موقف عربي ثابت لا يتزحزح في دعم القضية الفلسطينية، وثوابت ومنطلقات عدة لا يخرج عنها الموقف العربي الذي تمثله جامعة الدول العربية، وتحركات عربية واسعة لوقف الحرب الغاشمة التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وجرائم المستوطنين في الضفة الغربية، وتمسك بالمبادرة العربية للسلام كحل للقضة الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهو ما أكدت عليه الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية الـ 33 التي تستضيفها مملكة البحرين.
[[system-code:ad:autoads]]فرضت الأحداث في قطاع والأراضي الفلسطينية نفسها وكانت حاضرة وبقوة على جدول أعمال وزراء الخارجية العرب التحضيري، خلال اجتماعهم اليوم في العاصمة البحرينية المنامة، للتحضير للقمة العربية الـ 33 والمزمع عتقدها الخميس القادم بحضور القادة والزعماء العرب، وكانت كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط حاضرة وبقوة كشف فيها عن جرائم الاحتلال وما سببته من عدم استقرار للمنطقة بأثرها.
[[system-code:ad:autoads]]الاحتلال يرتكب جرائم إبادة كاملة
وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن أي كلمات لا تكفي للتعبير عن مشاعر الغضب الممزوج بالحزن بسبب الأحداث في الأراضي الفلسطينية، مؤكدا أنه قد تحكمت مشاعر الانتقام الأسود من قادة الاحتلال الاسرائيلي حتى فقدوا أساسيات الحس البشري السليم وارتكبوا جرائم لها مسمى معلوم في القانون الإنساني الدولي مسمى صار العالم، وبعد شهور من تراكم الفظاعات مستعداً لنطقه بوضوح التطهير العرقي، مشددا على أن الجريمة التي يرتكبها قادة الاحتلال مكتملة الأركان، وهي ليست جريمة قتل فحسب، ولكنها اغتيال كامل لمجتمع بتمزيق نسيجه وتدمير مقدراته ومؤسساته بشكل كامل بحيث لا تصير هذه الأرض قابلة للحياة، ويدفع الناس دفعاً للفرار من ملاذ إلى آخر، بلا جدوى لأنه وكما صار واضحاً، لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة.
وحول تهديدات قادة جيش الاحتلال بإقتحام مدينة رفح الفلسطينية، أوضح أبو الغيط أنه اليوم ينتهي الحال بالمكدسين في رفح ، أكثر من مليون فلسطيني للنزوح إلى مناطق أخرى داخل القطاع بناء على أوامر إخلاء يصدرها الاحتلال، بعضهم ينزح للمرة الرابعة أو الخامسة إلى العراء بلا مأوى أو أي من مقومات الحياة البشرية بل وتطاردهم في الطرقات رصاصات الاحتلال وقنابله، بين الأنقاض والخيام، بل وفي أماكن توزيع المساعدات، وكأن المطلوب هو أن يفنى أهل غزة عن آخرهم حتى يحقق الاحتلال نصره المزعوم ما أشنعه من مطلب وما أخسها من وسائل.
جرائم الاحتلال وصمة عار بحق المجتمع الدولي
ووصف الأمين العام للجامعة العربية هذا العدوان بأنه وصمة عار ليس على جبين الاحتلال لأن الاحتلال تجرد حتى من الشعور بالعار ووقف مندوبه بوجه مكشوف قبل أيام يمزق ميثاق المنظومة الأممية بلا خجل، هو وصمة عار في جبين العالم الذي يقبل بأن تجري هذه الجرائم في هذا الزمان، وأن تمتد شهوراً طويلة قبل أن تطالب بعض الدول بوقف فوري لإطلاق النار، رغم أن ما تمارسه إسرائيل من انتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، أي قانون الحرب لا يمس الفلسطينيين وحدهم، بل المنظومة العالمية وقواعدها الحاكمة والمبادئ التي تتأسس عليها.
وحول التحركات لوضع لهذا العدوان ركز أبو الغيط على أن كل تحرك سواء كان عربياً أو دولياً لوضع حد لجرائم الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني يظل ضرورة قصوى، لافتا إلى أنه قد كانت المساعي العربية في هذا الصدد جادة وصادقة ومتواصلة منذ القمة العربية الإسلامية المشتركة التي استضافتها الرياض في نوفمبر من العام الماضي، لتكوين قاعدة صلبة من المواقف الدولية المؤيدة للشعب الفلسطيني وحقوقه، وكشف الاحتلال وممارساته، موضحا أنه بعد أن حاولت إسرائيل عبثاً استغلال أحداث السابع من أكتوبر والتعاطف الدولي معها لتبرير مخططاتها لإنزال عقاب جماعي بالفلسطينيين، وما التصويت الدولي الكاسح قبل أيام في الجمعية العامة لانضمام فلسطين إلى الأمم المتحدة بصفتها عضواً كاملاً إلا مؤشرا واضحا علي الموقف الدولي عموما من كل ما يحدث في فلسطين منذ أشهر.
لا استقرار بدون إنهاء الاحتلال
وأوضح الأمين العام للجامعة العربية، أن العالم عرف أن الاستقرار الإقليمي يظل هشاً وقابلاً للانفجار طالما ظلت المشكلة الفلسطينية قائمة من دون حل، وأن إنهاء الاحتلال وتجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة هما السبيل الحقيقي الوحيد لتحقيق استقرار إقليمي طال انتظاره، وبرغم الألم الذي يعتصرنا جميعاً لمرأى الجرائم المشينة للاحتلال، فإننا أيضاً نشعر بالرضا لهذا المشهد العالمي غير المسبوق، من الوعي والإدراك لدى جيل جديد على اتساع العالم من السويد إلى الولايات المتحدة، يرى الأمور على حقيقتها،.
وركز على أن العالم أصبح يُدرك بحسه السليم أن ما يجري في فلسطين جريمة، وأن الجريمة ليست مرتبطة بالسابع من أكتوبر وإلا كيف نفسر جرائم المستوطنين وعنفهم الدموي وبلطجتهم في الضفة الغربية؟ وكيف نفسر جرائم إسرائيل في السجون التي كشف عنها حديثاً؟ وكيف نفسر جرائم الاحتلال السابقة على 7 أكتوبر، والتالية عليه من المقابر الجماعية والتعذيب في السجون الاحتلال هو الجريمة الحقيقية، هذا ما أدركه الشباب في العالم ويسعون اليوم إلى كشفه والتنبيه إليه، ومطلبهم بسيط وواضح: أوقفوا هذه الحرب الظالمة فوراً.. وأنقذوا الناس من المجاعة .. ولا تقدموا الغطاء للإجرام لكي يباشر خطته المجنونة في غزة .. فلا يُعقل أن يُهدد سعي شخص واحد للحفاظ على مستقبله السياسي مصير الملايين في المنطقة.