قال الشيخ أحمد سعد عباس محيسن إمام مسجد السيدة زينب، إن واجبنا نحو المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة واجب عظيم، لأن حق الانتفاع بها ليس لاحد بعينه.
وأضاف الشيخ أحمد محيسن، في خطبة الجمعة، من مسجد السيدة زينب، بعنوان "واجبنا نحو المنافع المشتركة والأماكن العامة"، أن المنافع العامة، إما ملك لمجموعة من الأفراد كالمنافع المشتركة في المبنى الواحد ذات الوحدات السكنية، أو كالمسقى الزراعي الذي هو حق عام ينتفع به عدد من الزراع.
وإما ملك للمجتمع كله كالحدائق العامة والطرق العامة والمرافق العامة، فواجب علينا أن نحافظ عليها جميعا لأنها لنا جميعا، ولا شك أن الحفاظ على هذه المصالح والمنافع العامة، هو واجب شرعي ووطني وإنساني.
وتابع: ينبغي أن نستعمل هذه المرافق بدون ضرر أو ضرار، فيقول الله تعالى (وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين) ويقول النبي (لا ضرر ولا ضرار) وبذلك يتحقق التكافل والتعاون بين أبناء المجتمع على الخير والنفع العام، لأن الله أمرنا بذلك فقال تعالى (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).
كما أن واجبنا نحو هذه المنافع لا يقف عند حد المحافظة عليها فحسب، بل يمتد إلى تنميتها والإسهام في تطويرها، فيقول النبي (سبع يجري للعبد أجرهن وهو في قبره بعد موته، من علم علما أو كرى نهرا أو حفر بئرا أو غرس نخلا أو ورث مصحفا أو بنى مسجدا أو ترك ولدا يستغفر له بعد موته).
وأوضح أن معنى من "كرى نهرا" أو قام عليه ووسعه فلا يجوز تضييقه أو تلويثه ولا نلقى فيه بالمخلفات، كما أن من واجبنا نحو المنافع العامة أن نحث بعضنا بعضا على الحفاظ عليها، فقال النبي (الدال على الخير كفاعله) ونحذر من الإساءة وسوء الاستخدام لهذه المرافق.
وأكد خطيب مسجد السيدة زينب، على أن هذه المنافع والمرافق العامة أمانة في أعناقنا جميعا وسنسأل عنها يوم القيامة، فيجب الحفاظ عليها لأن الله أمرنا أداء الأمانة وعدم خيانتها، فقال الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ).