قال الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف إن الأئمة ليست مهمتهم إمام ودعوة فحسب، بل عليهم مهام وطنية، داعيا عموم الإنسانية إلى نصرة الحق في فلسطين ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
[[system-code:ad:autoads]]أحمد عمر هاشم: خزي وعار على الإنسانية أن تقف عاجزة أمام ما يحدث في فلسطين
وقال أحمد عمر هاشم من خلال خطبة أول جمعة من ذي القعدة بمسجد الإمام عبدالحليم محمود شيخ الأزهر الراحل، بمحافظة الشرقية، احتفاءً بذكراه، إن من الخزي والعار أن تقف الإنسانية عاجزة أمام ما يحدث في فلسطين، راويا بعضا من بطولات الجيش المصري في حرب 1973، وكيف أن الجندي أبىَ أن يفطر مع وجود رخصة شرعية له، وكان أمل كل واحد منهم أن يفطر في الجنة.
[[system-code:ad:autoads]]ولفت إلى أن الشهيد يرى مكانه في الجنة، وأن الإمام الأكبر الراحل كانت رؤياه للنبي صلى الله عليه وسلم بشارة للنصر، داعيا بالنصر لأهل غزة وبالرحمة لصاحب الذكرى العطرة الإمام عبدالحليم محمود.
ذكرى الإمام عبدالحليم محمود
ولد عبدالحليم محمود في قرية أبو الحمد من ضواحي مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية في (2 من جمادى الأولى سنة 1328هـ= 12من مايو 1910م)، ونشأ في أسرة كريمة مشهورة بالصلاح والتقوى، وكان أبوه ممن تعلم بالأزهر لكنه لم يكمل دراسته فيه. بعد أن أكمل الصبي حفظ القرآن الكريم التحق بالأزهر، وحصل على الشهادة العالمية سنة (1351هـ=1932م) ثم سافر على نفقته الخاصة لاستكمال تعليمه العالي في باريس، ونجح في الحصول على درجة الدكتوراه في التصوف الإسلامي، عن الحارث المحاسبي في سنة (1359هـ= 1940م).
وبعد عودته إلى مصر عمل مدرسا لعلم النفس بكلية اللغة العربية، وتدرج في مناصبها العلمية حتى عين عميدا للكلية سنة (1384هـ= 1964م) ثم اختير عضوا في مجمع البحوث الإسلامية، ثم أمينا عاما له، ثم اختير وكيلا للأزهر سنة (1390هـ= 1970م) ثم وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر.
وللدكتور عبدالحليم محمود أكثر من 60 مؤلفا في التصوف والفلسفة، بعضها بالفرنسية، ومن أشهر كتبه: أوربا والإسلام، والتوحيد الخالص أو الإسلام والعقل، وأسرار العبادات في الإسلام، والتفكير الفلسفي في الإسلام، والقرآن والنبي، والمدرسة الشاذلية الحديثة وإمامها أبو الحسن الشاذلي.
كانت حياة الدكتور عبدالحليم محمود جهادا متصلا وإحساسا بالمسئولية التي يحملها على عاتقه، فلم يركن إلى اللقب الكبير الذي يحمله، أو إلى جلال المنصب الذي يتقلده، فتحرك في كل مكان يرجو فيه خدمة الإسلام والمسلمين، وأحس الناس فيه بقوة الإيمان وصدق النفس، فكان يقابل مقابلة الملوك والرؤساء، بل أكثر من ذلك؛ حيث كانت الجموع المحتشدة التي هرعت لاستقباله في الهند وباكستان وماليزيا وإيران والمغرب وغيرها تخرج عن حب وطواعية لا عن سوق وحشد وإرهاب.