تزداد الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة سوءا يوما بعد يوم، وبعيدا عن الحصار المطبق والضربات العسكرية المتواصلة التي تنفذها إسرائيل منذ ما يقارب من 8 أشهر فوق رؤوس الفلسطينيين وحولت غزة لمقبرة جماعية.
من جانبها بذلت مصر جهودا دولية كبيرة في الأشهر الماضية، منذ بدء العدوان على قطاع غزة، تجلت فى العديد من المسارات المختلفة سواء بإرسال المساعدات الإنسانية أو بالمطالبة بوقف إطلاق النار.
دعم أهالي قطاع غزة
أصدر الدكتور علي المصيلحي وزير التموين والتجارة الداخلية رئيس اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية توجيهات إلي اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية بتقديم كل أنواع الدعم و المساندة للشعب الفلسطيني الشقيق في هذه الأزمة والتنسيق مع كافة الجهات المعنية.
وأكد المصيلحي، أن مصر بذلت جهوداً دؤوبة من أجل دعم أهالي قطاع غزة عن طريق إرسال مساعدات إغاثة عاجلة لهم في ظل الأوضاع الراهنة التي يعيشها القطاع، مشيرا إلي أن ذلك يأتي تأكيداً لتوجيهات رئيس الجمهورية على إستمرار الدور العظيم الذي تقوم به مصر.
وكشف أن حجم ما قدمته مصر من مساعدات إنسانية بلغت نسبته حوالي (80%) وأكثر من إجمالي تلك المساعدات التي دخلت إلى قطاع غزة.
من جانبه قال اللواء أحمد فتحي نائب رئيس اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية إن اللجنة بالتعاون مع هيئة الإغاثة الكاثوليكية بصدد تنفيذ المرحلة الأولى من المساعدات الجوية لسكان القطاع .
وأضاف أنه وصلت اليوم أول طائرة من إجمالي (4) طائرات مساعدات متوقع وصولها تباعاً محملة بعدد 5 آلاف خيمة سعة كل خيمة 16 فردا بإجمالي عدد 80 ألف فرد.
وأوضح فتحي، أنه تم التنسيق بين مكتب المساعدات الإنسانية (BHA) وهيئة الإغاثة الكاثوليكية - مكتب مصر واللجنة العامة للمساعدات الأجنبية، بتقديم عدة مساعدات لهيئة الإغاثة الكاثوليكية ليتم توزيعها من قبل مكتب هيئة الإغاثة قطاع غزة على مرحلتين عن طريق الطيران الجوي.
وأشار فتحي الي أن إجمالي ما تم تقديمه من اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية حوالي (615) طن وحتى تاريخه عبارة عن 23 ألف بطانية، و 16 ألف مرتبة، و 13 ألف خيمة، و 6 آلاف مشمع بلاستيك للأمطار، و5 آلاف حصيره نوم، وكذلك أدوات النظافة العامة والشخصية لعدد 30 ألف أسرة.
وأوضح أنه بناء عليه واصلت اللجنة العامة للمساعدات الاجنبية، أقصى جهودها لإستمرار تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء في القطاع بالتنسيق مع هيئة الاغاثة الكاثوليكية بوصفها واحدة من أهم الجهات المانحة وتنفيذاً للإتفاقية الموقعة بين جمهورية مصر العربية والهيئة .
المساعدات الانسانية لقطاع غزة
ولفت نائب رئيس لجنة المساعدات الأجنبية الي أنه سبق وأن أرسلت اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية أعدادا كبيرة من الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية التي دعمت بها القطاع بلغت حوالي (300) طن مساعدات محملة على (106) شاحنات في (6) قوافل سابقة تحتوي على مواد طبية - خيام - مشمعات - مواد إعاشة - أدوات النظافة العامة والشخصية) وغيرها من المساعدات التي جاءت للتخفيف من معاناة سكان قطاع غزة.
وأكد فتحي، أن اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية لن تدخر جهداً للوقوف بجانب إخواننا في قطاع غزة في ظل الأوضاع الإنسانية التي يمرون بها حيث ستواصل التنسيق مع الجهات المعنية لتجهيز مطالب إخواننا الفلسطينيين لإرسال القافلة الثامنة، كما تتوالى القوافل من اللجنة العامة للمساعدات الأجنبية - وزارة التموين والتجارة الداخلية ، وبالتنسيق مع كافة الجهات المعنية بالدولة.
وقدمت عددا من الدول العربية العديد من المساعدات، مثل الأردن والإمارات وتونس وقطر والكويت والجزائر والعراق وكينيا والبحرين والمغرب وليبيا والسعودية، أما عن الدول الأجنبية التي قدمت مساعدات فهي تركيا- فنزويلا- البرازيل- روسيا- باكستان- تركمانستان- الدنمارك- الهند- المملكة المتحدة- كولومبيا- بلجيكا- فرنسا- إيطاليا- إنجلترا- اليابان- ماليزيا- إندونيسيا- اليونان- بولندا- رومانيا، إضافة إلى المؤسسات الإقليمية والدولية مثل برنامج الغذاء العالمي- منظمة اليونيسيف- منظمة الصحة العالمية- منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
ومن جانبه، قال خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات، الدكتور أحمد سيد أحمد، إن الجرائم التي تحدث في فلسطين لم تحدث في كبرى الحروب، وما يحدث في غزة جرائم حرب من الدرجة الأولى، موضحا أن مصر تبذل الجهود على مختلف المسارات في ظل تفاقم الأزمة وسياسية العقاب الجماعي.
وأضاف في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن مصر حريصة على إدخال المساعدات إلى قطاع غزة، في محاولة للتخفيف من المأساة التي يعيشها سكان غزة، مشيرًا إلى أن مصر أيضًا تدعم جهود التهدئة ومنع التصعيد بالتعاون مع الدول العربية، في محاولة لإفشاء السلام في المنطقة.
وأشار خبير العلاقات الدولية، إلى أن مصر وضعت خارطة طريق في قمة القاهرة أهم ملامحها التسوية السياسية في بيئة تعاونية قائمة على إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، مؤكدا أن ما تفعله إسرائيل من اندفاع سيكون له عواقب وخيمة في المنطقة.
وأكد أن مصر وجهت رسالة مهمة للشرق الأوسط، بأن القضية الفلسطينية على رأس أولويات مصر والدول العربية، في ظل تصعيد غير مسبوق لم نشهده من قبل من الجانب الإسرائيلي.