كلما جاء فصل الربيع، وشاهدت تعدد الألوان، دار بخلدى ووجدانى تأملات الألوان فى الطبيعة، فاللون الأبيض جاء رمزا للتفاؤل والنقاء وحسن النية، ولبعض الورد البلدى، والفل , والياسمين، ولأهم غذاء للإنسان وهو اللبن, ولأهم ملبوساته وهو القطن، ولأهم عضو فى الجسد وهو المخ، أما اللون الأحمر فدلالة على الحب والغرام، ولشريان الحياة الدم، بينما يرمز اللون الأخضر للأمل والرجاء، واللون الوردى لرقة الإحساس، واللون البنفسجى للشجاعة والكمال، وهكذا فلكل لون دلالة وسبحان الخالق المبدع.!
وأنا أحب زهرة الياسمين، وتوجد فى النورات ذات اللون الأبيض، وتفوح عطرا جميلا، والبلاد العربية تشتهر بهذه الزهرة الجملة، والمتأمل لشجرة الياسمين يلاحظ أن ارتفاعها يصل إلى نحو ستة أمتار، والساق ملىء بالعقد المتجه إلى أسفل، وطول الورقة يصل إلى حوالى 25 سنتيمترا، وهذه الزهرة دليل حسن النية والتفاؤل. وتتعدد الزهور، وأحب أيضا زهرة" السوسن " رمز النقاء والطهر والتواضع، وأطلق الألمان عليها إسم " ناقوس آيار الصغير"، والفرنسيون أسموها" دموع العذراء"، وفى مرحلة ما أطلق عليها الشعب الانجليزى إسم"سلم السماء"، والعطر المستخرج من زهرة السوسن نادرا ونفيسا، لدرجة أن من كان يقتنيه فى الزمن القديم كان يضعه فى آنية مصنوعة من الذهب والفضة.
ومن الأزهار الجميلة أيضا زهرة"الليل"، وشجرتها تعرف بشجرة"البوقيه"، أو شجرة "توبوبياروزا"، وهى ذات شكل جمالى وبديع عندما يرخى الليل ظلامه، فمن ينظر إليها يجدها ذات أضواء فوسفورية، وأوراقها مستديمة الخضرة.
إن الزهور إبداع وفن محكم، وهبه الله سبحانه وتعالى لذوى الألباب، وبعض الأزهار كانت إنقاذا لبعض سكان المعمورة من الموت جوعا، وخير مثال على ذلك أن زهرة"اليوكا" أنقذت سكان الإسكيمو فى الزمن الماضى من الجوع، فهذه الزهرة تنمو وتنبت فى الجليد، وتختفى رويدا رويدا مع قدوم فصل الصيف واختفاء الجليد، ولون هذه الزهرة أخضرمائلا للزرقة، وهى رمز تحد للجو القاسى، والرغبة فى استمرار الحياة، وحقا لله فى خلقه شئون!
إن الزهور عالم رائع أحب فيه أيضا زهرة "الأوكالبتوس"، وهى تتحمل الحرارة، لذلك نجدها منتشرة فى قارة أفريقيا، وتستخدم للزينة، وجذوع هذه الشجرة تفرز مادة صمغية ذات لون أحمر، وهذه المادة أثارت دهشة العلماء والباحثين.
ومن الأزهار التى تدعو إلى التأمل زهرة "الصبار"، فإسمها اقترن بالصبر، وهى تتحمل العطش لمدة طويلة، ورب العزة سبحانه وتعالى منح أوراقها عصارة لحمية لتخزين الماء، والصبار يزهر مرة واحدة فقط، ثم يموت، وفى ذلك تضحية وإنكار للذات من أجل الآخرين.
وختاما أدعوكل بصيرة أن يقرأ الكون، ومايحمله من إبداع وجمال وروعة، فما أجمل لحظات التأمل، لأن التأمل دليل النفوس والقلوب الصافية.
* القوى يأكل الضعيف، ويبطش به كلما استطاع إلى ذلك سبيلا، ولايحتاج إلى ذريعة منطقية يبرر بها أفعاله، وكما قال المتنبى: والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفة فلعله لايظلم! هذه هى القاعدة، هؤلاء أناس يمتلكون القوة فى مواجهة أناس يمتلكون الحق، والقوة دائما هى التى تفرض وجودها على الحق.
* يذهب الولد، ويذهب المال، ويذهب الجاه، وتذهب الفرحة، ويذهب صراع الناس من أجل الحياة، وتذهب الأجيال، ويذهب كل شىء رخيص, وتبقى" الكرامة " تاجا نتعرف به على كل غال.
* إن أعظم قلب فى الوجود هو قلب الأم، إنها تحب بدون ثمن، وتحب لمجرد الحب، فتنكر سعادتها، وتضحى براحتها، وتخلع التاج الذى يزين مفرقها مختارة، لتصنعه على رأس ابنها أو حفيدها. نعم أيتها الأم إن أعظم قلب فى الوجود هو قلبك.
* بدلا من الاعتماد على شراء كل شىء جاهز من السوبر ماركت، أتمنى أن تعود كل سيدة إلى مطبخها لبعض الوقت، لكى تنتج المربى والمخلل والسردين، وهى تسمع أغانى أم كلثوم، وتشرب الشاى، وتستمتع برائحة الكيك من فرن البوتاجاز.
* بعد عودة الزوجين من السفر، اختفى الزوج فى زحام المطار، فأخذت زوجته تبحث عنه فى كل مكان، فسألها أحد مسئولى المطار: عمن تبحثين ياسيدتى؟ قالت: أبحث عن زوجى، قال لها: لاتهتمى ستجدين غيره بسهولة!
* من المؤسف أن يكون الانسان قاسيا، ومن المؤلم ألا يرى عيبا فى قسوته.
* المستنقعات لاتنبت إلا النباتات السامة والمتسلقة!