أعلنت الأمم المتحدة من خلال قرارها 72/130، يوم السادس عشر من شهر مايو من كل عام يومًا عالميًا للسلام والتسامح والتضامن بين دول العالم ورعاياها، وجاء ذلك بعد ويلات ومآسي الحربين العالميتين (الأولي والثانية)، لكن هذا اليوم أصبح محض رقم لقرار صادر عن الأمم المتحدة.
وهناك سؤال يطرح ويفرض نفسه على الجميع: هل يعيش العالم في سلام؟
الفلسطينيون لا يعيشون في أي سلام، يتعرضون للأذى والتعـ.ـذيب والموت وتُسلب حريتهم رغمًا عن إرادتهم، ينتقلون من هنا لهناك ليكونوا جميعًا رهن إشارة دولة الاحتلال الصهيوني.
وهذا اليوم – 16 مايو - نتمناه جميعًا لنعيش في أمان عالمي، وينتقل كل صاحب مصلحة من دولة إلى أخرى في أمان دون خوف، وأن تكف الصراعات والتناحر، الذي نعلم ويلاتها والدماء التي تسيل بسببها.
[[system-code:ad:autoads]]فإن كان حقًا يوم 16 مايو هو يوم ودعوة "للكف عن الحروب" والحث على الاستقرار، فلماذا لم تحرك دول العالم ساكنًا لما يحدث؟
لقد حملت الدول العربية والإفريقية على أكتافها همّ ما يحدث من مذابـ.ـح دموية وتجويع وبشاعة -بالمعنى اللفظي والفعلي- في فلسطين، لتوقفه بينما يراه العالم ويشعر به دون أي رد فعل.
كان موقف دولة جنوب إفريقيا من مقاضاة دولة الاحتلال الإسرائيلية أمام محكمة "العدل الدولية"، أكبر وأقوى الخطوات من الناحية القانونية، لإثبات وتوثيق المجازر والجرائم التي أسيلت في غزة وغيرها.
وظل موقف "مصر" قويًا في الساحات العالمية، لتوقف حجم المعاناة التي سببتها إسرائيل للفلسطينيين العزل من نساء وأطفال وشيوخ وشباب.
وطرحت مصر من خلال قيادتها السياسية – الرئيس عبد الفتاح السيسي - خلال القمة العربية 33 في البحرين التي استضافتها البحرين منذ ساعات، الإشارة إلى أن هذه القمة تنعقد في ظرف تاريخي دقيق تمر به منطقتنا، في ظل الحرب الإسرائيلية الشعواء ضد أبناء الشعب الفلسطيني العزّل.
بل إن القيادة السياسية أضافت بشكل صريح: "أن على الأطراف المعنية الاختيار بين مسارين (مسار السلام والاستقرار والأمل أو مسار الفوضى والدمار)، التاريخ سيتوقف طويلًا أمام تلك الحرب، ليسجل مأساة كبرى عنوانها الإمعان في القـ.ـتل والانتقام وحصار شعب كامل، وتجويعه وترويعه وتشريد أبناىٔه".
ولا أحد يستطيع أن ينكر موقف مصر القوى "حكومة وشعبًا" تجاه القضية الفلسطينية، بل إن المساعدات الغذائية والعلاجية لم تتوقف، وذلك تحت شعار (الواجب الأخوي) الذي يملؤه الإيمان واليقين.
لكن يجب على العالم أن يتكاتف بشكل جدي، ليوقف هذه المذابـ.ـح والتجويع والتشريد، فالعالم يرى في صمت، اغتصـ.ـاب السلام واغتصـ.ـاب الأرض واغتصـ.ـاب البراءة، حتى وصل عدد الضحايا إلى ما يقرب من 36 ألف قتيل، وإلى 80 ألف مصاب، فأي يوم للسلام هذا نتحدث عنه.
إننا نتمنى أن يجف نبع المذابـ.ـح، وأن تصل دول العالم إلى الاتحاد من أجل السلام قولاً وفعلاً، ليبقى يوم السلام ليس "بيوم واحد فقط" بل أن تبقي كل أعوامنا مليئة بالسلام.
ففي يوم السلام.. نتمنى أن نعيش في سلام.