دخلت حرب غزة يومها الـ 219، وسط مخاوف إقليمية ودولية من تصاعد القتال في المرحلة المقبلة، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء عملياته في شمال غزة خلال الليل، وإن 'العمليات الدقيقة' مستمرة في شرق رفح وبالقرب من معبر رفح، وكذلك في منطقة الزيتون وسط غزة.
تفاقم الأزمة في غزة
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن عدد الشهداء في القطاع منذ 7 أكتوبر تجاوز 35 ألفا، يوم الأحد، مع ارتقاء 63 شخصا خلال الـ24 ساعة الماضية، وهذا الرقم أعلى بعض الشيء من المتوسط الأخير بسبب اتساع نطاق العمليات العسكرية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه في رفح، قامت القوات 'بتحديد وتفكيك عدد من فتحات الأنفاق ومنصات إطلاق الصواريخ الجاهزة لإطلاق النار باتجاه الأراضي الإسرائيلية'.
وأضاف أنهم تمكنوا أيضًا من التعرف على عشرة أفراد مسلحين من حماس والقضاء عليهم، وأكد أن قواته 'قضت على عدد من الفلسطينيين في قتال قريب'، كما نفذت طائرة إسرائيلية غارات في منطقة الزيتون.
وفي هذا الصدد، قال مصدر رفيع المستوي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي يوجه بضرورة تكثيف الاجراءات اللازمة للحيلولة دون المزيد من التصعيد.
السيسي يوجه بضرورة وقف إطلاق النار
وذكر مصدر رفيع المستوي، أن الرئيس السيسي يتابع عن كثب تطورات الأوضاع في قطاع غزه و يتابع مع خلية الأزمة المعنية الموقف لحظة بلحظة.
كما أعلنت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية، اليوم الأحد، عن اعتزامها التدخل رسمياً لدعم الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية للنظر في انتهاكات إسرائيل لالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة.
وأوضحت مصر ، أن التقدم بإعلان التدخل في الدعوى المشار إليها يأتي في ظل تفاقم حدة ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والإمعان في اقتراف ممارسات ممنهجة ضد أبناء الشعب الفلسطيني من استهداف مباشر للمدنيين وتدمير البنية التحتية في القطاع، ودفع الفلسطينيين للنزوح والتهجير خارج أرضهم، مما أدى إلى خلق أزمة إنسانية غير مسبوقة أدت إلى خلق ظروف غير قابلة للحياة في قطاع غزة، فى إنتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية چنيف الرابعة لعام ١٩٤٩ بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.
وطالبت جمهورية مصر العربية إسرائيل بالامتثال لالتزاماتها باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال، وتنفيذها للتدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية التي تطالب بضمان نفاذ المساعدات الإنسانية والإغاثية على نحو كافٍ يلبي احتياجات الفلسطينيين في قطاع غزة، وعدم اقتراف القوات الاسرائيلية لأية انتهاكات ضد الشعب الفلسطيني باعتباره شعب يتمتع بالحماية وفقاً لاتفاقية منع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية.
دور مصر في التعامل مع الأزمة
وجددت مصر مطالبتها لمجلس الأمن والأطراف الدولية المؤثرة، بضرورة التحرك الفوري لوقف إطلاق النار في قطاع غزة والعمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، وتوفير الحماية اللازمة للمدنيين الفلسطينيين.
وفي السياق نفسه، قالت وزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فايون، أن بلادها تقدر دور مصر في التعامل مع الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، متابعة: "بالأمس تفقدت الهلال الأحمر المصري في العريش وتوجهت إلى معبر رفح الحدودي.. وكانت صدمة لنا أن نري أن المعبر مغلق من الناحية الفلسطينية لليوم الخامس على التوالي ويمكنني القول أنكم تقومون بدور استثنائي للمعاناة الإنسانية في قطاع غزة".
وأضافت خلال مؤتمر صحفي مشترك مع سامح شكري وزير الخارجية: "غزة تعاني من المجاعة ومن المهم أن توافق إسرائيل على فتح الطرق أمام المساعدات الإنسانية.
وتابعت وزيرة خارجية سلوفينيا: "نبذل أقصى جهد للوصول إلى وقف إطلاق النار بغزة وإدخال مزيد من المساعدات وتنفيذ حل الدولتين".
ومن جانبه، قال سامح شكري وزير الخارجية، إنه اتفق مع نظيرته السلوفينية علىضرورة وقف الحرب فى غزة والتوصل إلىحل سلمى للصراع، وتبادل المحتجزين.
اجتماع وزيرة خارجية سلوفينيا وسامح شكري
وكانت المباحثات بين البلدين قد شهدت مناقشة ملفات هامة، يتقدمها تعزيز التعاون المشترك وسبل وقف الحرب الجارية في قطاع غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وجدير بالذكر، أن فاجعة غزة ورفح تتفاقم بشكل كبير خلال الساعات الماضية، إذ كشفت الأخبار أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تتوسع بشكل كبير، ولم تعد قاصرة على رفح، حيث عادت العمليات لتشمل مناطق فى شمال غزة، وعدة مناطق بالقطاع، فيما تحذر المنظمات الأممية من كارثة كبرى، وذلك في ذلك الحديث عن نفاد المساعدات، وذلك مع استمرار غلق المعابر.
وما يزيد من فجاعة الأزمة، هو الحديث عن وجود أكثر من 10 آلاف مفقود تحت الأنقاض بالقطاع، وهو ما كشفته الجهات الحكومية داخل القاطع، وذلك يتزامن مع الكشف المتوالي للمقابر الجماعية التى قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلية، وتأتي تلك التطورات في ظل استمرار ألاعيب الرئيس الأمريكي جو بايدن حول مفاوضات وقف إطلاق النار، فرغم الموافقة الفلسطينية عن مبادرة صاغة الوسطاء بتوافق أمريكي، خرج بايدن لعيد الأمور للمربع صفر، ورهن وقف الحرب بخروج الرهائن الإسرائيلية دون مفاوضات أو صفقة.