أدى تكثيف العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح مؤخرًا إلى إجبار مئات الآلاف من سكان غزة على الفرار، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي. ومع استمرار القصف والقتال العنيف، اضطر العديد من سكان غزة إلى الانتقال إلى أماكن أخرى عدة مرات، والخروج من مخيمات مؤقتة استجابة لأوامر الإخلاء الموسعة.
المناطق الإنسانية المكتظة وغير الملائمة
وفقا لتقرير نيويورك تايمز، خصصت إسرائيل منطقة ساحلية باعتبارها "منطقة إنسانية"، وتوجه الفلسطينيون النازحون هناك. ومع ذلك، تشير صور الأقمار الصناعية والتقارير الميدانية إلى أن هذه المنطقة مكتظة بالفعل، وتتعرض لأضرار متكررة بسبب الغارات الجوية، وتفتقر بشدة إلى الخدمات الطبية. وتتفاقم الأزمة الإنسانية مع تزايد عدد الأشخاص الذين يضطرون إلى العيش في هذه المناطق غير المجهزة بشكل كاف.
تصاعد الصراع وخسائر المدنيين
ظلت إسرائيل لعدة أشهر تهدد بشن غزو واسع النطاق لرفح لاستهداف حماس، على الرغم من التحذيرات التي أطلقها مسئولون في المجال الإنساني والحلفاء الدوليين بشأن الخسائر الكارثية المحتملة بين المدنيين.. وقد تكثفت العمليات العسكرية الإسرائيلية، التي توصف بأنها "محدودة"، مما أدى إلى زيادة عدد الضحايا والدمار. أفاد مسؤولو الصحة أن العشرات من سكان غزة قتلوا في الغارات الإسرائيلية منذ 6 مايو، حيث أكدت الأمم المتحدة مقتل أحد موظفيها، مما يمثل أول ضحية لموظفي الأمم المتحدة الدوليين منذ بدء الصراع.
النزوح والدمار الهائل
تشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 450 ألف شخص فروا من رفح. تكشف صور الأقمار الصناعية عن أضرار جديدة واسعة النطاق في شرق رفح، حيث تم تدمير أكثر من 400 مبنى بين 5 و7 مايو. وتزيد هذه المناطق، التي تمتلئ الآن بالذخائر غير المنفجرة، من الظروف الخطرة التي يواجهها السكان العائدون وعمال الإغاثة.
الضغط على المرافق الطبية
وقد أدى التوغل إلى تدمير الخدمات الطبية في رفح. وقد أُغلق مستشفى أبو يوسف النجار تماماً، مما ترك مئات الآلاف يعتمدون على مستشفيين رئيسيين آخرين فقط يعملان جزئياً فقط، إلى جانب عيادات أصغر ومستشفيات ميدانية مؤقتة. وتزعم إسرائيل أنها تدير بعض المستشفيات الميدانية في المنطقة الإنسانية المحددة، لكن البنية التحتية الطبية الشاملة لا تزال تعاني من ضغوط شديدة.
نقص الوقود والمساعدات
أدى الاستيلاء على معبر رفح الحدودي وتقييد الوصول إلى معبر كرم أبو سالم إلى تفاقم نقص الوقود، مما يهدد بانهيار العمليات الإنسانية، بما في ذلك المستشفيات. وأفادت الأمم المتحدة عن وصول كميات ضئيلة من المساعدات والوقود إلى جنوب غزة خلال الأسبوع الماضي. ودخلت مساعدات محدودة عبر معبر إيريز في الشمال، حيث يتواصل القتال في جباليا وضواحي مدينة غزة.
ردود الفعل الدولية والإنسانية
يسلط تقرير نيويورك تايمز الضوء على العواقب الوخيمة للعمليات الإسرائيلية المستمرة في رفح، مشددين على الأثر الإنساني الكارثي على سكان غزة النازحين. وهي تقدم صورة قاتمة للمناطق الإنسانية المكتظة وسيئة التجهيز والبنية التحتية الطبية المتهالكة. ويواصل المجتمع الدولي التحذير من التداعيات الوخيمة لمثل هذه الأعمال العسكرية، ويحث على اتباع نهج أكثر استدامة وإنسانية تجاه الصراع.
ويصور هذا التقرير الذي أعده أبراهام وإيردن وشاو ووكر بوضوح الأزمة المتصاعدة في رفح، ويؤكد على الحاجة الملحة إلى تدخل إنساني شامل وإعادة تقييم الاستراتيجيات العسكرية لمنع المزيد من معاناة المدنيين.