أجاب الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال متصل حول "هل يجوز صلاة ركعتين فقط بأكثر من نية كصلاة قيام الليل وسنة العشاء؟".
وقال أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، في تصريح له: "سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يقول إنما الأعمال بالنيات ولكل إمرء ما نوى، فتعدد النيات أو التشريك بالنية كل جائز وعليه ثواب وأجر من الله سبحانه وتعالى".
وتابع: "ويمكن أيضا قراءة القرآن الكريم ووهب ثوابه إلى أى شخص، والأكثر فى الثواب والأجر هو كل صلاة لواحدها".
هل يجوز تغيير نية الصلاة من سنة إلى فرض
لاشك أن ما يطرح سؤال هل يجوز تغيير نية الصلاة من سنة إلى فرض بعد الشروع فيها ؟، هو النسيان والشك الذي يصيب كثير من المُصلين ، اللذين قد يتذكرون ما فاتهم من فرائض أثناء أداء النوافل، فيغيرون النية وقد شروعوا في الصلاة، وحيث إن الصلاة هي عماد الدين وثاني أركان الإسلام الخمسة، فلا يصح التهاون فيها ، وإنما ينبغي معرفة هل يجوز تغيير نية الصلاة من سنة إلى فرض بعد الشروع فيها أم لا؟.
هل يجوز تغيير نية الصلاة
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن لا يجوز تغيير نية الصلاة من سنة إلى فرض أو العكس بعد الشروع فيها، منوهًا بأنه من شروط النية أن توافق النية المنوي ، إلا في مستثنيات.
وأوضح «جمعة» عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، في إجابته عن سؤال: ( هل يجوز تغيير نية الصلاة من سنة إلى فرض بعد الشروع فيها أي هل نية صلاة الفرض ممكن تغيرها أثناء الصلاة إلى سنة والعكس؟)، أنه إذا كنت نويت أن تصلى الظهر لا يصح أثناء الصلاة أن تغير نيتك إلى عصر أو إلى نافلة، ولو نويت أن تصلى 4 ركعات لله تعالى وبعد أداء ركعة تذكرت أنك لم تصل الظهر فغيرت نيتك إلى الفرض .
ونبه إلى أنه لابد من أحكام النية السبعة أن توافق النية المنوي، ولا يجوز الخلاف إلا فى حالات كمن صلى ولم ينو أو نوى ولم يصل، كمن وجد الإمام ساجدًا يوم الجمعة فنوى الجمعة ظنًا منه أنه سيدرك معه ركعة ولكن الإمام جلس من السجدة للتحيات فتكون فاتته ركعتا الجمعة، لكنه نوى صلاة الجمعة، فلو أنه فاتته ركعة واحدة فيصلى ظهرًا، فنوى الجمعة وصلى الظهر، وصلى الظهر ولم ينويه فهذه هى المستثنيات". فالجمعة تدرك بركعة كاملة ، فالشاذ يحفظ ولا يقاس عليه ، فهذا الاستثناء من الضرورة.
وأفاد المفتي السابق، بأنه لا يجوز تغيير النية في الصلاة بصفة عامة، ولكن يجوز تغيير النية في النافلة كأن يدخل شخص للمسجد وينوي صلاة تحية المسجد ثم يغير نيته ويجعلها ركعتي السنة القبلية وفي هذه الحالة يجوز، ف لا يجوز للإنسان بعد أن شرع فى صلاته أن يغير نيته فى الصلاة من صلاة عصر الى ظهر أو من مغرب الى عشاء، فلابد للإنسان أن ينوى ما يريد أن يصليه قبل دخوله فى الصلاة، فلا يصح تغيير نيته من صلاة لصلاة أخرى.
وتابع: لا يجوز تغيير النية في صلاة الفريضة فمعها تبطل الصلاة كان ينوي شخص صلاة سنة الظهر وبعد الدخول في الصلاة يغير نيته ويصلي العصر فهذا صلاته باطلة، مشيرًا إلى أنه قد يتذكر الإنسان بعد الدخول في الصلاة أنه لم يصل الفرض الذي قبله فيضطر لتغيير نيته من العصر إلى الظهر مثلا أو من العشاء إلى المغرب ، فينبغي ألا يغير نيته في الصلاة وسيؤجر على صلاة الجماعة على قدر ما صلى مع الشخص الذي بجواره .
حكم تغيير النية من الفرض للنافلة
وأشار الدكتور مجدى عاشور، المستشار السابق لمفتى الجمهورية، إلى أن المصلي إذا دخل فى صلاة ما، ونوى بالخطأ الصلاة التى بعدها، فإن النية تنسحب على الصلاة الحاضرة، لأن الصلاة الأخرى لم يأت وقتها، لافتًا إلى أن تغيير النية من الفرض للنافلة والعكس، لا تجوز، وتعتبر الصلاة باطلة، لأن النية تعين الصلاة الحاضرة، ولو تم تغيير النية بطلت الصلاة.
وأكد على أن الإنسان لو دخل فى صلاة ما وتذكر خلال الصلاة أنه لم يصل الصلاة السابقة، فهنا يجوز له تغيير النية للصلاة السابقة لوجود موجب لتغيير النية، لأن الترتيب واجب فى الصلوات المفروضة.
تغيير النية في الصلاة
وبين الدكتور محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن في صلاة الفرض لا بد أن تكون النية واحدة، فلا يجوز للمسلم إذا أقبل على الصلاة وكان يريد صلاة الظهر أن يغير نيته وينوى خلال صلاته أن يصلى العصر، حيث لا بد أن تكون النية مقارنة لتكبيرة الإحرام، أي مع الهمزة من "الله أكبر" وبذلك ينوي صلاة معينة، وهذه النية هي التي تحدد العمل، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".