يتساءل الكثيرون عـ ماذا يحدث إذا قلت لا إله إلا الله عند الموت ؟، وهل من كانت كلمة التوحيد آخر ما يودع به الدنيا دخل الجنة؟، وهل من عجز عن نطقها من المسلمين عند الاحتضار دخل النار؟، أسئلة عديدة وعظيمة نجيب عنها في التقرير التالي.
ماذا يحدث إذا قلت لا إله إلا الله عند الموت؟
يقول الدكتور مختار مرزوق أستاذ التفسير وعلوم القرآن بكلية أصول الدين جامعة الأزهر فرع أسيوط، في بيان فائدة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» عند الموت، إن من ختم حياته بها دخل الجنة، حيث أخرج أبوداود وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( من كان آخر كلامه لا إله إﻻ الله دخل الجنة )، وفق ما جاء في سنن أبي داود كتاب الجنائز باب في التلقين، وأخرجه أحمد في الفتح الرباني ج 14 ص 213، المستدرك ج 1 ص 351 وهو حديث صحيح، صحيح الجامع ج 2 ص 1105 .
وتابع: المراد بقوله صلى الله عليه وسلم (لا إله إﻻ الله) في هذا الحديث وغيره كلمتا الشهادة فلا يرد إشكال ترك ذكر الرسالة، قال الزين ابن المنير : قول ( لا إله إلا الله ) لقب جرى على النطق بالشهادتين شرعًا، وأخذ العلماء من هذا الحديث استحباب تلقين من حضره الموت النطق بالشهادتين ودل على ذلك أيضا قوله صلى الله عليه وسلم ( لقنوا موتاكم لا إله إﻻ الله) أخرجه مسلم في كتاب الجنائز ج 2 ص 581 . وذلك حتى يكون آخر كلام العبد (لا إله إلا الله) حتى ينال البشرى المذكورة في الحديث السابق بدخول الجنة .
وأكمل: كره أهل العلم الإكثار على المحتضر لئلا يضجر بضيق حاله وشدة كربه فيكره ذلك بقلبه ويتكلم بما لا يليق، وقالوا : وإذا قال مرة لا يكرر عليه إلا أن يتكلم بعد نطقه بالشهادتين بكلام آخر فيعاد التذكير لينطق بالشهادتين ليكون هذا هو آخر كلامه .
فيما قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، إنه كما أن للإيمان أركان فله شعب كذلك وخصال، وشعبه كثيرة جدًا أجملها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : (الإيمان بضع وسبعون -أو بضع وستون- شعبة فأفضلها قول (لا إله إلا الله) وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان) [رواه مسلم]
كيفية تلقين الميت بعد الدفن
قال الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، إن تلقين الميت بعد الدفن سُنة نبوية شريفة؛ وردت عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
واستشهد «المفتي» في إجابته عن سؤال «ما حكم تلقين الميت، مع ذكر السند؟» بما روي عن أبي أُمامة الباهلي رضي الله عنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال: «إِذَا مَاتَ أَحَدٌ مِنْ إِخْوَانِكُمْ، فَسَوَّيْتُمُ التُّرَابَ عَلَى قَبْرِهِ، فَلْيَقُمْ أَحَدُكُمْ عَلَى رَأْسِ قَبْرِهِ، ثُمَّ ليَقُلْ: يَا فُلَان بْنَ فُلَانَةَ. فَإِنَّهُ يَقُولُ: أَرْشِدْنَا رَحِمَكَ اللهُ، وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ، فَلْيَقُلْ: اذْكُرْ مَا خَرَجْتَ عَلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّكَ رَضِيتَ بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا، وَبِالْقُرْآنِ إِمَامًا، فَإِنَّ مُنْكَرًا وَنَكِيرًا يَأْخُذُ وَاحِدٌ مِنْهُمْا بِيَدِ صَاحِبِهِ وَيَقُولُ: انْطَلِقْ بِنَا مَا نَقْعُدُ عِنْدَ مَنْ قَدْ لُقِّنَ حُجَّتَهُ، فَيَكُونُ اللهُ حَجِيجَهُ دُونَهُمَا» رواه الطبراني.
وأوضح أنه قوَّى هذا الحديثَ جماعةٌ مِن المُحدِّثين، ونص على مشروعيتها ما لا يُحصَى كثرةً من علماء الأمة وفقهائها المتبوعين، واتصل الخلف فيها بموصول السلف، وأطبقت الأمة الإسلامية عليها عملًا واستحسانًا؛ لا ينكرها منها مُنكِرٌ، بل سَنَّهَا الأولُ للآخِرِ، ويَقتدي فيها الآخرُ بالأولِ، وممن استحسنها إمامُ أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه، واحتج عليها باتصال العمل عبر الأمصار والأعصار من غير إنكار.
وأكد أنه لم يقل بتحريم هذا التلقين أحدٌ مِن علماء الأمة في قديم الدهر أو حديثه، حتى إن من لم يُثبِتْ منهم حديثَ التلقين نظر إلى فعل السلف له فاستحبه أو أباحه، فكان القول بتحريمه وتأثيم فاعليه قول مرذولٌ مبتدَعٌ مخترعٌ لم يُسبَق إليه صاحبُه إلَّا مِن قِبَل أهل البدع والأهواء.