شهد جناح كارلوس لوبيز بمدينة لشبونة يومي 14 و15 مايو فاعليات مؤتمر إدارة واستدامة الأنشطة الفضائية، المنظم بالتعاون بين وكالة الفضاء البرتغالية ومكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي (UNOOSA).
ألقى الدكتور شريف صدقي، الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية محاضرة رئيسية بعنوان "إدارة واستدامة أنشطة الفضاء الخارجي" عرض فيها رؤية شمولية لجميع النشاطات الفضائية علي الصعيد العالمي بداية منذ إنشاء أول وكالة فضاء في عام 1955 إلى الان.
وأشار إلي تأثير النمو المتزايد في أعداد المهمات الفضائية بما في ذلك الأقمار الصناعية في المدارات المنخفضة والمدارات البعيدة، وكذا المهمات الاستكشافية التي تم إرسالها للقمر والمريخ على الاستخدام الآمن والمستدام للفضاء الخارجي.
تمثل المشاركة المصرية تأكيدًا على التزام مصر بقطاع الفضاء واستمرارها في المساهمة في التطورات العالمية في هذا المجال. وتأتي هذه المشاركة في إطار جهود وكالة الفضاء المصرية لتعزيز التعاون الدولي وتحقيق الاستدامة في النشاطات الفضائية، والتأكيد على الجهود المبذولة لدعم قدراتها ودورها.
تناول المؤتمر الرفيع المستوى مجموعة من القضايا الحيوية لقطاع الفضاء، بما في ذلك التحديات التي تواجه الاستخدام الآمن والمستدام للفضاء الخارجي والحاجة إلي تشريعات تتوافق عليها جميع الدول المستخدمه للفضاء الخارجي والقابلة للتطبيق.
كما ألقى صدقي كلمة مصر أمام المؤتمر، حيث تناول مناقشة الفجوة الحالية في الاستخدام الدولي للفضاء الخارجي خاصة في القارة في الأفريقية، بالإضافة إلى التحديات الفنية والتقنية المرتبطة بإدارة حركة المهمات الفضائية والتخلص الآمن من الحطام الفضائي، وبالأخص في ضوء تزايد عدد الأقمار الصناعية الذي يطرح تحديات جديدة على إدارة واستدامة الفضاء. فمع الزيادة المضطردة في المهمات الفضائية، تنشأ حاجة ملحة لتحديد الأولويات وتطوير استراتيجيات لضمان استدامة هذا النشاط. ويتضاعف التأثير البيئي للمهمات الفضائية ، مما يتطلب إجراءات تشريعية يتم تفعيلها دولياً للتصدي لتحديات إدارة حركة المرور الفضائية وتخفيف الحطام الفضائي.
وأكد الدكتور شريف صدقي أن تطوير تقنيات إدارة حركة المرور الفضائية يتطلب التعاون الدولي وزيادة الوعي بين رواد الفضاء، مع الحرص على ضمان استدامة الاستكشاف وتنفيذ سياسات تبادل البيانات وتحديد الأولويات لإدارة الفضاء بشكل فعّال.
وأشار إلى أن ضرورة تحسين تقنيات الرصد وتطوير السياسات حيث أنها يساهم في تقدم اّمن ومستدام لاستكشاف الفضاء والحفاظ على البيئة الفضائية.
وختمت المشاركة المصرية في المؤتمر بتأكيد التزام وكالة الفضاء المصرية بالمساهمة في جهود الحفاظ على استدامة النشاطات الفضائية على المستوى الدولي، والعمل المشترك مع الأمم المتحدة والشركاء الدوليين لتحقيق هذا الهدف النبيل، مع التأكيد علي دور لجنة الأمم المتحدة للاستخدام السلمي للفضاء الخارجي، في وضع الأطر والسياسات المنظمة للاستخدام المستدام للفضاء الخارجي مع اتاحة الفضاء للجميع دون تمييز.
تجدر الإشارة أن جمهورية مصر العربية، ممثلة في رئيس وكالة الفضاء المصرية، سوف تترأس هذه اللجنة إعتباراً من شهر يونيو القادم، وتعتبر هذه هي المرة الأولى لدولة أفريقيا أن تترأس أعمال هذه اللجنة منذ تأسيسها في ديسمبر ١٩٥٩