قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

صدى البلد

إبراهيم شعبان يكتب: حسّبة إسرائيل وحماس في رفح

إبراهيم شعبان
إبراهيم شعبان
×

في الوقت الذي دخلت فيه الحرب على قطاع غزة شهرها السابع، لا يزال البحث عن هدنة إنسانية ووقف دائم لإطلاق النار مثار مفاوضات لا تتوقف طوال الأسابيع الماضية.
وخلال الفترة الماضية ومنذ منتصف شهر رمضان، دار الحديث عن هدنة بين الطرفين خلال فترة عيد الفطر المبارك، لكن ما لبث هذا التحرك أن فشل ، ثم تجدد الحديث عن هدنة أخرى ولأيام متواصلة ماضية من اللقاءات لكن، تجمدت الأمور مرة ثانية، مع ظهور عاملين جديدين على المشهد.
الأول يتعلق بإقدام إسرائيل على قصف شرق رفح الفلسطينية، والسيطرة على المعبر من الجانب الفلسطيني وصدور أوامر للسكان بالنزوح منذ 6 مايو الجاري. وفرار نحو 110 ألف فلسطيني من هذا المكان بحسب ما أوردته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا".
وعلى الجانب الثاني، طرأ تعديل من جانب حركة حماس على مقترح الهدنة الأخيرة، من جانب حركة حماس، وهو ضرورة موافقة إسرائيل مقدما على وقف أولي للقتال لمدة 12 إسبوعا وليس فقط 6 أسابيع، وإعادة طرح مطلب الانسحاب التام للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وهو ما ترفضه تمامًا ومرارا حكومة الاحتلال.
والواضح أن كلا الجانبين حماس وحكومة الاحتلال يبحثان عن أكبر مكاسب من الهدنة المرتقبة إن نجحت هذه المرة، وسط جهود مصرية جبارة وجهود قطرية وأمريكية. فحركة حماس، وبعدما تحول طوفان الأقصى ضد إسرائيل والذي أدى لمقتل 1200 إسرائيلي وكان الغرض الأساسي منه الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل وهم بالآلاف، فإنه تحول الى طوفان لاقتلاع الفلسطينيين من قطاع غزة، وتنفيذ جريمة إبادة كاملة، فالرد الإسرائيلي على طوفان الأقصى جاء وحشيا وإجراميا وبصورة مبالغ فيها، ولا عجب فقد أسفر العدوان حتى الآن عن استشهاد 35 ألفا مقابل 1200 سقطوا في صفوف الإسرائيليين علاوة على إصابة أكثر من 76 ألفا آخرين.
وهنا فإن حركة حماس، تبحث عن إمكانية الرجوع للعهد السابق، بكامل السيطرة على قطاع غزة وخروج إسرائيل من القطاع، والذي كان قد غادرته تماما من قبل في 2006، واستعادة تماسك صفوفها ومطالب بإعادة الإعمار، الذي تحول لمأساة رهيبة فالقطاع أصبح صحراء، وهذه تقارير دولية وثلثي المنازل تم تدميرها و45% من الأراضي الصالحة للزراعة دمرت والبنية التحتية سحقت، وهنا يأتي تمسك حماس بنحو 130 محتجز إسرائيلي لديها للضغط على حكومة الاحتلال.
وعلى الجانب الآخر، فإن حكومة الاحتلال تعرف أن الهدنة هذه ستكون مؤقتة، وأن موافقتها على الـ6 أسابيع أو حتى إخراج 2000 أسير فلسطيني، هو فقط لاسترجاع الـ130 محتجز إسرائيلي الموجودين تحت يدي حماس. لكن أهدافها معلنة من قبل رئيس الوزراء نتنياهو، باجتثاث حركة حماس وتصفيتها في قطاع غزة وترتيبات سياسية واقتصادية ليس فيها حماس إطلاقا بعد انتهاء الهدنة.
كلا الطرفان يعرف نوايا الآخر، وما يضمره له وبالخصوص حركة حماس، لكن ما لا يعرفاه معا وفعليا وهذا واضح من إفشال هدنة تلو أخرى، أن الجحيم الذي يعيشه 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، لا يمكن أن يستمر، كما أن اليوم التالي للحرب سيكون مرعبا. فخلال الحرب هناك مساعدات إغاثية وغذائية وإنسانية وتحركات مختلفة، لكن المأساة الأكبر ستكون اليوم التالي للحرب، حيث سيتضح وقتها أن قطاع غزة أصبح "صحراء غزة" وساعتها لاتسأل عن السبب في الفاجعة، ولكن ادعوا بالرحمة للأحياء الموجودين فيها، وكتبت عليهم نكبة جديدة ستستمر سنوات.. وليتذكر الجميع ذلك.