قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

د. الشيماء المشد تكتب: تطورات التسويق عبر الزمن

د. الشيماء المشد - الأستاذ المساعد بكليات الشرق العربي
د. الشيماء المشد - الأستاذ المساعد بكليات الشرق العربي
×

شهد مجال التسويق في العالم العربي تطورات ملحوظة عبر العقود الأخيرة، حيث تأثر بشكل كبير بالتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي.

في هذا المقال، نستكشف كيفية تطور التسويق في المنطقة عبر الزمن وكيف أثرت التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على هذا التطور الحديث.

في الماضي، كانت الحملات الإعلانية في العالم العربي تعتمد بشكل أساسي على وسائل الإعلام التقليدية مثل التلفزيون والصحف والمجلات. كانت الشركات تعتمد على الإعلانات المطبوعة والإعلانات التلفزيونية للترويج لمنتجاتها وخدماتها. كانت استراتيجيات التسويق تتمحور حول إيصال رسالة واحدة إلى جمهور واسع من خلال وسائل الإعلام التقليدية.

ومع تطور التكنولوجيا وانتشار الإنترنت في العالم العربي، بدأت الشركات تستخدم الويب والبريد الإلكتروني والمواقع الإلكترونية للترويج لمنتجاتها وخدماتها. بدأت مفاهيم مثل التسويق الرقمي والتسويق عبر البريد الإلكتروني والمواقع الإلكترونية تكتسب شعبية، مما فتح الباب أمام فرص جديدة للتواصل مع العملاء.

ثم شهدت السنوات الأخيرة ظهورًا قويًا للتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي في العالم العربي. حيث أصبحت منصات مثل فيسبوك، تويتر، وإنستغرام مكانًا رئيسيًا للشركات للتفاعل مع الجمهور، وبناء علاقات مع العملاء المحتملين، وتعزيز الوعي بالعلامة التجارية. وتمكنت الشركات من التواصل مباشرة مع جمهورها والتفاعل مع تعليقاتهم ومشاركاتهم، مما ساعد في خلق تجربة تفاعلية وشخصية للعملاء.

وبزيادة الوعي بين المستهلكين وتحولهم نحو استهلاك المحتوى، ظهرت استراتيجية التسويق بالمحتوى كأداة فعّالة لجذب الجمهور وبناء الثقة وكأحد الاستراتيجيات الرئيسية للشركات في العالم العربي. حيث اهتمت الشركات بنشر محتوى ذو قيمة مضافة عبر المدونات، ومقاطع الفيديو، ومنصات التواصل الاجتماعي، مما ساهم في بناء علاقات قوية مع العملاء وتعزيز الولاء للعلامة التجارية وزيادة التفاعل والمشاركة.

إلى أن ظهر ما يسمي بالتسويق الذكي وأدوات التحليل المعتمدة على الذكاء الاصطناعي والتي تمكن الشركات من جمع كميات كبيرة من البيانات حول سلوك المستهلكين وتفاعلهم مع الإعلانات والمحتوى التسويقي وتحليلها بدقة أكبر بما يمكن من فهم سلوكهم بشكل أفضل والتنبؤ باحتياجات العملاء بدقة أكبر وتخصيص تجربة العملاء.

في النهاية، يمكن القول أن هذه التطورات تعكس رحلة مثيرة وديناميكية لمجال التسويق في العالم العربي، حيث انتقلنا من استخدام الوسائل التقليدية إلى استغلال الإمكانيات الكبيرة التي تقدمها التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع العملاء بشكل أكثر فعالية. ومن ثم يجب على الشركات أن تكون على دراية بأحدث التطورات وأدوات التسويق الحديثة لتحقيق أهدافها بنجاح في سوق متغير بسرعة.