قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

علي جمعة عن دعوات تقديم العقل على النصوص: ماذا لو أصاب الإنسان خرف؟

علي جمعة
علي جمعة
×

قال الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، والمفتي السابق، إنه تحت دعوى تقديم العقل على النصوص والعلوم ضل كثير من فئات البشر.

دعوى تقديم العقل على العلم

ولفت الدكتور علي جمعة من خلال صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، إلى أن أحدهم قال : إنني استعمل عقلي ولا حاجة لي للعلوم التي تدرسونها فمن المعلوم لكل أحد أن الله قد حرم الزنا والفاحشة، وحرم الخمر والخنزير، وأمرنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن نبيع دنيانا إذا خالفت آخرتنا، ولابد علينا أن نجاهد في سبيله، وألا نخاف في الله لومة لائم؛ لذلك سوف آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر، وأتسلط على الناس في انحرافهم بالقوة، فالمؤمن القوي خير وأحب عند الله من المؤمن الضعيف، وكون معه عصابة من العقلاء في أمثال عقله وترتيبه الذي يرونه منطقيا، فإذا قاموا بالفساد والإفساد والتخريب يتوهمون أن ذلك جهادا في سبيل لله وتحقيقا لمراده ورضاه.

وبين أن ضلال هؤلاء إنما هو باستعمال ما أسموه عقلًا وتركهم للعلم والمنهج واتباعهم لتلك التوهيمات ولكن هذه المرة مجالها الشرع الشريف والنصوص الربانية.

وأكمل: خرج علينا آخر يدعو بصريح العبارة إلى نبذ العلم وأهله وإلى إعمال العقل وأنه بذلك يكون قد أرشد الناس إلى الصراط المستقيم، وكل يوم يخرج علينا برأي جديد يدل على أنه يتبع هذا المنهج في شيخوخته حتى إنني فكرت مرات أنه قد أصيب بتصلب الشرايين أو بمرض الزهايمر الذي كان يسميه العرب قديما [الخرف]؛ ولأنه يدعو إلى شهوة من الشهوات وإلى تقليل التكليف، فإن سباحة الإنسان في توهيماته شهوة تصل بصاحبها إلى حد الإدمان، وعدم الاحتراق بالعلم وطلبه على وجه شهوة لما فيه من تقليل للتكليف وتكثير للتخريف.

وشدد: لذلك نرى بعض الناس يعجب بهذا [الخرف] لكنه لا يستمر في إعجابه مدة طويلة، بل إنه يغير رأيه سريعا، ولا يمثل له هذا الخرف شعورا للأعماق، بل هي فكرة تأتي وتروح.

احترام المرجعية

وأردف: تحت فكرة احترام المرجعية تم التفريق بين الحقائق والآراء، فليس هناك وجهات نظر في الأمور التي تحتاج إلى تجربة وحس، وجهات النظر تكون في معالجة رعاية شئون الأمة، وتكون في مجال يحتمل الآراء، سواء من أهل التخصص أو كان من عموم الناظرين والكاتبين، ولابد أن يؤسس الرأي حتى يكون محترماً على الفكر المستقيم، ولابد أن يتغيا أيضا النفع والصالح العام، فإذا خرج عن الفكر المستقيم أو تغيا الشر والفساد، فهو مردود على صاحبه مهجور يجب اجتنابه.

وتابع: يبدو أن هذه الحقائق البسيطة المتفق عليها يصعب على كثير من الناس اتباعها، ولا يستطيعون إلا أن يسيروا في نزقهم الفكري وتكبرهم المهني بصورة بشعة تفقد مصداقية الكلمة وينهار معها أسلوب الخطاب.

وقال علي جمعة، إن الإصرار على اتباع التفكير المعوج الغثائي والتدخل في التخصصات المختلفة بصورة تجمع بين الجهل وبين الكبر، يجب أن تحارب بصورة منتظمة ابتداء من مناهج التعليم وانتهاء بالإعلام حتى نعود إلى الأمل في تغيير حالنا { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}.

وشدد جمعة، على أن العلم لا يعرف العنصرية ولا يريدها، فكل ذكر أو أنثى وكل أبيض أو أسود له أن يخوض طريق ذلك العلم، ولكن لا يجوز له بأي حال من الأحوال أن يتعدى حدوده وأن يقول فيه ما ليس له أن يقول.