ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي مع بداية تداولات الأسبوع لتحقق استفادة من التراجع مستويات الدولار الأمريكي، حيث تسببت بيانات الوظائف الأمريكية الأخيرة التي جاءت أضعف من المتوقع في زيادة رهانات الأسواق على تخفيض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي، الأمر الذي دفع أسعار الدولار والذهب لتسعير هذه التوقعات.
سجل سعر أونصة الذهب العالمي ارتفاع خلال تداولات اليوم الاثنين بنسبة 0.7% لتسجل أعلى مستوى عند 2324 دولار للأونصة وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون، وكانت قد افتتحت جلسة اليوم عند المستوى 2301 دولار للأونصة حيث تتداول وقت كتابة التقرير عند المستوى 2318 دولار للأونصة.
يأتي تعافي أسعار الذهب مع بداية جلسة اليوم بعد أن عانت أسعار الذهب من تراجع خلال الأسبوعين الماضيين، والذي دفع الذهب لتسجل أدنى مستوى منذ شهر يوم الجمعة الماضية عند 2277 دولار للأونصة ليغلق تداولات الأسبوع الماضي منخفضاً بنسبة 1.6%.
بالرغم من هذا استطاع سعر الذهب أن يغلق الأسبوع الماضي فوق المستوى 2300 دولار للأونصة وهو الأمر الذي أعطى دفع إيجابية لأسعار الذهب مع بداية هذا الأسبوع، خاصة مع استمرار التراجع في أداء الدولار الأمريكي مقابل غيره من العملات الرئيسية.
الاجتماع الأخير من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي أظهر عدم نية البنك اللجوء إلى رفع أسعار الفائدة، وفي المقابل أشار رئيس البنك جيروم باول أن أسعار الفائدة ستنخفض في النهاية، ولكنه أشار إلى بقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول من التوقعات السابقة بسبب تماسك معدلات التضخم، وعدم ثقة البنك في تراجع التضخم بشكل مستدام إلى مستهدف البنك عند 2%.
تسبب هذا في تراجع مستويات الدولار بالإضافة إلى تقرير الوظائف الأمريكي يوم الجمعة الذي أظهر تراجع في أعداد الوظائف الجديدة في شهر ابريل مقارنة مع التوقعات والقراءة السابقة، بالإضافة إلى تراجع متوسط الأجر في الساعة وارتفاع معدل البطالة.
تسببت هذه العوامل في دفع الدولار إلى التراجع بشكل كبير خلال الأسبوع الماضي ليسجل أدنى مستوى منذ 3 أسابيع ويغلق الأسبوع منخفضاً بنسبة 0.8%.
بشكل عام تراجع مكاسب الذهب خلال الأسبوعين الماضيين بسبب تقلص التوترات الجيوسياسية وتراجع الطلب على الملاذ الآمن في الأسواق، واليوم يحاول الذهب الارتفاع وتعويض بعض من خسائره على حساب تراجع الدولار، ولكن في نهاية الأمر هناك حقيقة بقاء أسعار الفائدة الأمريكية مرتفعة لفترة أطول من الوقت، وهو الأمر الذي من شأنه أن يؤثر سلباً على أسعار الذهب بشكل عام.
الذهب لا يقدم عائد لحائزيه، وبالتالي ارتفاع الفائدة الأمريكية سيجبر المستثمرين على التوجه إلى الاستثمارات التي تحقق عائدا مرتفعا مثل السندات الحكومية، وأسواق الأسهم التي تحقق استفادة من استقرار الأوضاع في السياسة النقدية لفترة أطول من الوقت.
من جهة أخرى أظهر تقرير التزامات المتداولين المفصّل الصادر عن لجنة تداول السلع الآجلة، والذي يُظهر وضع المضاربة على الذهب للأسبوع المنتهي في 30 ابريل، انخفاض عقود شراء الذهب الآجلة من قبل المتداولين الأفراد والصناديق والمؤسسات المالية بهدف المضاربة بمقدار 685 عقد مقارنة مع التقرير الماضي، كما انخفضت عقود البيع بمقدار 2004 عقد.
وفي نفس الوقت انخفضت عقود الشراء من قبل الشركات الكبيرة بمقدار 2158 عقد بالمقارنة مع التقرير السابق، كما انخفضت عقود البيع بمقدار 1532 عقد.
التقرير يوضح أن الطلب على المضاربة في الذهب سواء من قبل المضاربين الأفراد أو المؤسسات مستمر التراجع سواء في الشراء أو البيع، الأمر الذي يعكس تراجع الطلب على الذهب بشكل عام واتجاه المستثمرين إلى أسواق أخرى أكثر ربحية بالنسبة لهم حالياً.
