أوصى إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالبارئ الثبيتي، المسلمين بـتقوى الله تعالى قال جل من قائل (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ).
[[system-code:ad:autoads]]خطيب المسجد النبوي: مما يحفظه التاريخ للأنصار حبهم لمن هاجر إليهم
وبين خطيب المسجد النبوي أن التأريخ خلد للأنصار مواقفهم في صدر الإسلام وأن الله تعالى سماهم الأنصار قال تعالى (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ).
[[system-code:ad:autoads]]وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن الأنصار أحبوا رسول الله وعزروه وناصروه بثبات في كل مراحل الرسالة ومن صور صور محبة الأنصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم حفاوتهم بمقدمه بخروجهم حين دخل المدينة بالتهليل فرحًا وابتهاجًا.
وتابع أن مما يحفظه التاريخ للأنصار حبهم لمن هاجر إليهم مفعمًا بمعاني الوفاء والعطاء والإيثار حيث قدِم المهاجرون المدينة لا مال لهم ولا مأوى فواساهم الأنصار بالمال والمأوى، وأن النبي صلى الله عليه وسلم آخى بين الأنصار والهاجرين في أخوة لم يشهد التاريخ لها مثيلًا، قال تعالى (وَٱلَّذِينَ تَبَوَّأوا ٱلدَّارَ وَٱلۡإِيمَٰنَ مِن قَبۡلِهِمۡ يُحِبُّونَ مَنۡ هَاجَرَ إِلَيۡهِمۡ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمۡ حَاجَةٗ مِّمَّآ أُوتُواْ وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ وَلَوۡ كَانَ بِهِمۡ خَصَاصَةٞۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفۡسِهِۦ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ).
وأوضح فضيلته أن هذه الأخوة أسست لنهضة أمة وحضارتها ونشرت السلم والسلام والعدل، مشيرًا إلى أن أخوة الدين تصنع العجائب حيث أكد القرآن عليها وأشادت بها السنة الخطبة الثانية بين إمام وخطيب المسجد النبوي أن الأنصار حظوا بوسام الشرف حين آووا ونصروا رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم دليل الإيمان فمن أحبهم كان مؤمنًا، قال صلى الله عليه وسلم (آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بُغْضُ الأنصار).
وختم إمام وخطيب المسجد النبوي بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار وأبنائهم وأبناء أبنائهم، ففي الحديث (اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار، ولنساء الأنصار) .
الإنسان مدني بطبعه
أوصى إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد المسلمين بتقوى الله ، والعلم أن أعقل الناس من ترك الدنيا قبل أن تتركه ، واستعد للقاء ربه قبل أن يقابله ، وأصلح قبره قبل أن يسكنه .
وقال خطيب المسجد الحرام في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام: الإنسان مدني بطبعه ، لا يعيش منعزلًا ، بل يعيش متفاعلًا إيجابيًا ، يصادق هذا ، ويصاحب هذا ، ويقضي حاجة هذا ، ويصنع معروفًا لهذا ، ويسدى نصحًا لهذا، ويفعل ما يستوجب الشكر لهذا، وأن هناك سلوك أخلاقي ، وأسلوب اجتماعي ، خلق جليل ، فيه صلاحُ المجتمع ، وتقويةُ روابطه ، ونشرُ الألفةِ والمحبةِ في أوساطه ، سجيةٌ من سجايا الكرام ، خلقٌ يدل على سلامةِ القلب ، وطهارةِ النفس ، ونقاءِ السريرة .
وأوضح أن هذا الخلق الكريم يتحلى به أناس كرام ، اصطفاهم المولى عز وجل للجميل وللمعروف ، همهم الإسعادُ والمساعدَة ، لا يريدون جزاء ولا شكورًا ، إنه خلق حفظِ المعروف ، وردِّ الجميل ، ومقابلةِ الإحسان بالإحسان ، مؤكدًا أن القدوة الأولى والأسوة العظمى في ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فسيرته كلها جمال ، وحفظ للجميل ، مع القريب ومع البعيد ، ومع المسلم والكافر .
وقدم خطيب المسجد الحرام قبس من هذه السيرة النبوية الشريفة المباركة حيث تقول عائشة رضي الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يكاد يخرج من البيت حتى يذكر خديجة رضي الله عنها ، فيحسن عليها الثناء ، فذكرها يومًا من الأيام فأدركتني الغيرة ، فقلت : هل كانت إلا عجوزًا ، فقد أبدلك الله خيرًا منها ، فغضب حتى اهتز مقدم شعره من الغضب ، ثم قال : لا والله ما أخلف الله خيرًا منها : وقد آمنت بي وكفر بي الناس ، وصدقتني وكذبني الناس ، وواستني من مالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله منها الأولاد إذ حرمني أولاد النساء ، قالت عائشة : فقلت بيني وبين نفسي: لا أذكرها بسوء أبدًا . رواه أحمد في مسنده ، والطبراني في الكبير ، وحسن الهيثمي إسناده في المجمع .
وأردف يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح شاة يقول : أرسلوا إلى أصدقاء خديجة وجاءت عجوز إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو عند عائشة رضي الله عنها فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أنت ؟ فقالت : أنا جثامة المزنية ، فقال : بل أنت حسانة المزنية ، كيف أنتم ؟ كيف حالكم ؟ كيف أنتم بعدها ؟ فقالت بخير بأبي أنت وأمي يا رسول الله ، فلما خرجت قلت يا رسول الله : تقبل على هذه العجوز هذا الإقبال ، قال : إنها كانت تأتينا زمن خديجة ، وإن حسن العهد من الإيمان، أخرجه الحاكم ، وقال : صحيح الإسناد على شرط الشيخين .