اعتاد الكثيرون سماع إذاعة القران الكريم كل صباح، ففي السادسة صباحًا، يتلو علينا المقرئ الجليل الشيخ "محمد رفعت" – رحمه الله- بصوته العزب آيات الله المحكمات، ليرتبط فؤاد المحبين بهذا الصوت العزب، وتمتلئ روح سامعها بالسكينة، وليصبح هذا الشيخ الجليل "عادة" كريمة لافتتاح اليوم بجمال ذكر الله.

ظل الشيخ "محمد رفعت" رمزًا من رموز الزمن الجميل، من ناحية "صدق قلبه" وجمال لسانه الموزون الذي ينطق عن قلب نابض بالإيمان.

فمنذ أن افتتح بث الإذاعة المصرية بقراءة آيات الذكر الحكيم في عام 1934، أحبه المصريون جميعًا، ليصبح سفيرًا للسكينة في كل أنحاء العالم.

ورغم وفاته منذ قرابة 74 عامًا في مثل هذا الشهر – 9 مايو -، فإنه ما زال يحيا داخل الأفئدة، يورث سيرته وحب المحبين إليه.
ومصداقًا للآية الكريمة "وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"، كان رحمه الله يحث الجميع على الانصات والتركيز في آيات القرآن، فيذكر أنه وهو صغير السن، رفع صوته وقت الاستعداد لصلاة الجمعة في مسجد "فاضل" بدرب الجماميز، وقال: "يا سامعي القران الكريم أنصتوا ثم أنصتوا، تفوزوا إن شاء الله بالثواب".
كما احتفظ – رحمه الله – بلباس الزهد والإيمان، فبعدما مرض في حنجرته عام 1943، أرسل إلينا رسالة لن يفهمها إلا أولو الألباب، إذ صورت رضاه اليقيني بعدما أصيب بهذا المرض.

سيظل الشيخ محمد رفعت علمًا من أعلام التلاوة، وعلامة على الزهد والرضا، بل إنني أري أن الله كرمه بأن حبب فيه المستمعين لصوته، بأن جعلهم ينتظروا تلاوته، ليبقي بروحه الطاهرة في رحاب آيات القران.