في تطور مهم للأزمة الإنسانية في غزة، بدأت عملية تسليم المساعدات البحرية الأولى منذ شهرين في وقت مبكر من يوم الجمعة، بتسهيل من الجيش الأمريكي. وأكد مسؤولو البنتاجون أنه لم تدخل أي قوات أمريكية إلى غزة، حيث قدم الجيش فقط الدعم اللوجستي للعملية.
ووفقا لما نشرته نيويورك تايمز، تم تسليم المساعدات عبر رصيف مؤقت بناه أفراد عسكريون أمريكيون، إيذانا ببدء ممر المساعدات البحرية الذي تم الإعلان عنه في مارس. وعلى الرغم من هذا التقدم، فإن المساعدات المقدمة لا تزال غير كافية لتلبية الاحتياجات الماسة لسكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، والذين يعانون من الحرمان الشديد بعد سبعة أشهر من القصف الإسرائيلي والقيود الصارمة على دخول المساعدات.
وأعلن البنتاجون عن تثبيت الرصيف العائم والجسر المؤدي إلى شاطئ غزة، وهي خطوة حاسمة في استكمال طريق المساعدات البحرية. ومع ذلك، يؤكد المسؤولون الأمريكيون ومنظمات الإغاثة الدولية أن الشحنات البحرية لا يمكن إلا أن تكمل عمليات التسليم البرية، ولا تحل محلها. وقد شهدت المعابر البرية، التي تعتبر ضرورية لإيصال المساعدات الكبيرة، انخفاضًا كبيرًا في النشاط بسبب العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة حول رفح.
وفي يوم الجمعة، تضمنت الشحنة الأولى من المساعدات ألواحًا غذائية لـ 11 ألف شخص، وأغذية علاجية لـ 7200 طفل يعانون من سوء التغذية، ومستلزمات النظافة لـ 30 ألف فرد، وفقًا لما حددته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الحكومة البريطانية بـ 8400 مأوى مؤقت. ومع ذلك، فإن هذه الإمدادات لا تمثل سوى جزء صغير مما هو مطلوب.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك: "سيأتي المزيد من المساعدات في الأسابيع المقبلة، لكننا نعلم أن الطريق البحري ليس الحل الوحيد"، مسلطاً الضوء على القيود المفروضة على طريقة التسليم هذه.
ويهدف الجيش الأمريكي في البداية إلى تسليم نحو 90 شاحنة من المساعدات يوميا، مع خطط لزيادة هذا العدد إلى 150 شاحنة مع توسع العمليات. ومع ذلك، فإن هذا الرقم يتضاءل بالمقارنة مع 500 شاحنة محملة بالسلع التجارية والمساعدات التي كانت تدخل غزة يوميا قبل اشتداد النزاع في تشرين الأول/أكتوبر.
وشدد وزير الدفاع الأمريكي لويد جيه أوستن، في محادثاته مع نظيره الإسرائيلي يوآف جالانت، على الحاجة الملحة لزيادة المساعدات الإنسانية لغزة عبر الطرق البرية والبحرية. كما حدد الجيش الإسرائيلي دعم مشروع المساعدات باعتباره “أولوية قصوى”.
شدد نائب الأدميرال براد كوبر من القيادة المركزية على أهمية المعابر البرية، ووصفها بأنها الوسيلة الأكثر كفاءة وفعالية لتوصيل الحجم اللازم من المساعدات. وفي الوقت الحالي، تواجه المعابر البرية الرئيسية في رفح وكرم أبو سالم تحديات تشغيلية كبيرة. ولا يزال معبر رفح مغلقا بسبب الأعمال العسكرية الإسرائيلية، في حين أن معبر كرم أبو سالم، على الرغم من إعادة فتحه بعد إغلاق مؤقت في أعقاب هجوم صاروخي لحماس، شهد الحد الأدنى من مرور المساعدات.
ولا يزال الوضع الإنساني في غزة محفوفا بالمخاطر، حيث يقوم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بتنسيق الخدمات اللوجستية لتوزيع المساعدات داخل القطاع. ويعد هذا الجهد جزءًا من محاولة أوسع للتخفيف من التأثير الشديد للصراع المستمر على السكان المدنيين في غزة.