السبب الرئيسي وراء هذا الضعف في الطلب على المضاربة على الذهب هو تقلص التوترات الجيوسياسية، وبحث المستثمرين عن عائد أفضل بعد تأكيد الفيدرالي على بقاء الفائدة مرتفعة لفترة أطول من الوقت.
أسعار الذهب في مصر
يشهد سعر الذهب في مصر تحركات ضعيفة اليوم في ظل العطلة في الأسواق يومي الأحد والاثنين الأمر الذي يجعل التغيرات السعرية محدودة للغاية، أيضاً استقرار سعر الصرف يساهم في حركة الأسعار الضعيفة حالياً.
افتتح الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً تداولات اليوم الاثنين عند المستوى 3090 جنيه للجرام ويتداول وقت كتابة التقرير الفني لجولد بيليون عند نفس السعر، وذلك بعد أن ارتفع سعر الذهب يوم أمس بمقدار 5 جنيهات ليغلق عند المستوى 3090 جنيه للجرام بعد أن افتتح الجلسة عند 3085 جنيه للجرام.
تشهد أسعار الذهب المحلي تركات ضعيفة في ظل استقرار سعر صرف الدولار في البنوك إلى جانب تأثر الأسواق بالعطلة، بينما نجد أن سعر أونصة الذهب العالمي تتحرك في نطاق الأمر الذي قلل من التأثير على سعر الذهب المحلي.
من جهة أخرى نجد أن الطلب على الذهب المحلي خلال هذه الفترة يشهد تراجع على الرغم من الأعياد وذلك وفقاً لتصريحات سكرتير شعبة الذهب، ويرجع السبب في هذا إلى تراجع الطلب على الذهب كملاذ آمن بعد أن شهدت الأسواق استقرار بشكل كبير عقب صفقة رأس الحكمة وتحرير سعر الصرف والتدفقات النقدية التي حققت هدوء في توقعات الأسواق.
هذا وقد قامت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني برفع نظرتها المستقبلية لتصنيف مصر الائتماني لتصبح إيجابية بعد أن كانت مستقرة، وتبقي على تصنيف مصر الائتماني عند – B. لتشير الوكالة أن تراجع مخاطر التمويل الخارجي على المدى القريب بسبب صفقة رأس الحكمة والإجراءات الاقتصادية التي اتخذتها الدولة قد ساعد على تحسن النظرة المستقبلية لمصر.
وقد أشارت وكالة فيتش أنها تتوقع انخفاض معدل التضخم في مصر إلى 12.3% خلال شهر يونيو 2025، بينما أشار بنك جولدمان ساكس أنه يتوقع انخفاض التضخم في مصر إلى 30.3% على أساس سنوي خلال شهر ابريل الماضي.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي مع بداية الأسبوع بدعم من تراجع مستويات الدولار الأمريكي في ظل استمرار التأثير السلبي لتقرير الوظائف الأمريكي الضعيف على أداء الدولار، بينما تترقب الأسواق هذا الأسبوع تصريحات من أعضاء البنك الفيدرالي الأمريكي قد تساهم في معرفة الأسواق لمستقبل أسعار الفائدة.
تبقى التحركات الضعيفة هي المسيطرة على أداء الذهب المحلي في ظل استقرار سعر صرف الدولار في البنوك الرسمية بسبب عطلة الأسواق يومي الأحد والاثنين الأمر الذي انعكس على أداء سعر الذهب المحلي الذي يشهد تحركات ضعيفة.
ارتفع سعر أونصة الذهب العالمي مع بداية الأسبوع لتستهدف المستوى 2330 دولار للأونصة، وذلك بعد أن أغلق الذهب تداولات الأسبوع الماضي فوق المستوى 2300 دولار للأونصة الأمر الذي زاد من زخم الصعود مع بداية هذا الأسبوع.
في حال استمرار تعافي مستويات الذهب واستطاع السعر اختراق المستوى 2330 دولار يستهدف منطقة 2350 – 2360 دولار للأونصة، وذلك بدعم من تراجع مستويات الدولار ومؤشرات الزخم التي تصدر إمكانية استمرار الصعود.
أما عن السعر المحلي:
سيطر التذبذب على سعر الذهب المحلي خلال الأسبوع الماضي وانحصرت التداولات تحت المستوى 3100 جنيه للجرام عيار 21 ومع بداية هذا الأسبوع شهد الذهب المحلي تحركات ضعيفة بالقرب من المستوى 3100 جنيه للجرام بسبب العطلة في الأسواق واستقرار سعر الصرف. مع توقعات باستمرار هذه التحركات عدة نشهد تغيرات في سعر صرف الدولار.