رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاستجابة لدعوة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأخيرة إلى وضع "خطة واضحة وملموسة لمستقبل غزة". وشدد نتنياهو على أن المناقشات حول مستقبل غزة سابقة لأوانها حتى يتم هزيمة حماس.
وخلال بيان صدر مؤخرا نقلته رويترز، سلط بلينكن الضوء على ضرورة وجود خطة استراتيجية لغزة، محذرا من فراغ السلطة الذي قد يؤدي إلى الفوضى.
وأشار إلى الأثر السلبي للعملية الإسرائيلية المحدودة في رفح على الأوضاع الإنسانية، مشددا على الحاجة الملحة لاستعادة القدرة التشغيلية لمعبر رفح.
ورفض نتنياهو فكرة التخطيط لمستقبل غزة بينما لا تزال حماس تشكل تهديدا. وذكر أن إسرائيل شاركت في العديد من الجهود غير المعلنة لحل الوضع. وأكد نتنياهو أنه "لا يوجد بديل للنصر العسكري"، رافضا أي فكرة عن الهزيمة، مؤكدا التزام حكومته بتحقيق أهدافها الحربية المحددة.
وخلافا للمخاوف الدولية، ادعى نتنياهو أنه لا توجد أزمة إنسانية في جنوب غزة، مؤكدا أن الكارثة الإنسانية المتوقعة لم تتحقق ولن تتحقق.
وعلى الرغم من تأكيدات نتنياهو، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بوجود تحديات إنسانية كبيرة في غزة، بما في ذلك النزوح الجماعي، ونقص الوقود الذي يؤثر على الخدمات الصحية، وارتفاع الأمراض المعدية.
وسلطت لجنة الإنقاذ الدولية الضوء أيضًا على الاضطرابات في العمليات الإنسانية بسبب الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في رفح، مؤكدة على العوائق الخطيرة التي تحول دون تقديم الخدمات والمساعدات الأساسية.
ويؤكد خطاب نتنياهو موقف حكومته الثابت بشأن إعطاء الأولوية لهزيمة حماس العسكرية على حساب التخطيط الإنساني والسياسي الفوري لمستقبل غزة.
ويمثل هذا الموقف تناقضًا صارخًا مع دعوة بلينكن إلى اتباع نهج استراتيجي يركز على الإنسان، مما يعكس الخلاف الاستراتيجي والأيديولوجي العميق بين الإدارتين الإسرائيلية والأمريكية بشأن التعامل مع أزمة غزة.