ذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، أنه في واحدة من أكبر المقامرات في حياته المهنية، أرسل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قواته إلى رفح لزيادة الضغط على حماس وكسب الوقت، مما أعاد إلى الواجهة مصير الأسرى الإسرائيليين الـ 132 الذين ما زالوا في قطاع غزة.
وانتظر نتنياهو لعدة أشهر قبل أن يرسل قواته إلى رفح، الطرف الجنوبي من قطاع غزة، حيث لجأ أكثر من مليون فلسطيني هرباً من العدوان الذي يشنه الاحتلال منذ السابع من أكتوبر الماضي.
قبل أيام قليلة، كان سكان غزة يحتفلون في الشوارع مع إعلان حماس موافقتها علي المقترح المصري لاتفاق مع الاحتلال علي وقف لإطلاق النار وتبادل الأسرى، لكن مع أول ضوء من اليوم التالي، احتلت دبابات الجيش الإسرائيلي على المعبر الحدودي من الجانب الفلسطيني المهم مع مصر، حيث كان العلم الإسرائيلي يرفرف فوق منفذ غزة الوحيد إلى العالم العربي.
ويمثل هذا الاحتلال إحدى أكبر المقامرات في مسيرة نتنياهو المهنية الطويلة.
وكتب علي لافتة في مظاهرة ضمت عائلات الأسرى والتي أغلقت الطريق السريع الرئيسي في تل أبيب يوم الخميس الماضي: "إما رفح أو الرهائن".
وفي مواجهة هذه الخيارات الصعبة، اتخذ نتنياهو هذا الأسبوع مسارا مميزا: لقد اشترى الوقت. وقالت الحكومة إن القوات الإسرائيلية توغلت في شرق رفح – بهدف زيادة الضغط على حماس – في حين توجه فريق من المفاوضين “على مستوى العمل” إلى القاهرة “.
ويصور منتقدو نتنياهو قراره باعتباره حيلة ساخرة لتهدئة شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف وإحباط صفقة الأسرى التي قد تؤدي إلى إسقاط حكومته.
وقال دبلوماسيا مطلعا على المفاوضات المحمومة التي جرت في نهاية الأسبوع إن الاقتراح الذي قبلته حماس كان مماثلا للاقتراح الذي أيدته إسرائيل في السابق.
وسعت حماس إلى الحصول على ضمانات أمريكية بأن الاتفاق سوف ينتهي بوقف دائم لإطلاق النار ـ وهو المطلب القائم منذ زمن طويل والذي رفضته إسرائيل تماماً.
وسعى الوسطاء إلى تهدئة مخاوف حماس من خلال التأكيد على أن الإشارة إلى هدف "الهدوء المستدام" خلال المرحلة الثانية من الصفقة - وهي اللغة التي قبلتها إسرائيل في السابق - كانت بمثابة ضمانة تهدف إلى خلق الظروف الملائمة لإنهاء الحرب.
وأوضحت فاينانشيال تايمز أن إحجام نتنياهو ــ خلال عقود من مقاومة الضغوط الدولية ــ عن التنازل حتى عن أصغر التنازلات للفلسطينيين كان سبباً في استنفاد أي ثقة لدى منتقديه في دوافعه.