واصلت وحدة الرصد باللغات الإفريقية بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف متابعتها لجرائم التنظيمات الإرهابية في إفريقيا، وبالتحديد منطقة غرب القارة؛ حيث تابع المرصد العمليات الإرهابية التي شنتها تلك التنظيمات في منطقة غرب إفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء على مدار شهر أبريل من العام الجاري، والتي بلغت (4) عمليات، أسفرت عن مقتل (104)، وإصابة (35)، واختطاف (110) آخرين.
ووفق ما رصد من عمليات يكون شهر أبريل 2024 قد سجّل انخفاضًا كبيرًا في عدد العمليات الإرهابية مقارنة بعددها خلال الشهر السابق له بمعدل (60 %)، والذي أدى بدوره إلى انخفاض عدد الضحايا؛ إذ بلغ عدد العمليات التي شنتها التنظيمات الإرهابية في غرب القارة خلال شهر مارس (10) عمليات إرهابية، أسفرت عن سقوط (226) ضحية، وإصابة (19)، واختطاف (310) آخرين.
ويعزو مرصد الأزهر لمكافحة التطرف هذا الانخفاض إلى تضافر جهود حكومات المنطقة لحفظ السلام والاستقرار، ويبدو أن توقيع ميثاق «ليبتاكو-غورما» بين مالي وبوركينا فاسو والنيجر للدفاع المشترك بهدف محاربة التنظيمات المتطرفة، قد آتى ثماره. ويشدد المرصد على الحاجة الملحة لتعزيز الدعم والتعاون لمكافحة الإرهاب في المنطقة.
ووفقًا للإحصائية، فقد شهدت المنطقة وقوع أربع هجمات إرهابية في أربع دول هي: (بوركينا فاسو، نيجيريا، النيجر، ومالي)، ولكن ثمة تفاوت في عدد الضحايا بين البلدان الأربع. وفي ذلك جاءت بوركينا_فاسو في المركز الأول بسقوط (73) ضحية دون وقوع إصابات. بينما احتلت نيجيريا المركز الثاني؛ إذ حدث على إثر الهجوم الإرهابي الذي وقع فيها أن لقي (25) شخصًا مصرعهم وأصيب (22) آخرين بجراح.
أما النيجر فقد جاءت في المركز الثالث؛ بمقتل (6) وإصابة (13) آخرين. فيما جاءت مالي في المركز الأخير؛ باختطاف (110) دون وقوع قتلى أو مصابين.
أما من حيث جهود مكافحة التنظيمات الإرهابية في منطقة غرب إفريقيا، فقد بلغ عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهر أبريل 2024 (180) قتيلًا، واعتقال آخر. حيث تمكنت القوات البوركينية من تحييد (130) إرهابيًا واعتقال آخر، فيما نجح الجيش النيجيري من تصفية (30) عنصرًا آخرين. وفي النيجر قتل ( 18 ) عنصرًا إرهابيًا، بينما قُتل عنصرين في مالي.
وبمقارنة عدد القتلى من العناصر الإرهابية خلال شهري مارس وأبريل هذا العام، نجد أن عدد القتلى قد زاد في أبريل عن عددهم في مارس بنسبة (62.2 %)، حيث بلغ عدد القتلى في شهر مارس ( 68 ) إرهابيًا.
وتعليقًا على ذلك، يؤكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف أن المناخ السياسي المستقر، وتحسين العلاقات الاجتماعية، وحسن استغلال الإمكانات الاقتصادية التي تزخر بها القارة، واقتران الجهود العسكرية بالمشاريع التنموية، تقطع شوطًا كبيرًا في تحسين الأوضاع الأمنية، وتؤدي بالضرورة إلى قطع الطريق أمام انتشار هذه الإرهاب والجريمة المنظمة.