اتخذت ألمانيا موقفا حازما ضد روسيا في أعقاب سلسلة من الهجمات الإلكترونية التي استهدفت قطاعات رئيسية وكيانات سياسية. ووفقا للجارديان، يُزعم أن الهجمات، التي وقعت في عام 2023، تم تنسيقها من قبل مجموعة قرصنة مرتبطة بالمخابرات العسكرية الروسية، تُعرف باسم APT28 أو Fancy Bear. ونسبت الحكومة الألمانية هذه الهجمات إلى الدولة الروسية، ووصفتها بأنها "غير مقبولة على الإطلاق".
وفقًا لوزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، استغلت الهجمات الإلكترونية ثغرة أمنية في برنامج Microsoft Outlook وأضرت بخوادم الشركات المتضررة، بما في ذلك تلك الموجودة في قطاعي الدفاع والتكنولوجيا. وشدد بيربوك على خطورة الوضع، مشيراً إلى أن مثل هذه الأعمال تشكل تهديداً للديمقراطية ولن يتم التسامح معها.
كما أبلغت جمهورية التشيك أيضًا عن هجمات إلكترونية مماثلة، وربطتها بـ APT28. وقد أدان الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي هذه الأنشطة الخبيثة، وسلطوا الضوء على الجهود المستمرة التي تبذلها الجهات الفاعلة في مجال التهديد السيبراني لزعزعة استقرار التحالف.
ويتضمن الرد الألماني استدعاء مبعوث روسي رفيع المستوى، مما يشير إلى رد فعل دبلوماسي قوي على الهجمات الإلكترونية. تتخذ ألمانيا، إلى جانب حلفائها الأوروبيين وحلف شمال الأطلسي، تدابير منسقة لمواجهة التهديد الروسي في الفضاء الإلكتروني.
ويُنظر إلى هذه الهجمات السيبرانية في سياق استراتيجية روسيا الأوسع للحرب الهجينة، والتي تتضمن حملات التضليل التي تهدف إلى تقويض الديمقراطية وزرع بذور عدم الثقة. وقد حدد الاتحاد الأوروبي الآلاف من وحدات التضليل والمواقع الإخبارية المزيفة المرتبطة بروسيا، مما يسلط الضوء على حجم التحدي.
ويحذر الخبراء من أن الهجمات السيبرانية والمعلومات المضللة تشكل مخاطر كبيرة على الاستقرار العالمي، حيث صنفها المنتدى الاقتصادي العالمي كواحدة من أكبر التهديدات. ينظر حلف شمال الأطلسي إلى الحرب السيبرانية على قدم المساواة مع الأشكال التقليدية للحرب، مما يؤكد على الحاجة إلى اتخاذ تدابير دفاعية قوية.
ويأتي تصاعد التوترات بين ألمانيا وروسيا وسط حوادث أخرى، بما في ذلك تسريب تسجيل صوتي لاجتماع لكبار المسؤولين العسكريين الألمان، يُزعم أنه تم تسهيله عن طريق اتصال غير مصرح به.