يظل الطالب الغيني مامادو، واحدًا من بين ألوف الوافدين الذين دفعهم حبهم للدراسة في رحاب قبلة العلم والعلماء (الأزهر الشريف)، إلى بذل الجهد الشاق طلبًا لمراده، فرغم أنه صار من المشاهير بعد حديث الممثل العالمي ويل سميث معه، إلا أنه استقل دراجته ليكون من بين الوافدين الذين يدرسون في جنبات الأزهر وأروقته العريقة، فما قصته؟
حكاية مامادو الذي تعلق قلبه بالأزهر فأتى ليدرس به
التقى موقع صدى البلد بالطالب الغيني مامادو والذي كشف في البداية عن سر تعلقه بالأزهر ورحلته الشاقة التي قام بها من موطنه غينيا وحتى وصوله إلى مصر، يقول في البداية عن نفسه:" أنا محمد شافعي باري من غينيا، وجئت منها إلى مصر بالدراجة، وبدأت رحلتي في مايو من العام الماضي، من غينيا إلى مالي، ومنها لبوركينا فاسو، وتوجو، والنيجر وتشاد، وغيرها من البلدان الإفريقية".
وتابع:" كان هناك صحفي تشادي قام بالتواصل معي ونشر الفيديو فقام أحد المتابعين بالتواصل معي ومنحي تذكرة سفر لأكمل رحلتي نحو مصر"، كنت أكل الفاكهة من الغابات، وعندما جئت لمصر قام الأزهر بمنحي منحة للدراسة"، مضيفًا: “تكلمت مع ويل سميث بعد الانتشار الواسع للفيديوهات وتواصل معي، ولم تكن في مخيلتي أن أكلمه ووعدني بأن يأتي بأهلي إلى مصر”.
الاهتمام بالطلاب الوافدين يأتي على رأس أولويات الأزهر
قالت الدكتورة نهلة الصعيدي مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، إن الطلاب الوافدين لهم مكانة خاصة في قلب فضيلة الإمام الأكبر، الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ومنذ بداية تولي فضيلته المشيخة في عام 2010م وملف الوافدين في مقدمة أولوياته، وخلَّد ذلك بقوله: «إن الاهتمام بالطلاب الوافدين يأتي على رأس أولويات الأزهر الشريف؛ فهم جوهر رسالة الأزهر، وهناك جهود كبيرة تُبذل في سبيل دعم هؤلاء الطلاب ورعايتهم، وإمدادهم بالعلوم العربية والشرعية، ليعودوا لبلادهم حاملين للأزهر ولمصر شيئًا من الود والعرفان بالجميل».
وأكدت الدكتورة "نهلة" خلال تصريحات سابقة لها على هامش مؤتمر كلية الدعوة الإسلامية بجامعة الأزهر بعنوان: "نحو شراكة أزهرية في صناعة وعيٍ فكريٍّ آمن: رؤية واقعية استشرافية"، أن ملف الطلاب الوافدين شهد طفرة غير مسبوقة على مستوى ما يتم تقديمه لهم من خدمات علمية وثقافية وتقنية، تُسهم في تخريج طالب عالم، مُلم بالمنهج الأزهري الوسطي، قادر على حمل رسالة الأزهر وتمثيله في بلاده خير تمثيل، ليكون قوة ناعمة لأزهرنا الشريف ومصرنا الحبيبة.
وأضافت أن مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين يعمل ليل نهار على تذليل العقبات والصعوبات التي تواجه الطلاب الوافدين عبر إنشاء موقع لاستقبال الطلبات والاقتراحات عليه؛ تيسيرًا على الراغبين في التعلم بالأزهر، وأنهم يعملون على وضع خطط للارتقاء بالعملية التعليمية للطلاب الوافدين، لبناء شخصيتهم القوية، ولتحصينهم بالعلم النافع ليكونوا أقوياء في مواجهة الأفكار المغلوطة والهدامة، كل ذلك وغيره يُعزِّز العمل في تمثيل الأزهر الشريف خير تمثيل، ويعكس القيمة الحقيقية لهذه المؤسسة العريقة في قلوب الملايين من أبناء العالم الإسلامي.