تستضيف البحرين غدا، الخميس، القمة العربية في دورتها الثالثة والثلاثين التى تأتي في ظرف استثنائي بالغ الحرج بالنظر إلى حجم التحديات التي تواجه العالم العربي، ويأتي في مقدمتها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
انطلاق القمة العربية الـ 33 غدا
كما أن القمة العربية تنعقد في وقت صعب، حيث تظل القضية الفلسطينية جوهر النزاع في منطقة الشرق الأوسط والقضية المركزية الأولى، ويتطلع القادة العرب إلى وقف الحرب فورا على قطاع غزة وتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وفقا للمبادرة العربية ومبدأ حل الدولتين.
وعقد أمس، الثلاثاء الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة العربية، حيث إنه من المنتظر أن يناقش عددا من البنود ومشاريع القرارات تمهيدا لرفعها إلى القادة العرب خلال فعاليات القمة، والتي تشمل تطورات الأوضاع في كل من ليبيا والسودان والصومال ولبنان وجزر القمر واليمن، بالإضافة إلى صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب.
كما تتصدر القضية الفلسطينية والوضع في قطاع غزة سلم أولويات المناقشات التي سيعقدها المجلس الوزاري، ومن بعده القمة العربية، وذلك في خضم الأزمة المستعرة التي يشهدها قطاع غزة.
من جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن العدوان على غزة ليس وصمة عار على جبين الاحتلال وإنما على جبين العالم بأسره.
تحرك دولى لوضع حد للجرائم
ةأوضح أن أى تحرك دولى لوضع حد للجرائم المرتكبة بقطاع غزة هو ضرورة قصوى، وأن المساعى العربية منذ القمة العربية الإسلامية بالرياض فى نوفمبر الماضى كانت صادقة لبناء قاعدة صلبة من المواقف الدولية والإقليمية المؤيدة للشعب الفلسطينى وحقوقه وكشف الاحتلال وممارساته بعد محاولات إسرائيل عبثا استغلال أحداث السابع من أكتوبر لاستقطاب التعاطف الدولى لتبرير مخططاتها وإنزال عقاب جماعى بالفلسطينيين.
وأقر وزراء الخارجية العرب، فى ختام اجتماعهم التحضيرى أمس بمشاركة وزير الخارجية سامح شكرى، الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، البنود السياسية المدرجة على جدول أعمال «قمة البحرين» العربية الـ 33 المقرر عقدها غدا، الخميس، بالعاصمة البحرينية المنامة.
وجاء فى مقدمة مشاريع القرارات صياغة موقف عربى موحد للتضامن مع فلسطين وحقها فى إقامة دولتها، وإدانة واضحة لجرائم العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى، واستهداف عشرات الآلاف من المدنيين، وإخضاع الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة لحصار قاتل يقطع كل أسباب الحياة، وتدمير ممنهج للأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد والكنائس والبنية التحتية، بقصد جعل قطاع غزة أرضا محروقة غير قابلة للحياة، فى ظل خطاب الكراهية والعنصرية والتحريض الذى تبنته حكومة الاحتلال الإسرائيلى.
الجهود المصرية القطرية المشتركة
وتضمن مشروع قرار آخر التأكيد على أن اجتياح رفح الفلسطينية سيعتبر اعتداءً على الأمن القومى العربى، وسيؤدى إلى انهيار فرص السلام وتوسيع الصراع الدائر بالفعل وامتداده إلى دول أخرى، ومشروع قرار يدعم الجهود المصرية القطرية المشتركة الرامية للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم فى قطاع غزة.
كما تضمنت مشاريع القرارات تحذير مجلس الأمن من خطورة تخطيط وارتكاب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال جريمة التهجير القسرى لنحو مليونى مواطن فلسطينى، أصبحوا نازحين داخل قطاع غزة، ونواياها لاستكمال تهجيرهم نحو أقصى جنوب قطاع غزة، من خلال إلقاء عشرات الآلاف من أطنان المتفجرات.
ويطالب مشروع القرار بسرعة تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2720 واتخاذ خطوات عاجلة للسماح فورا بإيصال المساعدات الإنسانية بشكل موسع وآمن ودون عوائق إلى قطاع غزة.
