ارتفعت أسعار أونصة الذهب العالمي خلال تداولات اليوم الجمعة لتسجل أعلى مستوى منذ أسبوعين ليقبل الذهب على تسجيل أفضل أداء أسبوعي منذ 4 أسابيع بدعم من عودة التوقعات بخفض الفائدة إلى جانب تزايد التوترات الجيوسياسية مجدداً.
سجلت أونصة الذهب العالمي ارتفاع اليوم الجمعة بنسبة 1% لتسجيل أعلى مستوى عند 2372 دولار للأونصة بعد أن افتتحت جلسة اليوم عند 2346 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد ارتفاع آخر يوم أمس بنسبة 1.6% ليقبل الذهب على تسجيل ارتفاع أسبوعي بنسبة 3% وهو أعلى مستوى ارتفاع منذ الأسبوع الأول من ابريل، وفق تحليل جولد بيليون
أظهرت بيانات طلبات اعانات البطالة الأمريكية التي صدرت يوم أمس الخميس ارتفاع كبير في أعداد المتقدمين خلال الأسبوع الماضي، لتأتي هذه البيانات بعد تقرير الوظائف الضعيف عن شهر ابريل الذي صدر عن الولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضي وأظهر ضعف في أعداد الوظائف الجديدة إلى جانب ارتفاع في معدل البطالة وتراجع في متوسط الأجر.
ضعف بيانات قطاع العمالة الأمريكي زادت من التوقعات بإمكانية خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي، وهو الأمر الذي يعد إيجابي بالنسبة لأسعار الذهب كونه يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائد لحائزيه.
تسببت البيانات الأمريكية يوم أمس في انخفاض الدولار الأمريكي بنسبة 0.3% بالإضافة إلى انخفاض عوائد السندات الحكومية الأمريكية لأجل 10 سنوات بنسبة 0.9% وذلك بعد تسجيلها أدنى مستوى منذ 4 أسابيع خلال هذا الأسبوع عند 4.420%.
الدولار الأمريكي وعوائد السندات ترتبط بعلاقة عكسية مع أسعار الذهب، وهو ما ساعد المعدن النفيس على الارتفاع بشكل كبير منذ جلسة الأمس، ليسجل مستهدفات الصعود قصيرة الأجل عند 2350 و 2370 دولار للأونصة بعد أن تخطى السعر حاجز المستوى 2330 دولار للأونصة الذي منع السعر من الصعود لفترة من الوقت.
من المقرر صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلكين وأسعار المنتجين في الولايات المتحدة الأسبوع المقبل، وهي تعد بيانات التضخم الرئيسية والتي ستساهم بشكل كبير في توضيح مسار التضخم وبالتالي أسعار الفائدة.
قالت رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو ماري دالي يوم الخميس، إن هناك قدرًا كبيرًا من عدم اليقين بشأن الاتجاه الذي سيتجه إليه التضخم في الأشهر المقبلة. وذلك بعد عدد من التصريحات المختلفة بعض الشيء من أعضاء البنك الفيدرالي هذا الأسبوع والتي أشار بعضها إلى إمكانية رفع الفائدة والبعض الآخر أشار إلى خفض الفائدة في النهاية، ولكن الجميع اتفق على بقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت.
وبالنسبة للتوترات الجيوسياسية فقد عادت إلى الظهور من جديد وسط أخبار عن عدم توصل مفاوضات وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وحركة حماس إلى اتفاق، وعزم الكيان الصهيوني على استمرار عملياتها في رفح، الأمر الذي زاد من المخاوف في الأسواق ليعود الطلب على الذهب كملاذ آمن إلى التزايد.
تضافرت العوامل لدعم ارتفاع أسعار الذهب وذلك على الرغم من بيانات مجلس الذهب العالمي التي أظهرت ضعف أداء صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب خلال شهر ابريل، ولكن استمر الذهب في الحصول على الدعم من الطلب من قبل البنوك المركزي ومشتريات التجزئة في الصين.
أظهرت بيانات مجلس الذهب العالمي خروج تدفقات نقدية من صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب خلال شهر ابريل بمقدار 33.2 طن ذهب، لتنخفض حيازة الصناديق العالمية إلى 3079 طن وهو أدنى مستوى منذ شهر فبراير 2020.
التدفقات النقدية الخارجة من الصناديق وصلت إلى 2 مليار دولار في ابريل ليعد الشهر الـ 11 على التوالي الذي يشهد خروج للتدفقات النقدية من الصناديق. وكان الصناديق في المنطقة الأوروبي تقود عمليات خروج التدفقات بمقدار 52.1 طن ذهب بينما ساهمت الصناديق في أمريكا الشمالية في دخول تدفقات بمقدار 1.1 طن، وشهد الصناديق في المنطقة الأسيوية دخول تدفقات بمقدار 18.9 طن.
رابطة سوق سبائك الذهب في لندن (LBMA) وهي رابطة تجارية دولية تمثل السوق العالمي لسبائك الذهب والفضة التي لديها قاعدة عملاء عالمية. أظهرت في تقرير لها أنه مع نهاية ابريل 2024 انخفضت كمية الذهب المحتفظ بها في خزائن لندن إلى 8552 طن منخفضة بنسبة 0.1% عن الشهر السابق، لتصل قيمته إلى 634.3 مليار دولار، ليمثل هذا أدنى مستوى لتخزين الذهب منذ مايو 2020.
