وجهت روسيا، تحذيرا إلى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بعد تصريحاته حول إمكانية نشر قوات فرنسية في أوكرانيا. هذا التحذير الجديد، يأتي في ظل تصاعد الصراع السياسي والإعلامي، بين موسكو من جهة ولندن وباريس من جهة ثانية، ويفتح الأبواب على مرحلة جديدة من التصعيد في أوكرانيا.
يبدو أن ولاية الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، ستكون مثقلة بالتحديات المترافقة مع إصرار الغرب على الانخراط أكثر في الحرب. ترفع أوروبا حدة تهديداتها لروسيا، تبدل فرنسا لهجتها التي كانت إلى وقت قريب تحافظ على مستوى من التوازن تجاه الانخراط المباشر في الصراع. هي اليوم تجاهر باستعدادها لإرسال قوات إلى أوكرانيا، إذا اخترقت موسكو خطوط الجبهة، أو إذا طلبت كييف ذلك.
هو موقف فرنسي يؤشر إلى الانتقال إلى خطوات أكثر عدوانية، لكن روسيا لا تزال ترى أن دور بريطانيا في الأحداث المحيطة بأوكرانيا، يشكل الخطر الأكبر. فموافقتها على استخدام أوكرانيا، الصواريخ البريطانية لمهاجمة الأراضي الروسية، دفع موسكو نحو التلويح بعصاها الثقيلة. معلنة عن مناورات تحاكي استخدام أسلحة نووية في ساحة المعركة.
بالتزامن مع الخطوات العملية، استدعت روسيا، السفيرين الفرنسي والبريطاني، إلى مقر وزارة الخارجية. ووجهت تهديداتها إلى لندن تحديدا، وقالت إنها ستستهدف المنشآت والمعدات العسكرية البريطانية، داخل أراضي أوكرانيا وخارجها، إذا استخدمت كييف الأسلحة البريطانية، لضرب الأراضي الروسية.
تصعيد غربي غير مسبوق، يمكن تفسيره عبر قراءة معطيات الميدان. فأوكرانيا، تعاني على الجبهة في ظل ارتفاع وتيرة العمليات الروسية، وتقدم الجيش وسيطرته على مزيد من الأراضي. لا سيما، في مقاطعتي خاركوف ودونيتسك. التصعيد الغربي، تمويلا وتسليحا ومجاهرة بالمشاركة، يتزامن مع أزمات الجيش الأوكراني، من فقدانه للعديد وحاجته إلى الأسلحة، بعد إفراغ المخازن الأطلسية، والخسائر المتواصلة على الجبهات. لذلك يبرز التصعيد الأطلسي، على محاولة وقف التدهور الأوكراني.
وهذا الواقع وضع الغرب أمام خيارين، إما القبول بالهزيمة، أو الدخول في حرب مع روسيا. وهذا ما لا يريده الجميع حتى الآن. فهل التورط الأوروبي في أوكراني فخ، أم سوء تقدير للموقف الروسي؟.