تواجه مدينة مونفالكوني في شمال شرق إيطاليا جدلاً واسعًا بسبب قرار عمدتها اليميني المتطرف بمنع العمال المسلمين من أداء صلواتهم في المساجد. منذ نوفمبر الماضي، يتجمع المسلمون في موقف سيارات خرساني لأداء صلاة الجمعة، بعد أن تم منعهم من دخول المساجد التي كانوا يستخدمونها سابقًا.
منع المسلمين من الصلاة بمساجد إيطاليا
تعد هذه الخطوة إضافةً إلى سلسلة من الإجراءات والقرارات التي اتخذتها السلطات المحلية في مدينة مونفالكوني، والتي تبدو متجهة نحو تقييد حقوق المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية.
ووفقا لصحيفة “هندوستان تايمز” يشعر المسلمون المحليون بالإحباط والاستياء من هذه المضايقات، ويرونها انتهاكًا لحقوقهم الأساسية وحرية الدين التي يكفلها الدستور الإيطالي.
يشدد المؤيدون لقرار المدينة على أنه يأتي في إطار الحفاظ على النظام العام والأمن، في حين يرى المعارضون أنه يشكل انتهاكًا لحقوق الأقليات الدينية وتقويضًا لمبادئ المساواة والتعددية.
جدل بسبب طلب إنشاء مسجد
تثير تصريحات أحد سكان مدينة مونفالكوني الإيطالية جدلاً حول حقوق الديانات المختلفة في المدينة. يعبر هذا الساكن عن استياءه من عدم وجود مسجد للمسلمين في المدينة، بينما يوجد كنائس للكاثوليك والأرثوذكس والبروتستانت. يشير إلى أن المسلمين المقيمين في المدينة يمثلون ثلث سكانها، ويرون أنه لا يوجد سبب لعدم توفر مسجد لهم.
يعود تاريخ وجود المهاجرين المسلمين في مونفالكوني إلى نهاية التسعينيات، حيث بدأ العديد منهم يعملون في شركة بناء السفن فينكانتييري. من جانبها، تبرر العمدة آنا سيسينت القيود المفروضة على إنشاء مسجد بواسطة قوانين التخطيط الحضري، مشيرة إلى أنها ليست مسؤولة عن توفير مكان عبادة للمسلمين. تشدد سيسينت على أنها تطبق القانون وتعمل وفقًا للوائح المحلية.
ومع ذلك، تعتبر بعض الأصوات أن العدد المتزايد للمهاجرين المسلمين في المدينة يستدعي التفكير في توفير أماكن عبادة لهم.
وضع المسلمون في إيطاليا
دفعت العديد من التقارير عن قضة منع المسلمين من الصلاة بمساجد مونفالكوني، إلى تحرك بشأن هذه القضية، إذ يعد الإسلام ليس من بين الديانات الـ13 التي تتمتع بوضع رسمي بموجب القانون الإيطالي، مما يعقد جهود بناء دور العبادة.
وقال يحيى زانولو من الطائفة الدينية الإسلامية الإيطالية، إحدى الجمعيات الإسلامية الرئيسية في البلاد، إن هناك حاليا أقل من 10 مساجد معترف بها رسميا.
وقال زانولو إن هذا يعني أنه من بين مسلمي إيطاليا الذين يقدر عددهم بأكثر من مليوني شخص، تم إبعاد معظمهم إلى الآلاف من أماكن العبادة المؤقتة.