تدل بيانات التراجع في مخزونات الذهب إلى تأثرها بخروج الاستثمارات من صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب، وهو ما يمثل نقطة ضعف بالنسبة للمعدن النفيس، ولكنه كما أشرنا يحاول تعويضها من الطلب الفعلي من قبل البنوك المركزية ومبيعات التجزئة.
أسعار الذهب في مصر.
ارتفع سعر الذهب المحلي خلال جلسة اليوم الجمعة ليستكمل ارتفاعه يوم أمس، وذلك بعد أن وجد دعم كبير من ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي الأمر الذي ساعد سعر الذهب المحلي على الخروج من منطقة التداولات العرضية التي سيطرت عليه لفترة طويلة من الوقت.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الجمعة عند المستوى 3140 جنيه للجرام ليتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند المستوى 3140 جنيه للجرام، وكان قد سجل أعلى مستوى اليوم عند المستوى 3150 جنيه للجرام.
يأتي هذا بعد أن ارتفاع سعر الذهب خلال تداولات أمس الخميس بمقدار 30 جنيه فقد أغلق تداولات الأمس عند المستوى 3110 جنيه للجرام بعد أن افتتح جلسة الأمس عند المستوى 3080 جنيه للجرام.
استطاع الذهب المحلي ان يجد الزخم الكافي للارتفاع والخروج من منطقة التداولات المحدودة التي سيطرت عليه خلال الفترة الأخيرة، وذلك من جراء ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي الأمر الذي دعم السعر لاختراق المستوى 3100 جنيه للجرام.
في الوقت نفسه نجد أن سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية يشهد تراجع تدريجي ويتداول حالياً عند متوسط سعر 47.40 جنيه لكل دولار، فيما يعد أقل مستوى منذ بداية شهر ابريل، وهو الأمر الذي يحد من مكاسب أسعار الذهب.
في ظل ضعف الطلب المحلي وتراجع سعر صرف الدولار المستخدم في تسعير الذهب، لا يجد الذهب المحلي دعم سوى من سعر أونصة الذهب العالمي، وإذا توقف السعر العالمي عن الصعود ستعود أسعار الذهب في مصر إلى التراجع من جديد متأثرة بتراجع سعر الصرف.
وأعلن البنك المركزي المصري يوم أمس عن تراجع في معدل التضخم الأساسي في ابريل إلى 31.8% مقارنة مع قراءة التضخم في مارس بنسبة 33.7% وذلك على المستوى السنوي، بينما ارتفع معدل التضخم الأساسي الشهري في ابريل بنسبة 0.3% بأقل من قراءة مارس بنسبة 1.4%.
يذكر ان مؤشر التضخم الأساسي يستثني عوامل التذبذب وعدم الاستقرار وهو المؤشر الذي يعتمد عليه البنك المركزي في اتخاذ قرار الفائدة، بينما مؤشر التضخم الرئيسي السنوي العام عن مدن مصر الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء فقد ارتفع بنسبة 32.5% في ابريل مقارنة مع مارس بنسبة 33.3%.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي لتسجل أعلى مستوى في أسبوعين لتقبل على تسجيل أعلى ارتفاع أسبوعي منذ الأسبوع الأول في ابريل الماضي، وذلك بعد بيانات اعانات البطالة الأمريكية التي جاءت أسوأ من التوقعات لتعيد الرهانات على خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي، ودفعت كلا من الدولار وعوائد السندات الحكومية الأمريكية إلى الهبوط مما دعم ارتفاع أسعار الذهب.
شهد سعر الذهب المحلي ارتفاع منذ جلسة الأمس بدعم من ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي وذلك على الرغم من تراجع تدريجي في سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية الأمر الذي يحد من مكاسب أسعار الذهب.
استطاع سعر أونصة الذهب العالمي تخطي مستوى المقاومة 2330 دولار للأونصة ليحقق مستهدفات الصعود عند 2350 ثم 2370 دولار للأونصة، ويظهر مؤشر الزخم اليوم إمكانية تحقيق المزيد من الصعود، بينما مؤشرات الزخم اللحظية تظهر تشبع في الشراء.
قد يدفع هذا السعر إلى التذبذب، وفي حال ارتفاع السعر فوق المستوى 2370 دولار أو تسجيل اغلاق أسبوعي فوقه سيتجه إلى منطقة 2395 – 2400 دولار للأونصة، بينما الاغلاق الأسبوع تحت هذا المستوى قد يعيده إلى 2350 ثم 2330 دولار للأونصة.
أما عن السعر المحلي:
استطاع سعر الذهب المحلي أن يتخطى المستوى 3100 جنيه للجرام عيار 21 بعد أن وجد الدعم الكبير من ارتفاع سعر أونصة الذهب العالمي، ليغلق تداولات الأمس فوق هذا المستوى ويجد دفعة لتحقيق المزيد من الصعود خلال تداولات اليوم ليسجل أعلى مستوى عند 3150 جنيه للجرام.
حركة الذهب المحلي تعتمد على تحركات سعر الذهب العالمي، وبالتالي إذا توقف السعر على العالمي عن الصعود سيعود الذهب المحلي إلى التراجع خاصة في ظل قوة مستوى المقاومة 3150 جنيه للجرام، بالإضافة إلى التراجع التدريجي في سعر الصرف الذي يؤثر سلباً على تسعير الذهب.