أن هذه النقاط تتمثل في أن يكون تطبيق هذا المقترح مقتصرا على التخصصات البينية وليس كل التخصصات حتى لا تفقد الثانوية العامة أهميتها ويتسبب في ظهور ثانوية عامة جديدة بنفس المشكلات وأكثر.
وأشار إلى أنه يجب أن يطبق بصورة مؤقتة لحين الانتهاء من تطوير الثانوية العامة بشكل كامل واستحداث مسارات جديدة بها مؤهلة لهذه التخصصات، حيث يتم استبدالها بعد تطوير الثانوية العامة باختبارات القدرات النوعية لتخفيف الضغط على الثانوية العامة والقضاء على كثير من مشكلاتها.