واستنكر وزراء الخارجية العرب استخدام الولايات المتحدة "الفيتو" ضد حصول دولة فلسطين على حقها فى العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة، الأمر الذى يوضح عدم وفاء الولايات المتحدة بمتطلبات وأسس السلام والأمن والاستقرار فى المنطقة، وعدم انسجامها مع مواقفها المعلنة الداعمة لحل الدولتين، ومع القانون الدولى وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
وناقش الوزراء عددا من القضايا السياسية والاقتصادية وتطورات الأوضاع فى ليبيا واليمن والسودان والعراق وقضية الجزر الإماراتية التى تحتلها إيران والتضامن مع لبنان وأمن الملاحة وإمدادات الطاقة فى منطقة الخليج العربى، واتخاذ موقف عربى موحد إزاء انتهاك القوات التركية السيادة العراقية، والتدخلات التركية والإيرانية فى الشئون الداخلية للدول العربية.
من جهته، أكد العاهل البحرينى الملك حمد بن عيسى آل خليفة، دعم بلاده ومساندتها لكل الجهود التى تقوم بها جامعة الدول العربية؛ إيمانا بدورها الفاعل فى تعزيز منظومة العمل العربى المشترك والحفاظ على وحدة الصف وتعزيز التضامن بين الأشقاء.
وحدة الصف للحفاظ على الأمن القومي
بدوره، قال الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزيانى، وزير الخارجية البحرينى، أمس، إنَّ القمة العربية الثالثة والثلاثين تنعقد فى ظل ظروف سياسية وأمنية بالغة الدقة والحساسية، ووسط تحديات اقتصادية، ومآسٍ إنسانية، وصراعات إقليمية ودولية تفرض علينا وحدة الصف والتضامن، دفاعًا عن مصالحنا الحيوية، وأمننا القومى، وتعبيرًا عن آمال شعوبنا الشقيقة فى مستقبل مشرق يسوده السلام والاستقرار والنماء والازدهار.
وأضاف «الزياني»، في كلمته كرئيس لاجتماعات وزراء الخارجية العرب التحضيرية للقمة العربية العادية فى دورتها الثالثة والثلاثين، إنه «انطلاقًا من مسئولياتنا الجسيمة، يحدونا الأمل فى أن تمثل هذه القمة مرحلة جديدة فى مسيرة العمل العربى المشترك المبنى على روابط أخوية تاريخية ووحدة الهدف والمصير.
من جانبه، قال السفير حسام زكى، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، إن قمة البحرين ستصدر عنها مواقف عربية قوية تؤيد الحقوق الفلسطينية وتدعو المجتمع الدولى لعدم التخلى عن مسئولياته إزاء هذه الحقوق.
وقال سامح شكري، وزير الخارجية، إن مطالب مصر من المجتمع الدولي فيما يخص غزة تتمثل في ضرورة العمل على إقناع إسرائيل بوقف إطلاق النار، وضرورة اتخاذ إجراءات ملموسة تدفع إسرائيل للتوقف عن الأعمال العسكرية ومراعاة الأضرار الإنسانية التي وقعت في القطاع.
وأضاف شكري، خلال لقاء خاص على شاشة "القاهرة الإخبارية" تقدمه الإعلامية أمل الحناوي: "هناك دعاوى نستمع إليها في الكثير من الدول حول أهمية وقف إطلاق النار وأهمية الترويج لحل الدولتين، لحل القضية والأزمة الإسرائيلية الفلسطينية، ونرى ضرورة أن تترجم هذه الأقوال إلى أفعال، وذلك فيما يتعلق باتخاذ إجراءات ملموسة لإقناع إسرائيل بوقف إطلاق النار".
وتابع: "أما عن تنفيذ حل الدولتين لإقامة دولة فلسطينية، فنرى أنها محاولات لتحويل الأنظار عن القضايا الحالية بتناول قضايا أخرى لها أهميتها؛ ولكن لابد أن يكون التركيز في هذه المرحلة على وقف إطلاق النار والتعامل مع الوضع الإنساني المتردي في قطاع غزة".
جدير بالذكر، أن قناة "القاهرة الإخبارية" أفادت في نبأ عاجل عن إعلام فلسطيني، بوقوع 5 شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة.
وقالت القناة العبرية إن 273 عسكريا إسرائيليا قتلوا في معارك غزة منذ بدء الاجتياح البري.
وصباح اليوم، أعلن جيش الاحتلال عن مقتل جندي خلال المعارك مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وأمس أعلن جيش الاحتلال إصابة تسعة جنود بينهم أربعة بجراح خطيرة خلال "المعارك العنيفة" داخل قطاع غزة".
وكان جيش الاحتلال قد أعلن قبل أيام عن سقوط 5 جنود من الكتيبة 931 في لواء ناحال خلال معارك بغزة، 4 منهم قتلوا من جراء تفجير عبوة ناسفة.